ماهر الحسين
في خطوة، على الأرجح، غير مسبوقة في المؤتمرات التأمينية العربية، وربما الأجنبية، تقدّم مكتب الحسين للمحاماة واحداً من الرعاة الأساسيين في ملتقى شرم الشيخ للتأمين وإعادة التأمين في نسخته الخامسة والذي سينطلق في 17 ايلول (سبتمبر) المقبل.
الخبر الذي وزّعه أحد أعمدة هذا المكتب وهو المدير السابق للإتحاد الأردني لشركات الضمان السيد ماهر الحسين، أثار الإستغراب للوهلة الأولى لقناعة من قرأ الخبر، وأنا واحد منهم، أن لا علاقة بين مؤتمر تأميني وبين رعاية يُقدّمها مكتب محاماة. و“لكن متى عُرف السبب بطل العجب“، والأصحّ أن نقول: “متى عُرفت الأسباب توضّحت الأمور“...
وإذا كانت المخيّلة قد ذهبت بالمطّلع على هذا الحدث، الى أن مكتب المحاماة الأردني الشهير سيكون مشاركاً بورقة عمل أو بمحاضرة يُلقيها أحد أبرز خبراء التأمين في الأردن السيد ماهر الحسين، فإن الأخير سارع الى القول عندما سألناه عن سبب هذه الرعاية والمشاركة: “اننا مثل كل الرعاة، سنُساهم في إنجاح هذا الملتقى بدعم مادي نُقدّمه للقيّمين عليه في مقابل منفعة دعائية لمكتبنا القانوني الذي سيكون اسمه حاضراً داخل القاعات وفي المنشورات الموزّعة، علماً انني شاركت في هذا الملتقى منذ انطلاق نسخته الأولى قبل خمس سنوات. أما القول أن لا علاقة بين مكتب محاماة ومؤتمر تأميني، فهنا يقع الخطأ بل الخطأ الكبير، لأن “مكتب الحسين للمحاماة“ يُمكنه مساعدة شركات التأمين بأمور عديدة، سواء عبر محامين مباشرة أو من خلال مؤسسات نتعاون معها في التدريب المهني لمن يرغب من شركات التأمين، لا سيما في مواضيع شديدة الصلة مثل: غسل الأموال، الإمتثال، الحوكمة، إدارة المخاطر وما شابه. ويُمكن مكتبنا المتخصّص أن يتوّلى هذه المهمة في الأردن أو خارج المملكة ولمن يرغب. وكنا قبل فترة قد أقمنا دورة تدريبية في قبرص خضع خلالها مشاركون من عدة شركات، لمحاضرات في المواضيع التي أشرنا اليها. والى هذه المؤسسة الأردنية التي نتعاون معها، هناك مؤسسة لبنانية– انكليزية مقرّها بيروت، ولنا تواصل معها في إطار التعاون التدريبي لشركات موجودة في مناطق أخرى، علماً أن من يتولّى التدريب هم مجموعة من الإختصاصيين، بينهم محامون دوليون والبعض من هؤلاء شاركوا في مؤتمرات “العقبة“ التي أطفأت في أيار الماضي شمعة النسخة التاسعة، وبعض هؤلاء الخبراء نستعين بهم من لندن ودبي وفرنسا وغيرها من الدول. وهنا أؤيدك الرأي في موضوع رعاية مكتبنا لهذا الملتقى وأقول “من دون الجزم طبعاً، قد تكون هذه الرعاية الأولى من نوعها في المؤتمرات التأمينية العربية والله أعلم“.
س: ولكن لماذا لم تقم بهذه الخطوة في مؤتمر العقبة الأخير أو قبله؟
ج: للأسف عند انعقاد مؤتمر العقبة التاسع، كنت مضطراً للسفر الى دبلن في ايرلندا لعمل خاص وكان الموعد قد رُتّب في وقت سابق،ما أضطرنا الى السفر وعدم المشاركة في المؤتمر المذكور، حضورياً ورعاية، اذ كيف يُمكن أن يكون مكتبنا راعياً وممثله الذي هو أنا غير موجود، علماً أنني خلال سفرتي هذه، قمت بزيارة ابني مروان الذي يدرس المحاماة في إحدى جامعات لندن.
س: وماذا عن مكتب الحسين للمحاماة؟
ج: أسّس هذا المكتب والدنا المرحوم مروان الحسين سنة 1966 وبقي ساهراً عليه ويُديره حتى آخر مرافعة كتبها قبل ساعَتَيْن من وفاته في العام 2017 . أما بالنسبة اليّ، فإن تخصّصي كان في قانون التأمين وليس في التأمين التقني. وعندما أنهيت البكالوريوس في القانون من الجامعة الأردنية في العام 1991، تابعت دراسات عليا بالقانون الإنكليزي في جامعة “ويلز“ في بريطانيا سنة 1993،ثمّ نُلت ماجيستير في قانون التأمين والقانون البحري في جامعة South Hampton التي تُعتبر من أهم الجامعات المتخصّصة في التأمين والنقل البحري. ومن المعروف أن مكتب المحاماة العائد لوالدي،كان متخصّصاً ولا يزال بالقضايا التجارية، سواء ما يتعلّق بالتحكيم أو البنوك أو شركات باستثناء القانون الجزائي كذلك، فإن مكتبنا يُعالج قضايا شرعية من خلال شقيقتي الأستاذة سمر الحسين، ولكن القضايا الشرعية من طلاق وغيره ليست بالكثيرة ومع ذلك، فإن من يقصدنا بحثاً عن حلّ قانوني شرعي، فإن المكتب يتولى إيجاد الحلول. لهذا كلّه فإن الرعاية لملتقى شرم الشيخ ليست غريبة بل هي من صلب هذا النوع من المؤتمرات وآمل أن يزداد اهتمام مكاتب المحاماة القانونية لهذا النوع من الرعاية في الآتي م الأيام.
س: نجلك مروان على خطى والده وجدّه الذي يحمل اسمه، أليس كذلك؟
ج: نعم هو يُتابع دراسة القانون سنة أولى– ويدرس في انكلترا وقد زرته العام الماضي، وهو موجود حالياً في عمان ويعود الى انكلترا في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.