أعلى برج في العالم وسط مدينة دبي
ارتفع إجمالي قيمة مبيعات الوحدات السكنية في برج خليفة بمقدار 16% خلال عام 2022، وفق أحدث التحليلات التي أجرتها الشركة الاستشارية العقارية العالمية Knight Frank، تزامنًا مع قدوم الذكرى الثالثة عشرة لبناء ناطحة سحاب دبي البالغ طولها 828 مترًا، وهي الأطول في العالم التي لا يزال على شققها طلب كبير، مثلما هو الحال مع بقية شقق دبي. ومع بلوغ مبيعات الشقق 94 عملية في العام 2022، برقم مالي يفوق الـ 477 مليون درهم إماراتي، يكون هذا البرج قد حقّق 3% من جميع المبيعات في وسط المدينة، التي بلغت 15.6 مليار درهم إماراتي.
ومثلما كانت الحال على مدار الـ 18 الى 24 شهرًا الماضية، فقد شهدت أسعار المنازل في أحياء دبي الأكثر تميزًا ، أعلى ارتفاع لها، واحتلت الشقق في وسط المدينة المرتبة الثالثة لعام 2022، مسجلة بذلك متوسط زيادة يبلغ 16.7%، بعد نخلة جميرا (17.3%) وتلال دبي (19%).
فيصل دوراني، الشريك ورئيس أبحاث الشرق الأوسط في شركة نايت فرانك، علّق على النتائج بالقول: “مما يثير الإعجاب في برج خليفة أنه منذ افتتاحه من 13 عامًا قد حقق 7.9 مليارات درهم إماراتي من مبيعات المنازل، أو ما يمثل 7% من قيمة كل المبيعات في وسط المدينة و0.25% من كل المنازل المبيعة في دبي منذ 2010”.
وتُشير تحليلات “نايت فرانك” الى أن الشقق في وسط المدينة قد شهدت ارتفاعًا في الأسعار بنسبة 27.6% منذ اندلاع الجائحة، ما يجعل هذا الوسط ثاني أفضل الأسواق الفرعية أداءً في المدينة بعد نخلة جميرا (36.6%). ولا تزال المنازل الفاخرة في المجتمعات المكتملة تحظى بطلب شديد بين كل من مشتري المنازل الثانية ومستثمري الشراء بغرض التأجير. فبالنسبة إلى تلك الفئة الثانية، مع بلوغ عائدات الشقق 6% تقريبًا، تبقى دبي أحد أسواق الاستثمار السكني الأكثر جاذبية في العالم، على رغم أن الغالبية العظمى من المشترين في تلك الدائرة العقارية يبدون من راغبي شراء المنازل الثانية أو منازل قضاء الإجازة وليسوا مشترين مضاربين”.
ووفقًا لما أفادت به شركة نايت فرانك، فقد شهدت قيم الوحدات السكنية الممتازة في دبي التي تشمل أحياء نخلة جميرا وتلال الإمارات وجزيرة خليج جميرا،ارتفاعًا قياسيًا خلال عام 2022. بالإضافة إلى ذلك، تضع شركة نايت فرانك دبي في المركز الأول عند 13.5% في توقعاتها لأسواق الوحدات السكنية الممتازة العالمية لعام 2023. وهذا يأتي عقب زيادة تقدر بنحو 50% في أسعار الوحدات السكنية الممتازة في العام 2022.
وعلى رغم ذلك، بلغت أسعار الوحدات الممتازة ما يقرب من 3,200 درهم إماراتي للقدم المربعة، أو ما يعادل نحو 850 دولارًا أميركيًا، ما يجعل دبي إحدى أسواق المنازل الفارهة “الأيسر تكلفة”. يذكر أن أغلى شقة مبيعة في برج خليفة عام 2022 قد تم التعاقد عليها بقيمة 4,000 درهم إماراتي تقريبًا للقدم المربّعة (ما يقرب من 1,100 دولار للقدم المربعة)، وهذا ان دلّ على شيء فعلى المرونة النسبية والأداء الفائق لسوق الوحدات السكنية في الإمارات، رغم الوضع الإقتصادي العالمي المتراجع. ويقول دوراني بهذا الصدد: “لقد قيمنا مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية للسوق العقارية بما في ذلك التكلفة الميسورة النسبية بالنسبة إلى المشترين المحليين في دبي. وعلى رغم الزيادة الهائلة في أسعار الوحدات السكنية على مدار الـ 18 شهرًا الماضية، فإن الأسواق الفرعية مثل وسط مدينة دبي تبقى في النطاق “ميسور التكلفة” تمامًا، مع بلوغ متوسط أسعار الشقق ستة أضعاف دخل الأسرة السنوي تقريبًا. ويبدأ عادةً ارتفاع القيمة على ستة في الإشارة إلى مشكلات متزايدة تتعلق بالتكلفة الميسورة”. أضاف “توجد بالطبع مجموعة من أخطار الخسارة التي نراقبها من كثب، والتي تتراوح بين التأثر المرتبط بالأزمة الاقتصادية العالمية، وارتفاع تكاليف الرهن بعد قفز أسعار الفائدة، وتأثير قوة الدولار مع ثبات سعر صرف الدرهم الإماراتي أمامه. ويرتبط الآن المحرّك الأساسي لمنظورنا إلى السوق الممتاز بنقص المنازل الفارهة في مسار الخطة”.
الى ذلك، تشير شركة “نايت فرانك” إلى عامل الجذب العالمي لوسط مدينة دبي وبرج خليفة بوصفه سببًا للزيادة المستمرة والشديدة في الأسعار. ويقول أندرو كومينغس، الشريك ورئيس القطاع السكني الفاخر في شركة نايت فرانك بهذا الصدد: “على رغم توسع المدينة المستمر، فإن برج خليفة يظل محل تركيز المستثمرين والمشترين النهائيين العقاريين العالميين على حد سواء. إن ما يتمتع به برج خليفة من إطلالة شهيرة لا يجذب سائحي قضاء الإجازات فحسب، بل السكان الذين يرغبون في امتلاك أو استئجار العقارات الأكثر فخامة. ارتفعت عقارات وسط المدينة في قيمتها بما يقرب من 30% خلال الـ 12 شهرًا الماضية، سنرى في 2023 مزيدًا من الاهتمام ببعض المباني الأحدث مثل إيل بريمو وجراندي وغيرها”.
الجدير بالذكر أن شركة نايت فرانك واصلت لأكثر من 125 عامًا توسيع حضورها العالمي ليشمل الآن 384 مكتبًا، في أكثر من 51 منطقة. وهي توظف حالياً أكثر من 16 ألف متخصص في مجال العقارات. أسست مكاتبها في دبي وأبو ظبي والرياض وجدة والدوحة، وعبرها قدّمت وتُقدّم خدمات متكاملة في التعاملات والاستشارات والإدارة للعقارات السكنية والتجارية في أنحاء الشرق الأوسط منذ 13عامًا الماضية.