د. هناء الهلالي
لا يزال مؤتمر التأمين متناهي الصغر في نسخته الثانية، يستقطب اهتمام الأوساط المالية والاجتماعيّة في مصر، كما في دول عربية وأجنبية عدّة، نظرًا للحاجة الماسة إلى هذا النوع من التأمينات، وبخاصة أنّ دول العالم وليس دول الشرق الأوسط وافريقيا فقط، باتت تُدرك أهميّة هذه التغطيات في زمن التضخّم والتراجع الاقتصادي وارتفاع أسعار السلع وعدم القدرة على الاكتفاء ذاتيًا.
فبعد العرض الشامل عن هذا المؤتمر في أيّامه الثلاثة، وفق ما ذكرنا في مقال نُشر على موقع “تأمين ومصارف”، مستوحى من بيان وزّعه الاتّحاد المصري للتأمين، نلقي الضوء في هذه العجالة على الأفكار التي طرحتها د. هناء الهلالي، العضو المنتدب لشركة “الخير” للتمويل متناهي الصّغر، في الكلمة التي ألقتها في المؤتمر المذكور، بناء على دعوة من الاتّحاد المصري للتأمين. لقد أوضحت هلالي أنّ هناك فرصًا هائلة أمام الشركات لكي تزيد عائداتها عن طريق التأمين متناهي الصغر في السوق المصرية، إذا تحقّقت بعض العوامل، ومنها وجود الوعي التأميني لدى المواطنين والذي يُسهم في إقبالهم للحصول على وثائق التأمين المتنوّعة، خصوصًا وثائق التأمينات متناهي الصّغر التي يحتاجها من دون تأخير أصحاب المهن الصغيرة وبالأخصّ من يعمل في الزراعة والصناعات اليدوية البسيطة.

وإلى ذلك، لفتت إلى عامل آخر مهمّ وهو تبسيط الوثائق التأمينية لجذب شرائح واسعة من العملاء إلى التأمين متناهي الصّغر، بما ينمّي محافظ الشركات بالتوازي مع تطوير الآليات التسويقية والبيعية لهذه الوثائق للوصول إلى أكبر قاعدة عملاء.
وبرأي د. هلالي، أنّ هذه العوامل وغيرها تحتاج لتنجح، إلى تكاتف جهود الجهات الرقابية والتنظيمية بالقطاعات المالية والمصرفية والتأمينية لدعم هذه الأنشطة، خصوصًا من شركات مموّلة يمكنها دعم أصحاب الحرف الصغيرة، كذلك دعم العمل على زيادة الوعي التأميني.