جهاز ECMO
طفل رضيع يبلغ عمره 13 شهرًا تعرّض لضيق تنفس حاد، أدّى الى تدهوّر حالته الصحية، وكان في العناية المشدّدة في أحد مستشفيات مدينة جدة. أسرع الطبيب المعالج في طلب استشارة طبية عن بُعد من الفريق الاستشاري المختصّ في خدمة الأكسجة الغشائية خارج الجسم (ECMO)، وكان ذلك يوم الأربعاء 9 آب (أغسطس) الجاري، وذلك لتشخيص حالة الرضيع، وهذا ما حصل، اذ أجمعت الآراء على أن الرضيع يشكو من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة اثر هبوط مستوى الأوكسجين في الدم، ما يترتّب تركيب أنابيب للتنفّس الإصطناعي.
وفورًا تمّ الربط بين الأطباء المتخصصين في تقنية (الإيكمو) الخاصة بالأطفال عبر المنصّة الإلكترونية للطب الافتراضي، ما مكّن من متابعة حالته على مدار الساعة، ولمزيد من الحرص على حياة الطفل، غادر فريق طبي مختص من الرياض إلى جدة، لوضع الرضيع على جهاز ECMO، ونقله بواسطة الإخلاء الطبي الجوي إلى مدينة الملك فهد الطبية بالعاصمة الرياض، ليستكمل تلقي العلاج.
جدير بالذكر أن تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم تقوم بدعم وظائف القلب والجهاز التنفسي للأشخاص الذين يتعرّضون لحالات صحية تجعل القلب والرئتين غير قادرَيْن على تلبية حاجة الجسم من الأوكسجين من خلال القيام بعملية تبادل الغازات بالجسم.
وتعتمد هذه التقنية على استخراج الدم من الجسم وإزالة غاز ثاني أكسيد الكربون منه بطريقة صناعية، ومن ثم أكسجة خلايا الدم الحمراء وإعادتها للجسم.
ويعمل جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم بمثابة قلب ورئتين صناعية، اذ يضمن حصول الجسم على ما يكفي من الأوكسجين من خلال محاكاة عمل الدورة الدموية خارج جسم المريض أثناء تلقيه العلاج أو تعافيه من الإصابات الخطرة.
وتشهد تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم تطوّراً سريعاً، مدعومة في ذلك بالتطوّر العلمي والتكنولوجي الهائل والمستمر، ومع اتساع مجالات استخدام هذه التقنية، فإنها لا تزال تمثّل إلى حد ما، فناً طبياً حديثاً يتطلّب اهتماماً مستمراً من قِبل المتخصّصين وتبادل الخبرات بين ممارسيه.
وتتوافر تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم في الوقت الحاضر في عدد قليل من المراكز بمختلف أنحاء العالم، اذ يتطلّب تطبيق هذه التقنية توافر فريق متكامل ومتخصّص من الكوادر الطبية عالية التدريب القادرة على تنفيذ إجراءات طبية عالية الخطورة مع ضمان استمرارية تقديم الرعاية للمرضى على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، مع الإشارة هنا الى أن مؤتمراً سنوياً للـ ECMO عُقد في شباط (فبراير) الماضي في الدوحة وكان تحت شعار “تعزيز التدريب بالمحاكاة على تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم”.
يُشار أخيراً الى أن خط إنقاذ الحياة يعمل على تقديم خدمات التدخل السريع بفريق طبي متخصّص على مدار الساعة 24/7 بكوادر بشرية من استشاريين ومتخصّصين في مجالات متعددة.
