رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب (وحتى رئيس العالم) يحنّ دائماً الى الصفقات السياسية و التجارية و اولها الصفقات العقارية،و كأنه يستعد لمرحلة التقاعد المرتقبة بعد انتهاء ولايته الثانية التي لم يبق منها الكثير. ولأنه ناجح في التسويق والترويج لكل ما يقوم به، فقد انتظر اللحظة المناسبة ليُطلق دعاية مجانية لمنتجاته بطريقة غير مباشرة، ومن خلال حدث عالمي تمثّل باستقباله رئيس سوريا أحمد الشرع لذي زار البيت الأبيض قبل أيام، وهي الأولى من نوعها للرؤساء السوريين المتعاقبين، و عددهم قليل، على أية حال، اذ أن الرئيسَيْن حافظ وبشار الأسد استأثرا بالرئاسة مدة تزيد عن الخمسين عاما منذ استقلال استقلال سوريا في العام 1945. ففي اللقاء الذي جمع ترامب بالشرع في البيت الأبيض وتُرك للإعلام حرية الحركة المتمثلة بالتصوير والردّ على الأسئلة، أطلق ترامب عطره المُسمى Victory تيمناً بفوزه بولايتَيْن رئاسيَتَيْن الـ 45 والـ 47 في تعداد الرؤساء الاميركيين الذين تولوا حكم البيت الأبيض .

وكان لافتاً على مستوى العالم كلّه، تقدّم ترامب من الرئيس السوري مقدماً له هذا العطر هدية بعدما رشّ القليل منه على وجهه.أما قارورة العطر فصُمّمت على شكل تمثال مذهّب للرئيس الأميركي،و هو مخصّص للرجال الذين،كما قال، يقودون أعمالهم بقوة وثقة. وهذا العطر الذي يستخدمه الرئيس الأميركي شخصياً، مصنوع من نبتة “الفوجير” ونبات الهيل وزهرة الجيرانيوم،إضافة الى خشب العنبر. وبطبيعة الحال، فهو كما رغب في صنع عطرا للرجال صنع مثله للنساء، وقد أهدى قارورة منه للشرع ليُسلمها لزوجته. والعطر النسائي طبعا يختلف عن العطر الرجالي، اذ هو مزيج من روائح الفانيليا والحمضيات والزهور والفراولة.

ووفق تقرير لشبكة “أن بي سي” الإخبارية الأميركية، فإن لترامب عطرا آخر يحمل اسم Fight Fight Fight و صورة ترامب وهو يرفع قبضة النصر، وقد بلغ سعره 199 دولار للقارورة الواحدة.
لم يكتفِ ترامب بالعطر بل ذهب الى اكثر من ذلك، تماماً كما يفعل مصممو الأزياء أو أصحاب العلامات التجارية العالمية، اذ نوّع سِلَعَهُ ضمن ما يُعرف بـ trump Store: من الملابس والأحذية والحقائب والساعات، الى الأكواب والشموع المعطّرة، مروراً بالبطانيات والوسادات والمناشف، وصولاً الى ثوب الإستحمام والأحذية، وانتهاء بالهواتف الذكية المذهبة.

للإشارة، فإن هذا المشروع التجاري بدأه ترامب في العام 2004 موكلاً مهمة التصنيع الى أحد أهم شركات الخياطة في الصين. ومن يومها، أنزل الى الأسواق منتجات متنوّعة جذابة للراغبين في الشراء وقد تراوحت أسعار تلك القطع بين 20 و200 دولار. ومع مرور السنوات، اتّسعت المروحة التجارية بحيث عهد الإشراف عليها لولدَيْه دونالد جونيور وإيريك. ووفق التقرير إياه الذي أشرنا إليه، ففي العام 2020 حقّقت مبيعات ترامب أرباحاً بقيمة ثلاثة ملايين دولار بينما وصلت أرباح الأحذية والعطور الى 2،5 مليون دولار وقسّ على ذلك، لأن لائحة المبيعات والأرباح تطول وتطول الى درجة أنها تخطّت في حزيران الماضي مبلغ الـ 5 مليارات دولار، كما ذكرت مجلة فوربس. وعندما سُئل ترامب لماذا دخل هذا المعترك، أجاب ليس حباً بالمال فلدي ما يكفي منه. أنا أحب ابرام الصفقات، لا سيما الكبيرة منها، الا يوجد تجار هواياتهم نظم الشعر والرسم؟
ترامب ظاهرة في السياسة و في اقتناص الفرص و في الصفقات المالية والعقارية و اسمه حتماً سيدخل التاريخ من هذه البوابات المتعددة.























































