بق الفراش وقد أُبيدت
حشرة “بق الفراش” تغزو هذه الأيام، وبشكل غير مسبوق، العاصمة الفرنسية وتُرعب قاطنيها بعدما انتشرت في مترو الأنفاق، في القطارات، في صالات السينما… ولتوثيق انتشار هذه الآفة، نشر الفرنسيون على مواقع التواصل الاجتماعي، عدداً من الفيديوهات.
ورداً على طلب من بلدية باريس، تعهّدت الحكومة الفرنسية بـ«التحرك بشكل أكبر» لمواجهة انتشار بقّ الفراش، بالدعوة الى اجتماع الجهات الموفّرة خدمات النقل، بغية اتخاذ إجراءات «حماية» أفضل لمستخدميها.
والى ذلك، دعا وزير الصحة الفرنسي أوريليان روسو، إلى التحلّي بالهدوء في مواجهة انتشار حشرات بق الفراش. ونقلت إذاعة «فرانس إنتر» عن روسو قوله: «أعتقد أنه ليست هناك أسباب للذعر العام. لم نشهد اجتياحاً لبق الفراش». وأقرّ روسو بأن انتشار الحشرات الليلية المصّاصة للدماء «جحيم». وأفادت «هيئة تشغيل المواصلات العامة في باريس (RATP) بأنه لم يجرِ العثور على حالات ثابتة لبق الفراش في خدماتها”. كما أفادت مجموعة SNCF للسكك الحديدية، «وكالة الصحافة الفرنسية»، بأنه «لا تأكيد لأي حالة وجود بق فراش، في الأيام الأخيرة، في القطارات الفائقة السرعة» التابعة لها. يُشار الى أن هذه الحشرات اختفت من الحياة اليومية في خمسينيات القرن العشرين، ثم عاودت الظهور، خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، في عدد من الدول المتقدمة بفعل وتيرة الحياة القائمة بشكل متزايد على التنقّل والنمط الاستهلاكي القائم على شراء السلع المستعملة، إضافة إلى تسجيل مقاومة للمبيدات الحشرية.
و”بق الفراش” حشرات صغيرة بلا أجنحة وذات لون بني مائل للحمرة تمتص الدم وتزول لدغاتها دون علاج في غضون أسبوع أو أسبوعين. ومن المعروف عنها عدم نشرها أي مرض، ولكن يمكن أن تسبب تفاعلاً تحسُّسيًّا أو تفاعلًا جلديًّا شديدًا لدى بعض الأشخاص.
يُشبه حجم بَقِّ الفراش بَذرة التفاح تقريبًا، ويتخفى في شقوق وفتحات المراتب والأسرّة وألواحها الأمامية لها وإطاراتها والأشياء الأخرى المحيطة بها ويخرج ليلًا ليتغذى على دماء الإنسان (المضيف المفضل لبق الفراش). يزداد خطر الإصابة بلدغات بَقِّ الفراش إذا كنتَ تقضي وقتًا في الأماكن التي يتردد عليها الضيوف للنوم ليلاً، مثل الفنادق أو المستشفيات أو الملاجئ أو أماكن الإيواء.
وتشبه أعراض لدغات بق الفِراش أعراض لدغات الحشرات والطفح الجلدي الأخرى. ومن الخصائص المعتادة للدغات بق الفراش ما يلي:
-ظهور بقع ملتهبة، غالبًا ما تكون بها نقطة أدكن في الوسط، مثيرة للحكة ومرتبة بشكل خط حاد أو تجمُّع، تظهر على الوجه والرقبة والذراعين واليدين، علماً أنه لا يظهر على بعض الأشخاص أي رد فعل تحسسي للدغات بق الفِراش، فيما يواجه البعض الآخر رد فعل تحسسيًا قد يشمل الحكة الشديدة أو ظهور بثور أو طفح جلدي.
فإذا شعرت بتفاعلات تحسسية أو تفاعلات شديدة في الجلد نتيجة للدغات بق الفراش، فاستشر طبيبك لتلقي العلاج المتخصص، اذ ربما ارتبطت الإصابة بما يلي: السفر المتكرّر، تغيّرات في ممارسات مكافحة الآفات، مقاومة المبيدات الحشرية. وهي عادة ما تتفشى حول الأماكن التي ينام فيها الأشخاص أو بالقرب منها. ويمكن العثور عليه في الأماكن التالية: الملابس، الأمتعة، أغطية الأسرّة، هياكل المراتب، رؤوس الأسرّة والأغراض القريبة منها.
ويمكن العثور عليها أيضًا في الأماكن التالية: تحت قشور الطلاء وورق الحائط المفكك وتحت السجاجيد القريبة من ألواح الحوائط السفلية، كذلك في مواضع خياطة الأثاث المنجّد وتحت لوحات مفاتيح الإضاءة أو مقابس الكهرباء.
ويمكن أن ينتقل بق الفراش من مكان إلى آخر عن طريق التنقل عبر الأشياء، مثل الملابس والأمتعة والأثاث والصناديق وأغطية الفراش. كما يستطيع الانتقال بسهولة بين الطوابق والغرف في الفنادق أو المباني السكنية.
فهل هناك علامة على عدم النظافة؟ إذا كانت البيئة لدى بق الفراش نظيفة أو متسخة، فإن هذا لا يحدث فرقَا لديها، فكل ما تحتاجه هو مضيف دافئ والكثير من أماكن الاختباء.
على أن مخاطر التعرّض للدغات بق الفِراش تزداد عند وجودك في أماكن يتردد عليها الآخرون كثيرًا، مثل المباني السكنية، وغرف نُزُل الإقامة، وملاجئ المشردين، والفنادق، وسفُن الرحلات، والقطارات، والحافلات، ومخيمات اللاجئين.
وماذا عن الوقاية؟
-غطّ جسمك. لا يميل بق الفراش إلى الاختباء تحت الملابس، لذا يمكنك تجنب لدغاته بارتداء ملابس نوم تغطي أكبر قدر ممكن من الجلد.
-افحص الأغراض المستعملة. تفقّد أغطية الفراش والمراتب والأثاث المُنجّد المستعمل قبل نقله إلى منزلك.
-اتّبع الاحتياطات الخاصة بالفندق. افحص طيّات المرتبة بحثًا عن براز بق الفراش وضع أمتعتك على الطاولة أو في خزانة الملابس وليس على الأرضية.