خلال فترة الشفاء من سرطان الثدي تُزاول نشاطها
في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية العربية السعودية مؤرخ بـ 21 أيار (مايو)، أنه “بعد ظهور عدة أعراض وعلامات سريرية مرضية تبعتها سلسلة من الفحوص والإختبارات الطبية، تمّ تشخيص إصابة السيدة الأولى أسماء الأسد بمرض الإبيضاض النقوي الحاد (لوكيميا). وعلى أثرها، ستخضع السيدة الأولى لبروتوكول علاجي متخصّص يتطلب شروط العزل مع تحقيق التباعد الإجتماعي المناسب، وبالتالي ستبتعد عن العمل المباشر والمشاركة بالفعاليات والأنشطة كجزء من خطة العلاج. وستخوض السيدة أسماء الأسد هذه المرحلة العلاجية بكل إرادة وعزيمة وإيمان بالله”.
ولم يكن هذا البيان الرسمي المؤسف والمحزن، بطبيعة الحال، مفاجئاً لكثيرين من السوريين وغير السوريين، خصوصاً في الصيغة الشفافة والعلمية التي نشر فيها، إذا كانت الرئاسة السورية في العام 2018، قد كشفت في بيان مماثل، أن “أسماء الأسد بدأت المرحلة الأولية لعلاج ورم خبيث بالثدي اكتشفته مبكراً”، وجاء نشر هذا البيان تزامناً مع انتشار تقارير عن إصابة السيدة أسماء بالمرض الخبيث، في شهر آب (أغسطس) 2018. ومن المعروف أنه في العام 2019، خضعت سيدة سوريا الأولى لعملية جراحية لعلاجها من سرطان الثدي، وحينها، أرفقت الرئاسة التعليق بصورة لها مرتدية قميصاً قطنياً أزرق، وهي تتابع عملها خلف مكتبها ومذيلة بعبارة: «رئاسة الجمهورية العربية السورية تتمنى للسيدة أسماء الشفاء العاجل”. ولم يذكر التعليق تاريخ التقاط الصورة. تعود واستناداً الى بيان رئاسة الجمهورية والتوضيحات التي ذكرت عن مرض السيدة أسماء، فيمكن القول أن “الأبيضاض النقوي الحاد عبارة معرّبة لكلمة «اللوكيميا»، اي سرطان الأنسجة التي تشكِّل الدم في الجسم، بما في ذلك نخاع العظم والجهاز اللّمفي، وفق التفسير العلمي للكلمة، علماً أن هناك أنواعاً عدة من ابيضاض الدم، ويكون بعض أشكاله أكثر شيوعاً بين الأطفال، في حين تصيب أشكال أخرى بالغين. ويشمل ابيضاض الدم عادةً كرات الدم البيضاء التي هي خط الدفاع الأول في جسم الإنسان لمكافحة العدوى، وهي تنمو وتنقسم بطريقة منظمة، حسب احتياجات الجسم. ولكن في حالة المرضى المصابين بـ«اللوكيميا»، ينتج نخاع العظم كميات زائدة من كرات الدم البيضاء غير الطبيعية، التي لا تعمل بشكل صحيح.
أما علاج اللوكيميا فمعقد الى حدّ كبير، اذ يحتاج الى معرفة نوع ابيضاض الدم وعوامل أخرى. لكن هناك استراتيجيات وموارد يمكن استغلالها للمساعدة في نجاح العلاج. وللراغبين في معرفة المزيد عن هذا المرض، نشير الى أن أعراض هذا المرض تختلف باختلاف نوعه. ولكن بشكل عام، فمن علاماته: الحمى او القشعريرة، الإرهاق المستمر والضعف، العدوى المتكررة أو الخطيرة (أي فقدان المناعة)، فقدان الوزن، تضخم العقد اللمفية وتضخم الكبد أو الطحال، سهولة النزيف أو الكدمات، نزيف الأنف المتكرر، بقع حمر صغيرة في الجلد، فرط التعرّق، وخاصة أثناء الليل، ألم في العظم أو ايلام عند اللمس.
ومن الجدير ذكره أن أعراض سرطان الدم غالباً ما تكون غامضة وغير محدودة وقد تشبّه أعراض الإنفلوانزا وغيرها من الأمراض الشائعة. وهو يكشف أثناء الخضوع لإختبار دموي.
يُذكر أن أسماء الأسد، البالغة من العمر 48 عاماً، هي في الأصل من محافظة حمص. ولدت ونشأت في بريطانيا قبل أن تعود إلى سوريا بعد لقاء بشار الأسد. تزوج الاثنان منذ 24 عاماً ولديهما 3 أبناء هم: حافظ، زين وكريم، علماً أن والدها هو طبيب القلب الشهير فواز الأخرس الذي يعمل في بريطانيا. أما والدتها فهي دبلوماسية اسمها سحر عطري. وتحمل أسماء إجازة جامعية من كينغز كوليدج في لندن.
يبقى أن نتمنى لسيدة سوريا الأولى أسماء الأسد علاجاً سهلاً وشفاء سريعاً على غرار شفائها الأول، لتعود الى نشاطها المعهود والمعروفة به، تمنياتنا لجميع المرضى شفاء مماثلاً، ومهما يكن حجم الداء…