عُمال يستخدمون مادة تُخفّف وطأة حرارة الطقس
الإهتمام بضيوف الرحمن على أبواب عيد الأضحى المبارك يزداد يوماً بعد يوم، وجديد ما نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” عن “تبريد طرق المشاعر المقدسة بمادة لونية مبتكرة تخفّض وطأة حرارة الطقس على خطوات ضيوف الرحمن، أثناء رحلتهم الإيمانية لأداء نُسك الحج”، ما يعكس الاهتمام المتزايد الذي تُوليه السعودية لخدمة الحجاج، وتقديم كل الخدمات التي تسهم في تسهيل أدائهم مناسكهم بكل يسر وسهولة.
تأتي هذه المبادرة ثمرة ابتكارات متطورة وشراكة بين الهيئة العامة للطرق في السعودية وعدد من الجهات ذات العلاقة، وتتكون المادة الملونة من عدة عناصر محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كميات أقل من أشعة الشمس، من خلال عكسها الأشعة فتصبح درجة حرارة سطحها أقل من درجة حرارة الأرصفة التقليدية.
ويعدّ موسم الحج، كما بات معلوماً، أحد أهم الأحداث العالمية من حيث الحشد البشري الكبير والتقارب الجسدي في وقت قصير ومكان محدود، إضافة إلى أن غالبية الحجاج من فئة كبار السن، الذين يعانون مرضاً أو أكثر من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، ارتفاع الضغط، السكري، السمنة، خشونة المفاصل، الأمراض النفسية… إلخ، ما يحتم على المسؤولين إعطاء الأولوية للصحة والوقاية من الأمراض قبل وخلال وبعد أداء هذه الفريضة. ذلك إن أمنية كل مسلم أن يؤدي شعيرة الحج، خامس أركان الإسلام، بكل سهولة وصحة وأمان وعافية تامة. ويظل القرار الفاصل بين إمكانية أداء الحج من عدمه أن يكون الشخص قادراً متمكناً ولائقاً صحياً لأداء هذه العبادة الشاقة.
الدكتور أشرف أمير نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع استشاري طب الأسرة، قال ضمن محاضرة قدّمها في المؤتمر الصحافي السنوي الذي تعقده الجمعية بالتعاون مع شركة «فايزر السعودية» حول «حج صحي وآمن»، إن “أكثر ما نخشاه على صحة الحجاج الكرام، المضاعفات التي يمكن أن يتعرضوا لها بسبب عدم التحكّم الجيد في أمراضهم المزمنة؛ ومن أهمها مضاعفات ارتفاع سكر الدم، وارتفاع ضغط الدم، والانسداد الشعبي الرئوي. كما أن هؤلاء المرضى من الحجاج تكون لديهم عوامل خطورة متعددة؛ منها تقدّم العمر، والتاريخ العائلي، والنمط الغذائي، والتدخين، وقلة الحركة والرياضة”.
ويشير الدكتور أمير إلى أن مرضى الأمراض المزمنة من الحجاج أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والإصابات أثناء الحج، كما أن تزامن حج هذا العام مع شدة حرارة الصيف، سوف يسهل نشر المشاكل الصحية المرتبطة بها مثل الإجهاد الحراري وضربات الشمس والتسلخ الجلدي والتسمم الغذائي. لذلك قدم نصائح وقائية عامة لكل قادم لأداء الحج في هذا العام، سواء من داخل المملكة أو من خارجها، على مستويات ثلاثة، قبل وأثناء وبعد أداء الفريضة من أجل صحة وسلامة الحجاج، وأيضاً أولئك الذين يقومون على خدمتهم في المشاعر المقدسة.
–أولاً، نصائح وقائية قبل الحج: أخذ التطعيمات الضرورية لجميع الحجاج من الداخل والخارج والعاملين في منطقة المشاعر المقدسة خلال موسم الحج. مراجعة الطبيب قبل السفر للتأكد من استقرار الحالة الصحية. الحرص على أخذ كمية كافية من الأدوية. حمل تقرير مفصل يوضح الأمراض والأدوية والجرعات، لأهمية ذلك عند الضرورة. إحضار حقيبة طبية وأجهزة قياس السكر والضغط.
–ثانياً، نصائح وقائية لمرضى الأمراض المزمنة أثناء الحج: التأكد من اصطحاب الأدوية وبكميات كافية. الإكثار من شرب السوائل لتجنب الجفاف. ارتداء ملابس بيضاء فضفاضة، واستخدام المظلات للوقاية من ضربات الشمس. الحرص على نظافة وجفاف منطقة ما بين الفخذين للوقاية من التسلخات الجلدية. الحفاظ على نظافة البيئة والنظافة العامة والتخلص من النفايات بالطريقة السليمة وغسل اليدين باستمرار. وضع سوار المعصم. استعمال أدوات تستخدم مرة واحدة عند حلق شعر الرأس. عدم لمس العينين أو الأنف أو الفم إلا عند الضرورة والتأكد من نظافة اليدين. عدم تسلق الجبال والأماكن المرتفعة وقاية من الانزلاق وتهديد السلامة. التوجه لأقرب مركز صحي عند الإصابة بأعراض مرضية.
–ثالثاً، نصائح وقائية لما بعد الحج: استمرار الالتزام بالاشتراطات الوقائية. تجنب مخالطة المعرضين لخطر الإصابة بالالتهابات التنفسية. النوم الكافي والراحة والغذاء المتوازن. استشارة الطبيب لأي أعراض طارئة.
الى ذلك، قالت الدكتورة فخر بنت زهير الأيوبي، استشارية صيدلانية باحثة في أمراض القلب رئيسة الصيادلة المختصين بجمعية القلب السعودية في جامعة الملك سعود بالرياض، ضمن محاضرتها التي ألقتها في المؤتمر الطبي: «بحكم عملي صيدلانية سريرية (إكلينيكية) موجودة في عيادات القلب، فإنني أحمل على عاتقي عبئاً ليس بيسير، حيث إنني أشارك الطبيب المعالج في اتخاذ القرار حول إمكانية ومقدرة المريض على أن يؤدي فريضة الحج، فيخرج من العيادة مستبشراً، أو عدم موافقة الفريق الطبي على مقدرته الصحية للحج، فيخرج محبطاً حزيناً”. أضافت: كثيراً ما يغيب عن ذهن حجاجنا الأفاضل، المرضى منهم والأصحاء على حد سواء، كيفية التعامل مع صحة أبدانهم وضرورة التعامل بحرص وتؤدة حتى يستطيعوا إتمام المناسك بصحة وسلامة. ولهذا كان التثقيف الصحي الطبي والدوائي لجميع الحجاج ضرورة ملحّة لتوسعة مداركهم والمحافظة على سلامتهم. وتؤكد ضرورة استشارة الصيدلي مع الفريق الطبي في العيادة، وأيضاً عبر وسائل الإعلام المختلفة، ليتمكنوا من تناول أدويتهم بطريقة صحيحة دون التعرض لأي مخاطر دوائية نتيجة ردود الفعل بينها أو تفاعلاتها بعضها مع بعض.
وعن التفاعلات الدوائية، تقول الدكتورة فخر الأيوبي إنها تظهر، أحياناً، إذا تناول المرء أكثر من دواء في وقت واحد. بعض هذه التفاعلات يكون مفيداً ومطلوباً مثل تفاعل الأسبرين مع البلافكس كمسيل للدم ومضاد للتخثر، ولكن بعضها الآخر يكون غير محمود، وفي بعض الحالات يكون خطيراً، وفيما يلي بعض الأمثلة:
-أخذ دواء الوارفرين مع بعض المضادات الحيوية: قد يؤدي إلى تفاعل خطير ينتهي بنزيف حاد.
-أخذ الإنسولين مع مدرات البول: يتسبب هذا التفاعل في حدوث نقص الشوارد المهمة في الجسم مع الشعور بالعطش.
-الأدوية العشبية بجميع أنواعها: يجب أخذ الحذر منها واستشارة الطبيب والصيدلي عن طريق تناولها لتجنب مضارها وتفاعلاتها غير المرغوبة.
-يجب أن توجد مع الحاج. تقترح الأيوبي أن يحمل كل حاج حقيبة طبية تشتمل على بعض الأدوات والشاش والقطن المعقم وبعض من الأدوية التالية: مسكنات الألم التي ينصح بتناولها عند الضرورة وحتى لا يضطر الحاج لتحمّل ألم يثقل عليه ويجهده ويعيق أداءه للمناسك. الملينات والمدرات، مثل لازكس، معظم الحجاج يتجنبها لتفادي استخدام دورات المياه العامة، وهذا في العموم خطأ يقع فيه الكثير، والواجب المحافظة على أخذ هذه الأدوية، كما وصفت من الطبيب، وفي حالة نسيان الجرعة تؤخذ مباشرةً عند تذكرها. الأدوية اللاوصفية، مثل مضاد الاحتقان وأدوية الضغط لا بد من الحذر عند أخذها، لأن مضادات الاحتقان تعمل على رفع ضغط الدم وأخذها من قبل مريض الضغط يسبب ارتفاع الضغط أكثر، وقد يؤدى ذلك إلى مضاعفات خطيرة. أدوية أخرى: للدوار والغثيان، للمغص وآلام البطن، للإسهال، لاضطرابات القولون، للحموضة أو حرقان المعدة، للإمساك، لمشكلة الانتفاخ، للمغص الكلوي، للصداع، لتخفيف الحساسية الجلدية، مسكنات لآلام العظام والأسنان، ولحساسية العين وتهيجها. أدوية الأمراض المزمنة: كالسكري، والقلب، والربو، والتخثر، حسب وصفة الطبيب المعالج.