النار المشتعلة المستمرة تنذر بالاسوأ
على رغم إعلان رجال الإطفاء عن تحقيق بعض التقدم في مكافحة حرائق الغابات التي اجتاحت التلال والمنازل والشوارع في مقاطعة لوس أنجليس، الاّ أن التوقعات تشير الى امكانية اشتداد الرياح القوية التي أجّجت النيران مرة أخرى، ما قد يؤدي إلى تفاقم الاوضاع، ذلك في وقت ضاعف بنك “جي بي مورغان” توقعاته للخسائر من تلك الحرائق و وصولها إلى أكثر من 20 مليار دولار، اضافة الى ضرر اقتصادي إجمالي ناجم عن الكارثة، قد يتجاوز الـ 60 مليار دولار.
و قد بات معروفاً أن هذه الحرائق التي اجتاحت أحياء لوس أنجليس الشهيرة و شوّهت تلال هوليوود، تسبّبت حتى الآن، في مقتل 10 أشخاص وتدمير ما يقرب من 10 آلاف مبنى!
وقدّرت شركة “أكيو ويذر” الخاصة بالتنبوءات الجوية حجم الأضرار والخسائر الاقتصادية، بما يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، ما ينبئ بصعوبة التعافي وارتفاع تكاليف التأمين على أصحاب المنازل، بل قد يستغرق الأمر أسابيع أو أشهر لتحديد حجم الأضرار المؤمّن عليها، علماً أن “حرائق الغابات في لوس أنجليس قد تكون من بين أكثر حرائق الغابات تكلفة في تاريخ الولاية”، وفق وكالة موديز للتصنيف الائتماني.
مياه الخراطيم عاجزة
الى ذلك، قال المحللون في شركة “مورنينج ستار دي بي آر إس” ان الخسائر المؤمّن عليها،هي أكثر من 8 مليارات دولار، استناداً إلى التقديرات الأولية، تابعوا :”لقد تزايدت الخسائر الناجمة عن الكوارث على مدى السنوات القليلة الماضية وتسببّت في إلحاق ضرر كبير بالأرباح بسبب المدفوعات الكبيرة المرتبطة بأضرار واسعة النطاق في الممتلكات وانقطاع الأعمال ومطالبات المسؤولية”.
وقد أدت الكوارث الطبيعية الشديدة والمتكررة إلى تعجيل انسحاب الصناعة من المناطق عالية المخاطر، وخاصة في فلوريدا وكاليفورنيا.
الليل تحول نهارا
على ان التقديرات المبكّرة للخسائر الناجمة عن حرائق لوس أنجليس،تختلف بشكل كبير من مصدر إلى آخر. فوفقًا لمحلّلي بنك “جي بي مورغان”، فإن الحرائق التي أثرّت بشكل خطير على مدينة لوس أنجليس بكاليفورنيا ستتسبّب في خسائر مؤمّن عليها تصل إلى 20 مليار دولار. هذه التكلفة ستجعل من هذا الحدث الأغلى من نوعه في تاريخ كاليفورنيا.
أما شركة AccuWeather، وهي شركة أميركية للتنبؤ بالطقس، فرأت ـأن الأضرار الاقتصادية ستتراوح بين 135 و150 مليار دولار، وأكبرها في المناطق المتضررة مثل Pacific Palisades وSanta Monica وMalibu والتي هي موطن لبعض أغلى المنازل السكنية في الولايات المتحدة.
السيارات المحترقة بالمئات
بالنسبة لشركة ستاندرد آند بورز، ذكرت أنه يمكن أن يتراوح حجم خسائر سوق التأمين بين 10 و15 مليار دولار، وهي تكلفة من المقدر أن تكون شركات التأمين قادرة على إدارتها،اذ تبدأ هذه الشركات عام 2025 باحتياطيات مريحة بفضل النتائج المالية الجيدة للسنتين الماليتين 2023 و2024. وكذلك نتيجة انسحاب البعض من تغطية مثل هذه المخاطر بالتزام الحذر وعدم ابرام اتفاقيات إعادة في موضوع مشابه، استناداً الى خسائر جرى تكبّدها في سنوات سابقة…