المشروع الأوّل
أريحا Jericho أقدم مدن فلسطين التي يعود تاريخها إلى ما قبل سبعة آلاف عام قبل المسيح، تعود إلى واجهة الاهتمامات السياحيّة بشكل أسطع مع بناء سلسلة مجمّعات سكنيّة في هذه المحافظة التي تقع على طول المناطق الشرقية من الضّفة الغربيّة، تحديدًا على طول منطقة شمال البحر الميت ووادي الأردن. والمشروع المشار إليه تتولاّها شركة Crystal Lagoons في إطار استحداث مناطق سياحيّة تجمع بين السكن والسياحة والترفيه والأنشطة المائية والحياة الشاطئيّة للسكان المحليّين، الأمر الذي سيدعم هذا المشروع، كما غيره، الوضع الاقتصادي للمحافظة، وتاليًا للسلطة الوطنية الفلسطينيّة.
والمعروف عن مدينة أريحا، الأقدم نشوءًا في العالم، أنّها زاخرة بالمواقع التاريخيّة والأثريّة التي تجذب العديد من السياح إليها لمشاهدة آثارها والتعرّف إلى تاريخها العريق وموقعها الاستراتيجي السياحي، إذ هي قريبة من نهر الأردن من جهة، وتبعد عن القدس حوالى 38 كيلومترًا، من جهة ثانية. أكثر من ذلك، فإنّ الطريق الرئيسي من القدس أو رام الله إلى أريحا، هو واحدًا من أهمّ وأجمل الطرق في فلسطين، إذ لا يزال هو نفسه الذي يربط القدس بأريحا ومن ثمّ بشرق الأردن عبر النهر في منطقة شبه صحراويّة تُعرف باسم “برية” أو “صحراء القدس”. ويقع على جانبَيْ هذا الطريق، عدد كبير من المواقع التاريخيّة والأثرية المهمّة الجديرة بالزيارة.
وما تجدر الإشارة إليه، في هذا المجال، هو أنّ هذه المدينة شهدت في السنوات الأخيرة أحداثًا تاريخيّة كثيرة، أدّت إلى أن تتسلّمها السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة كأوّل مدينة بعد اتّفاق أوسلو عام 1993. ومنذ ذلك التاريخ وهي تشهد تحوّلات مهمّة بينها إقامة عدد من المشاريع السياحيّة: بناء فنادق، إنشاء حدائق عامّة، إنجاز مشروع “تلفريك” وإطلاق أوّل كازينو في المحافظات الفلسطينيّة مخصّص للأجانب وتابع لفندق انتركونتينتال أريحا الأرقى بين فنادق فلسطين.
وإلى تاريخها العريق وآثارها الضاربة في القدم، فإنّ لموقعها أهمية يُحسب له حساب سياحيًا. فهي تقع عند مستوى 250 مترًا تحت سطح البحر، ولا يماثلها في ذلك أية مدينة أخرى في العالم، فضلاً أنّها تُعدّ مشتى مثاليًا بفضل مناخها المعتدل، أمّا في الصيف، فيتجنّبها الكثيرون لارتفاع درجة الحرارة فيها. لذا فإنّ فصل السياحة فيها يمتدّ من كانون الأوّل (ديسمبر) إلى نهاية نيسان (أبريل). وهي لا تزال تعدّ إلى اليوم سلّة فواكهة وخضراوات فلسطين: الموز، الحمضيات، التمر، الفلفل الأخضر، ويُقال أنّها الأفضل مذاقًا في العالم.
نعود إلى مشروعها الجديد لنقول أنّ شركة Crystal Lagoons تدخل سوق فلسطين من خلال شراكة مع More Fun Palestine، المجموعة التجارية المحلية التي تعمل على تطوير مشاريع ترفيهية وتعليمية عائلية، والتي تدير العديد من الامتيازات وتعمل مع شركات عامة وخاصة.
وسيعطي هذا المشروع الأخير لــــ Crystal Lagoons فرصة أخرى لعرض تقنيتها المستدامة، والتي يمكن أن تستفيد من المياه قليلة الملوحة غير الصالحة للاستخدام في البيئات القاحلة، وكما فعلت في مصر والإمارات والأردن وعمّان والسعودية والبحرين والكويت. وسيكون محور مجمع ™PAL الجديد عبارة عن بحيرة بلورية تبلغ مساحتها هكتارين تحوط بها شواطئ رملية بيضاء هي مناسبة للسباحة والرياضات المائية. وسيشمل المشروع أيضًا، مناطق متعدّدة للعائلات، وأنشطة ترفيهية ومسلية، وبنية تحتية تجارية وسيكون المجمّع مفتوحًا لعامة الناس ببدل مادي. ومن المتوقع أن يستقبل أكثر من 325 ألف زائر سنويًا.
ألاستير سينكلير، المدير الإقليمي لشركة Crystal Lagoons علّق على هذا المشروع بالقول: “إن توقيع هذا العقد يشكّل سابقة في فلسطين ويمثّل تغييراً جذرياً في المشهد الترفيهي المحلي. تعمل مشاريع ™PAL على تحسين نمط حياة الناس بشكل كبير، وفي هذه الحالة، ستكون أريحا أكثر شهرة، من خلال جلب الجنّة الاستوائية بمياهها الفيروزية، بنخيلها ورمالها البيضاء إلى منطقة غير ساحلية. إنّ شركة Crystal Lagoons تُثبّت مرة أخرى كيف تحسّن جودة حياة السكان المحليين”. أضاف: “إن نموذج ™PAL، الذي أثبت بمرور الوقت أنه مربح للغاية وآمن للمستخدمين، بالإضافة إلى أنه مقاوم للكوفيد والتجارة الإلكترونية، يمثّل معظم مشاريع التوسّع الجديدة لشركة Crystal Lagoons. حاليًا، تمتلك الشركة متعدّدة الجنسيات أكثر من 800 مشروع في مراحل مختلفة من التطوير في خمس قارات، بما في ذلك صفقات ضخمة مهمة في الولايات المتحدة الأميركية وكوريا وباكستان واليابان والهند وأوقيانوسيا والمدن التاريخية في أوروبا والإمارات والسعودية وجنوب إفريقيا وغانا ونيجيريا وكولومبيا”.