أسعد ميرزا يتوسط أعضاء مجلس الإدارة مكتملاً
مع أن انتخاب أربعة أعضاء جدد لمجلس إدارة جمعية شركات الضمان في لبنان ACAL قد مرّ بهدوء، بمعنى أنه لم تشهد معركة انتخابية على غرار المعارك التي تشهدها النقابات، وآخرها انتخابات نقابة المهندسين، وهو ما خيّم الهدوء على هذه الجلسة التي تمّ فيها اقرار الميزانية العائدة للعام 2023 وابراء ذمة رئيس وأعضاء المجلس عن أعمال تلك السنة، الاّ أن الجديد في اجتماع الجمعية العمومية العادية التي عُقدت قبل ظهر الأربعاء (24 نيسان 2024)، هو مشاركة رئيس لجنة المراقبة بالإنابة الذي عُين حديثاً السيد نديم حداد الذي كان التقاه البعض وتعرّفوا اليه والذي لم يُحالف الحظ البعض الآخر من أصحاب أو مدراء شركات تأمين منضوية تحت جناح ACAL ،من التواصل معه، ما دفع الفضول بالمدير العام التنفيذي لشركة فيكتوار السيد ناجي سلطانم الى طرح سؤال عليه حول مستقبل قطاع التأمين في لبنان من وجهة نظره، ربما من خلال تصريحه يُمكن التعرّف أكثر على ما يخطّط له للأيام المقبلة. لكن الرئيس الجديد لـ ICC، استوعب السؤال وأوضح رؤيته للمرحلة المقبلة بشفافية وبالمباشر، اذ أعاد تأكيد ما كان يقوله وزير الإقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، من أن قطاع التأمين لا يزال “الحي الباقي”، اذا جاز التعبير، ويجب المحافظة عليه، خوفاً من أن يُصاب بما أُصيب به قطاع المصارف. وتتطلب هذه المحافظة تعاوناً بين ICC وبين شركات الضمان الممثلة بـ ACAL. كيف؟ “بالمشاورات وبتنفيذ الإجراءات المطلوبة من بعض الشركات، لأن ملفات هذا البعض، ليست مكتملة ومنذ خمس سنوات”، كما قال نديم حداد، وهذا ما كان يُردده دائماً الوزير سلام في لقاءات كانت تجمعه بشركات الضمان.
صحيح أن رئيس ICC أبدى تجاوباً مرناً في موضوع تسوية المخالفات المشكو منها وأعلم الأعضاء أنه ليس بعيداً من توفير التسهيلات اللازمة بتمديد المهل لتصحيح هذه الملفات، ولكن بالنتيجة لا بدّ من تطبيق القوانين والمعايير المطلوبة، ولم يذكر هنا كلمة “والاّ”، دلالة على أن الحِلم شعار يعتمده، ولكن “اذا كان حبيبك عسلاً فلا تلحسه كلّه”.
لقد اراد ناجي سلطانم أن يتعرّف الى وجهة نظر رئيس ICC بالنسبة الى مستقبل قطاع التأمين ككلّ ،وهو سؤال تبدو الإجابة عنه صعبة، خصوصاً في هذه الأيام وفي ظل الظروف التي تمّر بلبنان، وبطبيعة الحال لم يُجب عن السؤال، وهذا طبيعي، فحوّل الإجابة الى ما ذكرناه آنفاً. وما يجب قوله هنا، أن أعضاء الجمعية العمومية أبدوا جميعاً ارتياحأً لكلام السيد نديم حداد وهنؤوه على منصبه الجديد وأعربوا بصدق عن نياتهم بإقامة علاقة تعاون بينهم وبين رئيس وأعضاء اللجنة التي تُشرف على ملفاتهم وأعمالهم وكلّ ما يتصل بشؤون التأمين وشجونه، وكلّ ذلك تحت إشراف وزير الوصاية الذي هو وزير الإقتصاد والتجارة أمين سلام.
في العودة الى الجمعية العمومية، فقد افتتحها رئيس مؤسسة الضمان الإلزامي السيد عبدو خوري بصفته عضواً في مجلس الإدارة، الذي تلا أرقام الميزانية العائدة للعام 2023 والتي بيّنت أن الوضع المالي لـ ACAL لا بأس به أبداً، إذا ما نُظر الى أرقام هذه الميزانية والرصيد المتبقّي، في ظلّ الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان.
بعد ذلك، تناول الكلام السيد أسعد ميرزا، فذكر بأن ست شركات تأمين قدّمت ترشّحها للمراكز الأربعة المنتهية ولايتها في المجلس وأن شركَتَيْن أعربتا عن انسحابهما هما (“المشرق” الممثلة بالسيد جورج ماتوسيان و”ميدغلف” الممثلة بالسيد محمد الخطيب) من الترشّح للعضوية، وعليه تكون الشركات الأربعة التالية قد فازت بالتزكية، وهي: أكسا الشرق الأوسط، ممثلة بالسيد ايلي نسناس، The Capital ممثلة بالسيد أسعد ميرزا، North Insurance ممثلة بالسيد أنطوني الفضل و Bancassurance ممثلة بالسيد بيار سبعلاني.
على الأثر التأم مجلس الإدارة (بأعضائه القديمة والمنتخبة) وأُعيد انتخاب أسعد ميرزا رئيساً لـ ACAL ومحمد الهبري نائباً للرئيس وروجيه تابت أميناً للسر، عبدو الخوري أميناً للصندوق. وبالتالي يكون مجلس إدارة جمعية شركات الضمان في لبنان مؤلفاً من السادة: أسعد ميرزا (The Capital) رئيساً، محمد الهبري (ALIG) نائباً للرئيس، روجيه تابت (التأمينات المتحدة) أميناً للسر وعبدو الخوري (التجارية المتحدة للتأمين UCA) أميناً للصندوق، وكلّ من الأعضاء التالية أسماؤهم والشركات التي يُمثلون وهم: ايلي نسناس (AXA)، ايلي طربيه (الإعتماد اللبناني)، لبيب نصر (ليا أسوركس)، جوزف خوام (سيكوريتي)، جورج أيوب (Trust Compass)، باسم عاصي (سنا)، أنطوان الفضل (North)، وبيار سبعلاني (Bancassurance).
وفي التقرير الموزع من قبل الأمين العام لـ ACAL السيد جميل حرب أن أعضاء مكتب المجلس الجديد شكروا زملاءهم أعضاء الجمعية العمومية على الثقة التي منحوها للممثلين الأربعة الجدد وللأعضاء المستمرين، مؤكدين ضرورة التعاون لبحث ومتابعة جميع الملفات التي على جدول اعمال المجلس.
تبقى إشارة الى أن Rendez Vous Beyrouth الذي كان مقرراً انعقاده في شهر أيار المقبل، اي بعد بضعة ايام، صُرف النظر عنه هذه السنة، على ما يبدو، بسبب الوضع الأمني في جنوب لبنان ومخاطر امتداد الحرب الى سائر المناطق، اذا لم تتدارك الدول الكبرى مخاطر ما تقوم به اسرائيل، سواء في قطاع غزة الذي يترقّب عملاً عسكرياً ضد مدينة رفح على الحدود مع مصر، أو في جنوب لبنان الذي يشهد حالياً خروجاً على قواعد الإشتباك مع تمدّد آلة الحرب وتوسّعها باتجاه الداخل اللبناني.
