مدينة جده السعودية تشهد حالياً إطلاق أولى عمليات التوصيل البريدي عبر الطائرات المسيّرة في خطوة تُجسّد تطوير الخدمات اللوجستية الذكية وتُعزّز الإستدامة. أما منفّذ هذا الحدث فهي شركة “أرامكس”، و مديرها العام عبد العزيز النويصر قال شارحاً الخطوة: “ان اختيار جده لم يأتِ عشوائياً بل جاء لأنها تمثّل مركزاً لوجستياً رئيسياً ومحوراً للتجارة والنقل البحري والجوي. كما تُعد بيئتها التنظيمية و بنيتها التحتية ملائمة، فضلاً عن أرضها المثالية لتجربة من هذا النوع مدعومة بالأمان والكفاءة”. أضاف: “في المرحلة التجريبية، تمّ تشغيل مسار محدد مسبقاً لنقل الطرود بين المنشآت اللوجستية عبر مسار جوي مرخّص، بهدف قياس كفاءة الملاحة الجوية والتكامل بين الأنظمة الأرضية والجوية”.
ووفقا لما ذكر النويصر في حديث له، فإن “عملية التوصيل تنطلق من مركز تجهيز الشحنات، حيث تُغلّف الطرود وتُحمّل على الطائرات المُسيّرة التي تُدار بالكامل عبر منصة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإدارة الرحلات. تتولى طائرة من المسيّرات تنفيذ الرحلة بشكل ذاتي، عبر مسار جوي مُعتمد مسبقاً، من الإقلاع حتى الهبوط، دون أي تدخّل بشري مباشر”. وتعتمد الطائرات على تقنية تحديد المواقع آنياً بالحركة التي تتيح دقة تصل إلى مستوى السنتيمتر، مع أنظمة استشعار متقدّمة لتفادي العقبات، ونظام تحديد المواقع البصري ، وطبقات متعددة من أنظمة لضمان ثبات الرحلة وسلامتها.

يضيف النويصر أن “طائرات «أرامكس» تعتمد على أنظمة دقيقة للغاية في الملاحة وتجنّب العوائق، ما يضمن أداءً موثوقاً حتى في البيئات الحضرية المعقدة. وعند الوصول، تنفّذ الطائرة عملية هبوط عمودية في منطقة محددة مسبقاً، حيث يتسلّم موظف مُدرّب الطرد مباشرة، ثم تعود الطائرة تلقائياً إلى قاعدتها”.
خلف هذه التجربة المتقدمة، هناك تعاون موسّع بين عدد من الجهات السعودية. فقد جرى التنسيق بشكل مستمر مع الهيئة العامة للطيران المدني لضمان الالتزام الكامل بمعايير السلامة الجوية، كما دعمت وزارة النقل والخدمات اللوجستية المشروع في مراحله كافة، إلى جانب الهيئة العامة للنقل وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية
ويعتبر النويصر أن «التعاون مع الجهات التنظيمية كان أساسياً لضمان الامتثال لأنظمة الطيران، وفتح الطريق أمام التشغيل التجاري المستقبلي للطائرات المسيّرة». هذا التنسيق المتعدد الأطراف يؤسس لنموذج سعودي يمكن أن يُحتذى في تنظيم قطاع الطائرات من دون طيار، ودمجها بأمان في المجال الجوي المدني.
الى ذلك، يشرح النويصر أن «لدى أرامكس أنظمة أمان متكررة تتيح التعامل مع أي ظرف غير متوقّع، مع تخصيص مناطق هبوط طارئة لضمان مرونة التشغيل في جميع الحالات”.
























































