دمار الجنوب اللبناني يكاد يُشبه دمار غزة
بسبب انخفاض الطلبيات الجديدة والنشاط التجاري، سجّل مؤشر مدراء المشتريات BLOM Lebanon في شهر نيسان، أدنى قراءة له في أربعة أشهر، علماً أن البيانات جُمعت خلال الفترة من 4 الى 24 من الشهر المشار اليه.
وتعود الأسباب، وفق مؤشر بلوم في لبنان، الى التوترات الجيوسياسية التي أثقلت كاهل الاقتصاد اللبناني. ومن ذلك أن المبيعات من العملاء الدوليين، سجّلت أسرع انخفاض منذ كانون الأول 2022 . كما استقرَّ التوظيف، إلى حد كبير، في شركات القطاع الخاص اللبناني.
وفي التفاصيل، ودائماً حسب مؤشر Blom Lebanon PMI، فإن النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني تراجع بأسرع وتيرة منذ بداية العام حتى تاريخه. ويعود ذلك الى ضعف الطلبيات الجديدة وتراجع النشاط التجاري، وربطت شركات القطاع الخاص اللبناني الأمر بتصاعد التوترات الجيوسياسية، مع الإشارة الى أن المبيعات الى العملاء الدوليين انخفضت بمعدل هو الأكثر حدة في عام ونصف تقريباً.
ورغم ذلك، استقرّ التوظيف الى حدّ كبير خلال نيسان 2024، بينما زادت الشركات اللبنانية مخزونها من خلال شراء مواد إضافية وانخفض معدل تضخم أسعار مستلزمات الإنتاج بشكل طفيف.

وتعليقا على نتائج مؤشر مدراء المشتريات خلال شهر نيسان 2024، قال الدكتور فادي عسيران، المدير العام لبنك لبنان والمهجر للأعمال: “سجّلَ مؤشر مدراء المشتريات انخفاضاً من 49.4 نقطة في آذار 2024 إلى 48.9 نقطة في نيسان 2024، ما يشير إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة في لبنان. ويتمثّل السبب وراء الانخفاض في قراءة المؤشر الرئيسي في التراجع الملحوظ في مؤشرَيْ الإنتاج والطلبيات الجديدة بسبب ضعف مستوى الطلب وتراجع النشاط التجاري. ويمكن أن يُعزى هذا الانخفاض إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، لا سيما الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة والاشتباكات على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، الأمر الذي ألقى بظلاله على اليقين عند تقديم التوقعات الاقتصادية في لبنان. ورغم هذه الرياح المعاكسة، كان هناك بارقة أمل تتعلق بالمرونة، اذ استقرت أعداد الموظفين إلى حد كبير في نيسان 2024، الأمر الذي يشير إلى درجة من التكيف في سوق العمل. ورغم ذلك، يتمثل الشاغل الرئيسي في التوترات الجيوسياسية الملتهبة في المنطقة واحتمالية تأثيرها سلباً على توقعات الاستقرار والنمو الاقتصادي في لبنان”.