محافظ المركزي يجول على ما عرضه المشاركون
بهدف تعزيز جاهزية البنوك في الأردن لمواكبة تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر، نظّمت جمعية البنوك في الأردن ورشة عمل متخصصة بعنوان “الذكاء الاصطناعي في تحليلات المخاطر للقيادات المصرفية”، وذلك بمشاركة مدراء تنفيذيين ومدراء الدوائر في البنوك الأعضاء في الجمعية.
مدير عام الجمعية د. ماهر المحروق أكّد في كلمته الافتتاحية أن “الجمعية تسعى من خلال تنظيم مثل هذه الورش إلى دعم التحوّل الرقمي في القطاع المصرفي الأردني، وكلك توفير المعرفة المتقدمة للقيادات المصرفية، لتمكينهم من استشراف المستقبل وتعزيز فاعلية منظومات إدارة المخاطر، بما يُسهم في ترسيخ الاستقرار المالي وتحفيز الابتكار في المنتجات والخدمات المصرفية”.

الورشة التي عُقدت في مقر الجمعية، جاءت بمثابة منصة استراتيجية للبحث في إمكانيات توظيف الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة لتعزيز كفاءة منظومة إدارة المخاطر في البنوك، بما ينسجم مع التوجّهات العالمية في هذا المجال. وقد تمّ تنفيذ الورشة من قبل فريق من الخبراء الدوليين المتخصصين من شركة Lixakro الهولندية، الرائدة في مجال الاستشارات الكمية وتحليل البيانات والمخاطر، والتي تتخذ من مدينة روتردام مقراً لها.

وفي البيان الصادر عن الجمعية، فإن الورشة تطرّقت إلى مجموعة من المحاور الحيوية التي صُمّمت خصيصاً لتلبية اهتمامات القيادات المصرفية، منها:
1-التحول الاستراتيجي في إدارة المخاطر باستخدام الذكاء الاصطناعي، وناقش المشاركون خلالها دوافع تبنّي هذه التقنيات في السوق الأوروبية، بما في ذلك النمو الكبير في حجم البيانات، والمتطلبات التنظيمية المتزايدة، والسعي لتعزيز التنافسية.
2-تحقيق القيمة والعائد الاستثماري (ROI): عرضت الورشة كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تسهم في تحسين جودة القرار وتقليل التكاليف التشغيلية ودعم التنبؤ بالمخاطر المستقبلية .
3- البيانات كمورد استراتيجي: تمّ تقديم نماذج أوروبية ناجحة في حوكمة البيانات وإدارتها، مع استعراض تجارب مؤسسات مالية حول كيفية تحويل البيانات إلى أصول استراتيجية تدعم اتخاذ القرار.
4- الإطار التنظيمي الأوروبي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر: ناقش الخبراء التشريعات الحالية، لا سيما قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي (EU AI Act)، وتناولوا التحديات التي تواجه المؤسسات في التوافق مع هذه المتطلبات.
5- تحوّل المهارات وبناء القدرات المؤسسية: تم التطرق إلى المتطلبات الجديدة في سوق العمل المالي، والحاجة إلى تطوير مهارات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي لدى العاملين، مع إبراز أمثلة حية من بنوك أوروبية.
6-لاتجاهات المستقبلية والتحديات الأخلاقية: شملت الورشة نظرة على التطورات المستقبلية مثل التعلم الاتحادي (Federated Learning)، وأهمية تفسير نتائج النماذج الذكية (Model Interpretability)، والحد من التحيزات الخوارزمية، بما يحقق الشفافية والنزاهة في اتخاذ القرار.

من جهة ثانية، نظم البنك المركزي الأردني فعالية بمناسبة اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين بمشاركة واسعة من “المؤسسات الوطنية”، وذلك في مقرّه الرئيسي، وبحضور محافظ البنك المركزي الأردني و نائبَيه، وبمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والوطنية وممثلين عن القطاع الخاص. وجاءت هذه الفعالية في إطار جهود البنك المركزي لدعم المبادرات الصحية الوطنية، وتهدف إلى تعزيز الوعي بأضرار التدخين، وتشجيع الموظفين وأفراد المجتمع على تبنّي نمط حياة صحي وخالٍ من التبغ. وتناولت الفعالية أيضًا الأثر الاقتصادي السلبي للتدخين، وما يشكّله من عبء على النظام الصحي والاقتصاد الوطني، الأمر الذي يجعل من مكافحته أولوية على المستويين الاقتصادي والصحي.

الى ذلك، تضمّنت الفعالية فقرات توعوية، وجلسات حوارية بمشاركة مختصصين في الصحة العامة، إضافة إلى عرض تجارب ناجحة لأشخاص أقلعوا عن التدخين. كما تم توزيع مواد تثقيفية وفحوص صحية مجانية للموظفين والزوار. في الختام، أكّد البنك المركزي الأردني التزامه المستمر بدعم المبادرات الوطنية الرامية إلى حماية الصحة العامة، داعياً إلى تضافر الجهود من مختلف القطاعات لمكافحة آفة التدخين، وتحقيق مستقبل أكثر صحة واستدامة للمجتمع والاقتصاد الأردني.