مبنى بنك لبنان والمهجر
قراءة مؤشر PMI بلوم لبنان لشهر آب (أغسطس) 2022، أشارت إلى بوادر مبدئية للتحسُّن في النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني، إذ سَجَّل قراءة أعلى بقليل من المستوى المحايد البالغ 50.0 نقطة مرتفعًا إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من تسع سنوات، ما يوحي باستقرار النشاط التجاري عمومًا. لكنّ الطلبيّات الجديدة شهدت انخفاضًا طفيفًا بوجه عام. والملاحظ أنّه كانت هناك زيادة في الأعمال غير المنجزة دعمت نمو النشاط التجاري، في حين انخفضت أعداد الموظفين بشكل طفيف.
في غضون ذلك، ارتفعت معدَّلات التضخم في منتصف الربع الثالث من العام 2022، مع تقديم تقارير تشير إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية نتيجة لانخفاض سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي. وفي المقابل، رفعت الشركات اللبنانية أسعار البيع بوتيرة أعلى مقارنة بشهر تموز (يوليو) 2022.
إلى ذلك، ظلَّت الشركات اللبنانية متشائمة في توقعاتها بشأن الأعمال للعام المقبل نتيجة المخاوف بشأن الأوضاع السياسية في البلاد والتي أرخت ظلالها على التوقعات الاقتصادية.
وتعليقًا على نتائج المؤشر لشهر آب (أغسطس) 2022، قالت السيدة ألين قزي محلّلة البحوث في بنك لبنان والمهجر للأعمال: “ما سُجّل يُعدّ إنجازًا مهمًّا وعلامة بارزة على التحوّل الأخير في مسار الاقتصاد اللبناني. وتُعزى القراءة الأخيرة للمؤشر إلى النمو في إنفاق السائحين والمغتربين، وربما الانفاق المؤجل للمواطنين اللبنانيين. ولكن ينبغي وضع هذه النتيجة في سياقها المناسب، لأنَّها تعكس تكيُّف الاقتصاد اللبناني مع “الواقع الجديد” والذي من غير المستغرب أنه ليس أفضل حالاً من “الواقع القديم” الذي كان سائدًا قبل تشرين الأول (أكتوبر) 2019. يمكن فقط انتشال الاقتصاد اللبناني من الواقع الجديد إلى واقع أفضل من خلال تنفيذ برنامج الإصلاح والانتعاش الاقتصادي بالإتفاق والتعاون مع صندوق النقد الدولي”.