ثروات أفريقيا
في تقرير نُشر عن الثروة الموجودة حاليًا في قارة أفريقيا أُنجز هذا العام، تبيّن أنّها تصل الى 2,4 تريليون دولار أميركي، وأن عدد أصحاب الملايين سيُشكّلون في العالم أجمع، نسبة 42% على مدى السنوات العشر المقبلة. ويكشف التقرير أيضاً، أن أسواق الثروة الخاصة في إفريقيا وتعود إلى دول خمس كبيرة هي: جنوب إفريقيا، مصر، نيجيريا، كينيا والمغرب، تمثّل مجتمعة ما يناهز للـــ 56% من أصحاب الثروات العالية في القارة وأكثر من 90% من المليارديرات الأفارقة في المجموع. كذلك، يقدّر حاليًا عدد أصحاب الثروات العالية الخاصة في القارة بــ 138 ألف شخص يصل إجمالي ثروة الواحد منهم إلى مليون دولار أو أكثر، يعيشون في إفريقيا جنبًا إلى جنب 328 مليونيرا يملكون 100 مليون دولار أو أكثر، ومع 23 مليارديرا.
وعلى رغم الظروف الإقتصادية الصعبة خلال العقد الأخير، لا تزال جنوب إفريقيا موطنًا لما لا يقلّ عن ضعف عدد أصحاب الثروات العالية الخاصة مقارنة بالدول الأفريقية الأخرى، كما تستحوذ على 30٪ من أصحاب مئات الملايين في القارة.
وتتصدّر مصر لائحة الدول الأفريقية من حيث عدد المليارديرات، بينما تتربّعُ جُزِر موريشيوس في وسط المحيط الهندي، أولى من حيث متوسط الثروة للفرد، بمبلغ 38 ألف دولار، تليها جنوب إفريقيا بمبلغ 11 ألف دولار وناميبيا بمبلغ 10 آلاف دولار.
يُشار الى أن إفريقيا تُعدّ مسرحا لبعض أسرع الأسواق نموًا في العالم. فقد شهدت كل من رواندا وموريشيوس وسيشيل خلال العقد الماضي نموًا في الثروة بنسب 72٪ و 69٪ و 54٪ على التوالي. ومن المتوقع أن تشهد موريشيوس أعلى معدل نمو للثروة الخاصة بنسبة تصل إلى 75٪ خلال العقد المقبل (حتى العام 2032)، ما يجعلها رابع أسرع دولة نموًا من حيث نسبة تطوّر عدد المليونيرات في العالم، بعد كلّ من فيتنام والهند ونيوزيلندا.
ومن المتوقع أن يزيد معدل نمو الثروة الخاصة في ناميبيا خلال السنوات العشر المقبلة عن 60٪، مع إطلاقها مؤخرًا الإقامة عن طريق الاستثمار التي من المحتمل أن تجذب المستثمرين من ذوي الملاءة المالية العالية من مختلف دول العالم.
وتعليقًا على هذا التقرير، تقول كاثرين شيبوشو من مجلس ترويج الاستثمار والتنمية في ناميبيا، إن “البلاد تزخر بواحدة من أكبر احتياطيات اليورانيوم في العالم، ما يؤهلها لأن تصبح وجهة متميّزة على الصعيد الدولي، خاصة مع عمليات اكتشاف احتياطيات الغاز والنفط الأخيرة. وتماشيا مع الطموحات العريضة في أن تصبح عاصمة الطاقة المستدامة في إفريقيا، فإن الموقع الاستراتيجي لناميبيا، إلى جانب مينائها ذي المستوى العالمي، يؤهّلانها أن تصبح البوابة المثالية لأكثر من 300 مليون شخص يزورون الأسواق الأفريقية الأخرى”.
يقول دومينيك فوليك، رئيس عملاء القطاع الخاص في شركة HNWLS وشركاؤه التي أعدت التقرير، أن “المزيد من البلدان الأفريقية تعتزم جذب أصحاب الثروات العالية الخاصة الأفارقة من خلال توفير الإقامة والجنسية مقابل فرص الاستثمار الكفيلة بتسريع نمو اقتصاداتها. ومع استمرار نمو الثروة في القارة، نتوقع تنامي هجرة الاستثمار إلى خارج إفريقيا، ليس من قبل أصحاب الثروات العالية الخاصة للأفارقة الذين يتطلعون إلى تحسين حرية سفرهم وتحرّكهم الاقتصادي واختبارهم الموقع الآمن، أيضًا من جانب العروض الاستثماريّة لدول القارة، مع تزايد عدد الدول الطامحة لإطلاق برامج خاصة تسرّع تدفّق رؤوس الأموال واستقطاب المواهب.