المخاوف من كوفيد و…من التغيّر المناخي
تغيّر المناخ وما يسفر عنه من اضطرابات جوية، يقول موقع “سكاي نيوز” البريطاني، قد يهدّد سلامة حركة الطيران، وهو ما حذّر منه البروفيسور بول ويليامز، عالم الأرصاد الجوية، والمؤلف المشارك لأول دراسة عالمية حول تأثير تغيّر المناخ على الاضطرابات الجوية، العام الماضي. ففي هذه الدراسة قال: ” اذا لم يُتَّخذ إجراء لمواجهة أزمة تغيّر المناخ، فإن الرحلات الجوية ستشهد اضطرابات بشكل متزايد جرّاء ذلك”.
لكن هل تُشكّل زيادة معدل الاضطرابات الجوية تهديداً حقيقياً، وهل يجب أن يشعر الركاب بالقلق؟ وماذا عن شركات التأمين لا سيما منها شركات الإعادة؟
يقول أحد الطيارين القدامى (30 عاماً من الخبرة)، وقام برحلات جوية طويلة وقصيرة: «ان تحطّم الطائرات بسبب الاضطرابات الجوية احتمال وارد بالتأكيد، بل هو يقارب نفس احتمال خروجي من الباب وسقوط نيزك على رأسي!” استطرد قائلاً: «لكن الطائرات المبنية بشكل بالغ التحصين، ومع ظهور التكنولوجيا الجديدة، فإنه بات لدينا مواد جديدة، مثل ألياف الكربون، التي تُعدّ أكثر مرونةً بكثير، وأكثر قدرةً على تحمّل الاضطرابات بطريقة أكثر أماناً وراحة، ولذلك فإن هذا الاحتمال يبدو ضئيلاً للغاية”. تابع: “صحيح أنه قد يكون من غير المرجّح أن تتسبّب الاضطرابات الجوية في وقوع حوادث، لكن كانت هناك بعض التقارير التي أفادت بوجود حالات ذُعر أثناء الرحلات في الآونة الأخيرة”.
يُذكر أن رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية الأوروبية «إير أوروبا» قادمة من مدريد، اضطرت إلى الهبوط اضطرارياً في وقت سابق من هذا الشهر، بعد حدوث اضطرابات شديدة في الجو، ما أدى إلى نقل 30 شخصاً للمستشفى لتلقّي العلاج من إصابات طفيفة. ووقع هذا الحادث بعد أسابيع فقط من وفاة رجل بريطاني يبلغ من العمر 73 عاماً، بسبب الاشتباه في إصابته بسكتة قلبية، وإصابة 30 شخصاً آخرين على الأقل، بعد «اضطرابات شديدة مفاجئة» على متن رحلة للخطوط الجوية السنغافورية، من لندن إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.
اشارة الى أن حالات الاضطرابات الجوية الأكثر شيوعاً، غالباً ما ترتبط بالسُّحب العاصفة التي عادةً ما يتم التنبؤ بها ومراقبتها عادةً بشكل جيد، وهو ما يسمح للطائرات إما بالتحليق حولها، أو إعداد الركاب والطاقم قبل حدوث الاضطرابات، وذلك من خلال تشغيل إشارات أحزمة الأمان بشكل مسبق.
لكن النوع الأكثر تطرفاً من الاضطرابات الجوية الذي يشير إليه كريس، يُعرف باسم «اضطراب الهواء الصافي»، والذي يُعدّ أكثر خطورة من الاضطراب الجوي العادي؛ نظراً لأنه لا يسبقه أي مؤشرات مرئية مثل السُّحب.
يبقى أن نشير الى أن شركات التأمين، مباشر وإعادة، تنكب حالياً على دراسة مخاطر التغيّر المناخي على الحركة الجوية وكيفية احتساب بوالص التغطية، ما يدفع الى الإعتقاد أن أسعار بطاقات السفر ابتداءً من العام 2015 ستشهد ارتفاعاً اضافياً لسدّ فجوات الخسائر المادية…