تبدأ الإجراءات الأولية باختبار دموي
تتابع الزميلة باسكال هبر بجاني، الإختصاصية في علم الأحياء، الرد على أسئلة القرّاء في المواضيع الطبية والعلمية لغرضَيْن أساسيَيْن: الأول، تجنّب الوقوع في مخاطر صحية، صغيرة وكبيرة، والثاني، المساهمة في تخفيض الفاتورة الإستشفائية، باعتبار أن الوقاية أقصر الطرق ليبقى المرء بعيداً من الأمراض التي يستدعي بعضها الدخول الى المستشفى… فإلى سؤال قارئ جديد عن سن اليأس عند الرجل.
من فؤاد.(الكورة) يسأل إذا كان للرجل سن يأس أيضاً، كما الحال مع المرأة.
ج: نعم للرجل سن يأس، كما للمرأة، ولكن مع بعض الإختلافات. فإذا شعر أن التعب يلازمه وأحسّ بضعف في رغبته الجنسية وأصبح مكتئباً، فإن هذه الأعراض ربما كان سببها بلوغ الرجل سناً متقدمة أوصلته الى ما يُعرف بسن اليأس الرجولي الذي ابتُكر لها مصطلح (Andropause) الذي هو مزج لكلمَتَيْن تعنيان انقطاع أو ضعف هورمون الأندروجين المذكّر. وهذا المصطلح موازٍ لمعنى سن اليأس النسائي (Menopause) الذي يعني انقطاع أو ضعف العادة الشهرية عند المرأة مع فارق مهمّ بين الإثنين. ففي حين أن سن اليأس النسوي يُمكن أن يأتي متلصّصاً ويُحدث عند المرأة تبّدلات مفاجئة في نوع حياتها، فإن سن اليأس الرجالي يأتي بصورة تدريجية على مدى عقد من الزمن ويزول بدون أن يحسّ به الرجل.
![](http://taminwamasaref.com/wp-content/uploads/2023/01/Screenshot_20230106_234742.jpg)
وهكذا ففي حين أن مستويات هورمون الأستروجين عند المرأة يُمكن أن تُصاب بالإنخفاض خلال مدة وجيزة، فإن مستويات هورمون تيستوستيرون عند الرجل قد تنخفض سنوياً بنسبة 1 الى 1،5 بالمئة فقط. وخلال عشر سنين، يُحدث هذا الإنخفاض المتدّرج تأثيراً كبيراً على جسم الرجل. ومع أن هذه الحالة أعقد علاجاً من سن الياس النسوي، الا انها قابلة للعلاج فعلاً. ومن سوء الطالع أن الشخص المصاب بسن اليأس الرجولي، غالباً ما يُشخّص بأنه مصاب بمرض أو أكثر، في حين أن ما يصيبه في الحقيقة هو الخسارة المتزايدة لهورمون تيستوستيرون.
ومن سوء الطالع أيضاً أن الرجال المصابين بهذه الحالة، لا تتحسّن أحوالهم عن طريق العلاج الطبي التقليدي الذي كثيراً ما يخفق في التصدّي للبّ المشكلة.
وكما أن هنالك خيارات تملكها النساء في سن اليأس، فكذلك توجد خيارات للرجال في هذه الحالة. ولكن قبل ذكرها يُحسن بنا أن نشير إلى أن الأبحاث والدراسات التي أُجريت قد دلّت على وجود علاقة مباشرة بين انخفاض مستوى هرمون تيستوستيرون عند الرجل، وبين نوع الحياة التي يحياها.
ولكي يكتشف الرجل هذا الإنخفاض عليه بالتالي:
-فحص مستويات هذا الهرمون في دمه. ويتم هذا الفحص عن طريق اختبار دموي، علماً أنه ينبغي سحب دم الإختبار مرتَيْن على الأقل خلال فترة أسبوعَيْن، انها الحدّ الأساسي للمقارنة المستقبلية.
-عليه أيضاً أن يقيس مستوى هرمون النموّ، وكذلك مستوى الأسترون (Estrone) وهو شكل من أشكال الأستروجين، (جسم الرجل يحتوي على مقدار محدّد من هذا الهرمون الأنثوي)، الى جانب قياسات أخرى مثل DHEA و PSA والغلوبلين المرتبط بالهرمون الجنسي.
ان هذه الإختبارات الشاملة يُمكن أن تُساعد على تحديد سبب المشكلة بدقة، مما يُسهل الوصول الى العلاج الدقيق.
-اذا دلّت نتائج الإختبارات الى وجود انخفاض في مستويات هورمون التيستوستيرون، فإن على الرجل أن يقيس درجة “فرط الحديد” (Hemochromatosis) في دمه ونسبة سكر الدم و “مولّد الليفين” Fibrinogen وكسور الكوليستيرول السيء ، اذ عوامل الخطورة هذه بالنسبة لأمراض القلب، غالباً ما تكون عالية عندما يكون هورمون تيستوستيرون منخفضاً.
![](http://taminwamasaref.com/wp-content/uploads/2023/01/Screenshot_20230106_234636.jpg)
اذا تبين للرجل أن مستوى هذا الهورمون في الحضيض لديه، فإن هنالك خيارات عدة، كلٌّ منها يُصلح لفئة محدّدة من الرجال ، ولكل رجل على حدة طريقة علاجية.
أول هذه الخيارات “اللصيقة الجلدية” (الحبوب الفموية لهذا الهرمون غير فعّالة وقد تشكّل خطراً على الكبد)، اذ أن اللصيقة الجلدية تستطيع إطلاق هورمون بنسبة ثابتة، وهي خالية من التذبذب والحضيض اللذين تسببّهما حقن تيستوستيرون. وخير مكان لوضع اللصيقة هو الصفن (جراب الخصيتين). ومن الخيارات الأخرى، الكريم والهلام اللذان يُدهن بها المأبض (ثنية الركبة من الخلف). ثم هناك حقن التيستوستيرون، ولكن علّة هذا الإجراء تكمن في التقلبات الكبيرة من الذروة والقاع في مستويات الهورمون.
كما أن هنالك خيارات طبيعية مثل الزنك (15 الى 30 ملغ يومياً) وفيتامين ج (سي) بمعدل 120 الى 240 ملغ يومياً. فهذه تساعد على رفع مستوى انتاج الهورمون.