علاء الزهيري متحدثا
علاء الزهيري، رئيس اتحاد شركات التأمين المصرية، حلّ ضيفًا على برنامج “الصنايعية” تحدث فيه عن أمور تتعلق بالاتحاد و منها تقديم كشف حساب شامل لما تحقق من إنجازات خلال قيادته للاتحاد، وتناول بصراحة أبرز التحديات التي واجهها، والملفات العالقة، ورؤيته لمستقبل القطاع.
في البداية، أكّد أن ما تحقق خلال السنوات الماضية لم يكن جهدًا فرديًا يُنسب لشخصه، بل هو ثمرة تعاون كامل بين مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، وهيئة الرقابة المالية، وجميع شركات التأمين العاملة في السوق المصري. وعبّر عن فخره بقيادة هذا الكيان في فترة وصفها بأنها “كانت مليئة بالتحديات”، من بينها جائحة كورونا، والتغيّرات الاقتصادية العالمية، والضغوط التشريعية والتنظيمية، إلى جانب الطموحات العالية التي حملها الاتحاد منذ اللحظة الأولى لتطوير القطاع.
أما أحد أبرز الملفات التي تطرّق إليها فهو التحوّل الرقمي،فأكد أن الاتحاد ساهم بشكل كبير في دفع شركات التأمين نحو تحديث بنيتها التكنولوجية، كما قامت الهيئة العامة للرقابة المالية بالتزامن، حثّ الشركات على اتمام ملف التحول الرقمي، وهو ما تُوّج بالربط الإلكتروني الكامل مع هيئة الرقابة المالية اعتبارًا من تموز 2025، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مستوى الشفافية، وسرعة التعامل مع شكاوى العملاء، مشيرًا إلى أن هذا التطور فرض على الشركات الاستثمار الجاد في البنية التحتية، وحماية البيانات، والتوسّع في تقديم الخدمات إلكترونيًا، من المعاينات إلى إصدار الوثائق. كما تحدث الزهيري عن القفزة التي شهدها التأمين متناهي الصغر في مصر، حيث ارتفع عدد الوثائق من لا شيء تقريبًا في 2017 إلى أكثر من سبعة ملايين وثيقة حاليًا. ولفت إلى أن قرار الهيئة بالسماح ببيع وثائق التأمين عبر شركات الاتصالات يمثل فرصة غير مسبوقة للوصول إلى مئات الملايين من العملاء، موضحًا أن كل هاتف محمول في مصر يمكن أن يكون بوابة لتأمين المواطن نفسه أو ممتلكاته، دون حاجة لزيارة فرع أو دفع نقدي مباشر، وهو ما يسهل عملية التحصيل وتقديم التعويضات. وفي ما يخص ملف التأمين الزراعي، أقر الزهيري بأن التقدم في هذا المجال لم يكن بالمستوى المأمول، إلا أنه شدد على أن التأخير لم يكن نتيجة تقصير، بل بسبب التحديات الخاصة بطبيعة هذا النوع من التأمين، وعدم توافق متطلبات السوق مع النماذج التأمينية التقليدية.
الى ذلك، أوضح الزهيري أن الاتحاد نظّم العديد من الورش بمشاركة وزارات وشركات وخبراء دوليين بهدف الوصول إلى تصوّر واقعي قابل للتطبيق في السوق المحلي. وحول الجدل الذي يثار أحيانًا بشأن عدالة توزيع القرارات داخل الاتحاد، أكد أن الاتحاد لم يستبعد أي شركة، ولم يميّز بين كبير وصغير، وأن جميع الأطراف شاركت في صناعة السياسات العامة. ورفض بشدة فكرة وجود تدخلات غير مهنية أو ضغوط من بعض الكيانات الكبرى، قائلاً إن بيئة العمل داخل الاتحاد كانت تقوم على الشفافية واحترام المؤسسات، وأن أي نجاح تحقق كان نتاج التزام كامل من الأطراف كافة. الملف الدولي كان حاضرًا بقوة في حديث الزهيري، حيث كشف عن انضمام مصر رسميًا إلى الاتحاد العالمي لاتحادات التأمين (GFIA)، لتصبح ثالث دولة عربية تنضم إليه بعد المغرب وتونس. وأكد أن الانضمام لم يكن سهلًا، بل تم بعد تقديم عرض رسمي وموافقة الجمعية العمومية، ما منح مصر مكانة مؤثرة في مناقشات صناعة التأمين العالمية، وفتح لها أبواب المشاركة في لجان حيوية كالمخاطر الطبيعية والاستدامة.