الإرهاق بادٍ عليهما
أعباء العمل المرتفعة للغاية، والمستوى المتزايد من سوء المعاملة في مكان ممارسة المهنة منذ بداية جائحة كوفيد-19، قد أثرا على الصحة النفسية للإختصاصيين في الرعاية الصحية، ما أدى إلى انخفاض معايير الرعاية المقدّمة على الصعيد العالمي.
في هذا الإستطلاع، اتفق 59% من المستطلَعين وهم من دولٍ مثل المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، السعودية، نيجيريا، الهند والبرازيل، على أن صحتهم النفسية قد تضرّرت بسبب العمل أثناء جائحة كوفيد-19. كما أقرّ ما يقرب من نصف المُستطلَعين (48%)، أن تحدي الصحة النفسية قد أثر سلباً على قدرتهم لناحية توفير مستوى عالٍ من رعاية المرضى، اذ قال 56% منهم، إنهم يميلون إلى ترك وظائفهم منذ اندلاع الأزمة الصحية العالمية.
وكانت YouGov للإستشارات قد أجرت استطلاعاً بهدف تكوين نظرة معمّقة حول آثار تأثيرات جائحة كوفيد-19 على حياة العاملين في مجال الصحة والرعاية، واستكشاف تجاربهم ومشاعرهم تجاه حياتهم المهنية ومكان عملهم، وكذلك استكشاف ما يحمله مستقبل الرعاية الصحية من وجهة نظر مقدمي هذه الرعاية العالمين في الصفوف الأمامية.

في إطار تسليط الضوء على العامل الرئيسي الذي يهدد صحتهم النفسية، كشف ما يقرب من نصف المتخصصين في الرعاية الصحية أنهم شهدوا أو تعرضوا لتفاقم الإيذاء الجسدي واللفظي منذ بداية الوباء. وكان رؤساء أقسام التمريض في مقدمة من أكدوا ذلك، اذ اتفق أكثر من ثلاثة أرباعهم (78%)، على أنهم إما شاهدوا تفاقم سوء المعاملة في مكان العمل أو أنهم كانوا الطرف المتضرر منها مباشرة.
وحول أبرز التغييرات التي طرأت على عملهم منذ انتشار وباء كوفيد-19، لاحظ أكثر من نصف الممارسين ارتفاعًا في أعباء العمل، وأشار ثلث المستطلعين إلى أن معاناة زملائهم من ضغوط في العمل، مثّلت أبرز التطورات التي حدثت خلال الجائحة.
سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لـ Wish وهو مختصر لمؤتمر القمة العالمي للإبتكار في الرعاية الصحية، علّقت قائلة: “يعاني العاملون في مجال الصحة والرعاية بشكل روتيني من الإجهاد البدني والعاطفي بسبب ضغوط العمل المرتفعة، وقد تفاقم هذا الوضع خلال جائحة كوفيد-19، ما أدى إلى تأثير مقلق في الصحة النفسية لمقدمي الرعاية على نطاقٍ عالمي. ومن الضروري أن تستمع الحكومات والأنظمة الصحية وقادة هذا القطاع إلى أولئك الذين كانوا في الصفوف الأمامية في مواجهة الجائحة، واستخلاص الدروس من تجاربهم بهدف تحسين استجابتنا الجماعية لأزمة الصحة النفسية العالمية التي لا تزال تهدّد جودة رعاية المرضى في مختلف المجتمعات”. أضافت: “بصفتنا مؤسسة تسعى إلى تعزيز الصحة النفسية، نعتقد أن هذا المجال يستحقّ بشدة إلى تضافر الجهود على مستوى العالم، ويمثل فرصة هائلة للمبتكرين، لإعادة النظر في آليات العمل الحالية، ووضع الاستراتيجيات وإعادة بناء الأنظمة التي تساعد في تخفيف العبء عن العاملين في مجال الصحة والرعاية وتمكينهم من تحسين مستوى الرعاية التي يقدمونها”.

يُذكر أن Wish هي منصة عالمية تجمع خبراء الرعاية الصحية وواضعي السياسات والمبتكرين معاً لتوحيد جهودهم بهدف بناء عالم يتمتع بصحة أفضل. ويتمثل هدف “قمة Wish”، التي تُقام كل سنتين، في عرض أبحاث هذه المنظمة القائمة على الأدلة، ومناقشة السبل الكفيلة بترجمة نتائجها إلى حلولٍ عمليّة قائمة على السياسات تساعد في تعزيز خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.
ومن المقرر أن تكون الدورة السادسة للقمة هذا العام التي تجمع بين الحضور الفعلي والحضور الافتراضي (عن بُعد)، قد بدأت تُعالج هذا الموضوع من اليوم حتى 6 تشرين الأول (أكتوبر) تحت شعار “نحو مستقبل مفعم بالحياة” وستستكشف القمة بعمق إرث كوفيد-19 من وجهات نظر مختلفة، بما في ذلك كيفية بناء أنظمة رعاية صحية أكثر مرونة واستدامة، وتحسين استجابتنا لأزمة الصحة النفسية، وتسخير التقدم السريع في الابتكار الصيدلاني الذي حدث أثناء الجائحة.