وفق مجلس الذهب العالمي، فإنه اعتبارا من منتصف عام 2025، سُجّل ترتيب جديد لأكبر البنوك المركزية احتفاظا باحتياطيات من المعدن الأصفر، وقد تصدّرت الولايات المتحدة القائمة، بينما شهدت الهند والإمارات نموا قياسيا.
ويشير البيان الصادر، إلى أن أكبر 8 بنوك مركزية امتلاكا للمعدن الأصفر لديها احتياطيات مجتمعة تبلغ نحو 22.93 ألف طن، ولكن اللافت للنظر أن الأُسر الهندية تمتلك ما يقارب 25 ألف طن من الذهب، وهو ما يمثل قوة خفية هائلة.
وتُعَد الولايات المتحدة الأميركية الرائدة عالميا بلا منازع من حيث احتياطيات الذهب، حيث بلغ احتياطيها 8133 طنا اعتبارا من 2 أيار 2025، حيث تمثل الاحتياطيات في «فورت نوكس» العمود الفقري لوول ستريت وواشنطن فهي تتيح للولايات المتحدة مرونة مالية، وتزيد ثقة المستثمرين في عملتها، وفي الوقت نفسه تؤكد هيمنتها المالية العالمية.
وتحظى ألمانيا بثاني أكبر الاحتياطيات عالميا، ولكنها أقل من نصف احتياطيات الولايات المتحدة من الذهب، حيث يبلغ 3351 طنا، وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت قوة لألمانيا في العودة الاقتصادية، وحتى خلال أزمة منطقة اليورو، أنقذت ألمانيا العديد من الدول الأوروبية، مثل أيسلندا والبرتغال واليونان وغيرها، وفقا لما ذكره موقع «wionews».
وتحتل إيطاليا المركز الثالث في القائمة باحتياطي ذهب يبلغ 2451 طنا، ولاتزال إيطاليا تقاوم بيع احتياطياتها رغم ديونها الوطنية الهائلة. وكان هذا الاحتياطي بمثابة درعها، إذ منع الانهيار التام خلال الأزمات المالية.
وتمتلك فرنسا 2452 طنا من احتياطي الذهب. وقد لعبت دورا محوريا في مواجهة هيمنة الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي، وتعزيز اليورو، وتعزيز نفوذ فرنسا في تمويل الاتحاد الأوروبي.
وبامتلاكها احتياطيا كبيرا من الذهب يبلغ 2333 طنا، خففت روسيا من تأثير العقوبات الأميركية والأوروبية، وواجهت انخفاض قيمة الروبل، وأنشأت «محور» إلى جانب الصين وإيران وكوريا الشمالية، لمواجهة النظام العالمي أحادي القطب.
ورغم مشترياتها الضخمة سنويا وتصدرها لقائمة البنوك المركزية الأكثر طلبا للذهب منذ عام 2021 تمتلك الصين 2292 طنا من احتياطيات الذهب، مما يدعم مساعيها لتدويل اليوان، مما يساعد أيضا على تقليل التأثر بالدولار الأميركي خلال الصدمات الاقتصادية.
وتمتلك سويسرا 1040 طنا من احتياطيات الذهب، مما يحافظ على استقرار الفرنك السويسري. تمثل الأنظمة المصرفية السويسرية مستودعا للثروات العالمية، كما أن استقرار عملتها يعزز مصداقيتها.
ويسهم الذهب باستقرار احتياطيات الهند من النقد الأجنبي، ويشكل حاجزا واقيا ضد الأزمات العالمية، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تمتد بسهولة لأزمات الطاقة، ونظرا لاعتماد الهند على الاستيراد لتلبية احتياجاتها من الطاقة، يعد الذهب إحدى نقاط الضعف الرئيسية. يمتلك بنك الاحتياطي الهندي 880 طنا من احتياطيات الذهب.