• من نحن
  • تواصل معنا
Description of the image
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • مصارف
  • تأمينية
    • شركات تأمينية
    • توعية تأمينية
    • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • مصارف
  • تأمينية
    • شركات تأمينية
    • توعية تأمينية
    • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات
Description of the image
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • شركات تأمينية
  • توعية تأمينية
  • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات


د. غالب خلايلي يتابع الكتاب
عن سيدة المشروبات: القهوة (6)..
“مشروب الشيطان” أرعب العالم
حتى سمح به البابا كليمنت الثامن..
انطلقت من مكة المكرمة
الى دمشق فتركيا
ثم جابت العالم محدثة خوفاً وضجيجاً..

2025/09/23
- خواطر
د. غالب خلايلي يتابع الكتابعن سيدة المشروبات: القهوة (6)..“مشروب الشيطان” أرعب العالمحتى سمح به البابا كليمنت الثامن..انطلقت من مكة المكرمة الى دمشق فتركياثم جابت العالم محدثة خوفاً وضجيجاً..

المقاهي الحديثة

د. غالب خلايلي

ما من مكان عرف شعبية واسعة في الشرق والغرب مثل المقهى، هذا المكان السحري الذي مرّت على “اختراعه” في مكّة المكرّمة والشام نحو خمسة قرون، وبعدهما اسطنبول بنصف قرن، ثم ما لبث أن انتشر وتطوّر في أصقاع الأرض، وغدا ظاهرة اجتماعية ثقافية فنية مميزة (1-5).

هذا وقد أخذ المقهى في العالم الاسم العربي لـ (القهوة)، فأصبحت في تركيا kahve، وفي ألمانيا kaffee، وفي إيطاليا caffè، وفي الفرنسية والإسبانية café، وفي الهولندية koffie، لتصل أخيرا الإنكليزية وتصبح coffee، علماً أن “القهوة” عند العرب القدماء من أسماء الخمر كما جاء في كتاب “العين” للفراهيدي: “والقهوة: الخمر، سمّيت قهوة لأنها تقهي الإنسان أي: تشبعه، وتذهب بشهوة الطعام”.

في مكّة المكرّمة أول المقاهي

كان المسجد أهم مكان لتقابل العامة وتحدّثهم خارج نطاق المنازل المغلقة، ضمن الحدود المتاحة، فجاءت فكرة المقهى لتسد فراغاً لقاء مقابل بسيط، يستطيع به المرء الجلوس ومشاركة الأصدقاء لساعات طوال، والحديث عن أي شيء، حتى السياسة.

وأن تنتشرَ القهوة في الحجاز ونجد، أولاً، فأمرٌ متوقّع، وذلك لقربهما من موطن البُنّ: اليمن، علماً أن مشروب القهوة عندما جاء أول مرة إلى الحجاز ارتبط بالصوفية ومجالس العارفين، إذ يساعد على السهر والتعبد. لا عجب أيضاً أن ينشأ أول مقهى في العالم في مكّة المكرمة، قبل أن تنتقل القهوة إلى الشام واسطنبول.

إن حادثة خاير بك ناظر الحسبة في مكة، والمعين من قبل السلطان العثماني قانصوه الغوري، عام 917 هـ/ 1511م، أشهر ما في هذا الباب، وقد ورد فيها: “في ليلة الجمعة 23 من ربيع الأول 917 هـ طاف بالكعبة الشريفة، ثم شرب من ماء زمزم وتوجه إلى بيته، فرأى في طريقه ناساً مجتمعين في ناحية من نواحي المسجد الحرام، جمعهم السيفي قرقماس الناصري، يزعم أنه عمل مولداً للنبي (ص)، فقبلَ وصوله إليهم أطفؤوا الفوانيس الموقدة، فاتهمهم في ذلك وأرسل إليهم، فوجد بينهم شيئاً يتعاطونه على هيئة الشراب المُسكر، ومعهم كأسٌ يديرونه بينهم، وقرقماس هو الساقي لهم، فأنكر خاير ذلك، سيما وموضوع وظيفة الحسبة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) عنده. وسأل عن هذا الشراب فقيل له: إنه شرابٌ اتخذ في هذا الزمان يسمى القهوة، يطبخ من قشر حبّ يأتي من بلاد اليمن يقال له: البُنّ، وأنه كثر وفشا بمكّةَ وصار يباع في أماكن على هيئة الخمّارات، ويجتمع عليه الرجال والنساء بدفٍّ وربابٍ وغير ذلك، ويجتمع في تلك الأماكن من يلعب بالشطرنج والمنقلة ونحوها”، فانتهى المطاف بأن أصدر خاير بك المحتسب عدم حلّها، وأشهر النداء بمكة بمسعاها ونواحيها بالمنع من تعاطي القهوة”. وقد قيل أيضاً إن مجالس القهوة في مكّة المملوكيّة كانت مكاناً للاجتماعات السياسيّة، فأتى أول قرار رسمي بإغلاق المقاهي عام 1511 م، على يد حاكم مكة، بعد أن وصلت لأسماعه الأشعار التي انطلقت تهجوه منها، لكن القرار سرعان ما أبطله والي القاهرة، المغرم بالقهوة.

هذا وتوجد مخطوطة نادرة عن القهوة في مكتبة الملك عبد العزيز بالرياض، كُتبت قبل أكثر من 400 عام، بعنوان: “تلخيص عمدة الصفوة في حِلّ القهوة“، كتبها العلامة مدين بن عبد الرحمن القوصوني (969-1044هـ) وتلخّص كتاب عبد القادر الجزيري “عمدة الصفوة”، الملخص من كتاب العلامة أحمد شهاب الدين بن عبد الغفار نزيل طيبة المالكي، حيث يبدأ الباب الأول بعنوان “في معنى القهوة”، ويندرج في مجال الفقه، متضمنا تساؤلات حول احتساء شراب القهوة بين الحِل والتحريم. وكشف أحد الباحثين في محافظة قنا المصرية عن مخطوط هو جزء من كتاب مفقود للفقيه موسى المحاوي الحنبلي، بعنوان “السرّ المكنون في مدح القهوة والبنون“، حيث عاش المحاوي في مكة العثمانية، فشاهد حالات الشغب من قبل الرافضين لفتوى تحريم شربها، فانكب على كتابة هذا المخطوط بصيغة سؤال وجواب، مدافعاً ومنافحاً ومادحاً لمشروب القهوة. وقد نسبت كلمات في مدح القهوة إلى العالم المكّي ابن أبي كثير (ت 950هـ): “قهوة البُنّ مرهم الحزن وشفا الأنفس.. فهي تكسو شقائق الحُسن من لها يحتسي”.

وانتشرت المقاهي في دمشق:

أتت أول معلومة عن شرب القهوة في الشام من المؤرّخ محمد علي بن طولون الصالحي الحنفي (1475-1546 م) بمناسبة زيارة قاضي مكة ابن الضياء لدمشق سنة 1534م، وأشار إلى «شرب القهوة المتخذة من البن، ولا أعلم أنها شُربت في بلدنا قبل ذلك». وقد سبقت مقاهي دمشق اسطنبول بنصف قرن، إذ افتتح أول مقهى عام 1530 م باسم (قهوة خانه)، لتتكاثر فيما بعد، وأشهرها «بيت القهوة» في السويقة بدمشق، الذي باع القهوة فيه الشيخ محمد اليتيم قبل سنة 1568م. كما قام الوالي درويش باشا ببناء (بيت للقهوة) بجوار السوق الذي أنشأه سنة 1572م قرب الجامع الأموي، في إطار وقفه الضخم الذي ضم جامعاً وحمّاماً وقيسارية (سوق مغطى). وهناك مكان لإعداد القهوة في سوق السباهية أو سوق الأورام أضيف سنة 1574م إلى الوقف الضخم الذي أنشأه الوالي أحمد شمسي باشا. وتدل وثيقة عام 1596م على أن والي دمشق سنان باشا أوقف ثلاثة مقاهٍ على منشآت دينية، الأول في سوق العمارة (لا يزال موجوداً)، والثاني في سوق السنانية، والثالث في خان عيون التجار الذي كان مقصداً للقوافل، فمنه يتم التوجه  من دمشق إلى القدس جنوباً ومصر غرباً. 

زار الرحالة جان تيفينو دمشق عام 1664م ولاحظ ازدهار المقاهي وانتشارها الواسع فكتب: «كل مقاهي دمشق جميلة، وتتميز بوفرة المياه. لكن أجمل المقاهي تجدها في الضواحي، خارج سور المدينة القديم، وبينها مقهى السنانية ويطلق عليه اسم (القهوة الكبرى) لاتساع مِساحته، ويزيد من رونقه ذلك العدد الكبير من النوافير الدافقة في بحراتها الكبيرة، ولكن تفُوقُها بالأناقة تلك القهوة قرب باب سرايا، لوجود جدول يجري بأحد جوانبها، كما أن بها أشجاراً على طول امتدادها، وفي ظلالها تَرى الروّاد جالسين على المساطب يستمتعون بالنسائم المنعشة وبمرأى الجدول الجاري تحتهم».

كما زارها الرحالة لامارتين عام 1833م وكتب: “الأغوات يذهبون إلى المقاهي القائمة على ضفاف الأنهار التي تخترق المدينة المظلّلة بأشجار الحور الجميلة، وهناك يدخّنون، ويتبادلون الأحاديث مع أصدقائهم”، وذكر أيضاً “أن المقاهي هي وسيلة التواصل الوحيدة لسكان دمشق باستثناء المسجد، وفيها تطبخ في الخفاء الثورات التي تسفك دماء أبناء العاصمة”!.

أسهمت المقاهي في صهر الفوارق الطبقية في المجتمع الدمشقي، إذ يجلس الأغنياء والفقراء والأعيان والعامة في مكان واحد، لكنها أدت إلى صراع مع السلطتين الدينية والسياسية، إذ سَهُل الحديث عن الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية (مظالم الحكام وفسادهم،غلاء الأسعار..)، ناهيك عن توفر أجواء التآمر على الدولة، فأتت الأوامر بإغلاق المقاهي وتحريم القهوة بغطاء شرعي (6-7).

مقاهي اسطنبول بعد نصف قرن:

افتتح اثنان من تجار دمشق (وقيل إنهما يمنيّان) أول مقهى في اسطنبول في منتصف القرن 16 م في عهد السلطان سليمان القانوني. كتب المؤرّخ إبراهيم بجوي 1642-1649م عن افتتاح أوّل مقهى في القسطنطينيّة:

“لم توجد القهوة والمقاهي في المدينة الممجّدة المحروسة من الله القسطنطينيّة، كما على جميع الأراضي العثمانيّة حتّى عام 1555 م. وفي ذلك العام أتى رجل من حلب اسمه حكم، وحكواتي من دمشق اسمه شمس، وفتح كلّ واحد منهما متجراً كبيراً في محلّة تختكلى، وبدأا ببيع القهوة”. وعندما وصل أمرُ شربها إلى السلطات بدأت فتاوى تحريمها (إذ عدّها بعض الفقهاء كالخمر) ثم تحليلها، بل أمرت السلطات بإغلاق المقاهي وحرقها. وفي زمن حكم السلطان مراد، صدرت فتاوى بإعدام شاربيها. لكن بحلول 1623 م كان في اسطنبول وحدها 600 مقهى. وقد كتب الرحالة الفرنسي جان شاردَن Chardin وصفاً حيّاً لمشهد مقهى عثماني في القرن 17:

البابا كليمنت الثامن أباح شرب القهوة

“يختلط الناس في نقاشات، يتم عبرها تبادل الأخبار وانتشارها بين المهتمّين بالسياسة ممّن ينتقدون الحكومة بكل حريّة ومن دون خوف، حيث أنّ الحكومة لا تهتمّ لما يقوله الناس. يلتهي الناس بألعاب بريئة كالداما، والحجلة، والشطرنج، وكلّ يأخذ دوره لحكاية القصص منثورة أو مقفّاة، بالإضافة إلى الملالي والدراويش والشعراء. روايات الملالي والدراويش دروس في الأخلاق (كخطب الوعظ عندنا)، لكن لا يعتبر الناس أنّ تجاهلها عيب فاضح. لا أحد مُجبرٌ على إيقاف لُعْبَة يلعبها أو نقاش يخوض فيه بسبب خطيب ديني، حيث يقف المُلّا ويبدأ بالوعظ بصوت عالٍ في الوسط أو في زاوية من زوايا (قهوة خانه)، في حين يدخل الدرويش بشكل مفاجئ ويؤدّب المجتمعين تنبيهاً من الغرور في الدنيا وبضاعتها الماديّة. ويحدث كثيراً أن يتكلّم شخصان أو ثلاثة في الوقت عينه، متقابلين بشكل متعاكس، وفي الغالب يكون أحد المجتمعين واعظاً البقية كحكواتي”.

أحلّ البابا شرب القهوة، فانتشرت المقاهي في أوربا:

تأخر ظهور المقاهي في أوروبا خارج السيطرة العثمانية إلى القرن 17. والجدير بالذكر أن بعض الكهنة الكاثوليك اعتقدوا في أواخر القرن 16 أن القهوة تفسد التجمّعات الدينية، وسمّوها مشروب الشيطان، ثم ضغطوا على البابا كليمنت الثامن لحظرها، إلا أنه جربها بنفسه، فأعجبته، وأكّد أن تركها للكفّار خطيئة.

وهكذا سافر البُن إلى أوروبا بعد قرنين من معرفة العرب بالقهوة، ليبدأ عهد جديد، عندما افتتح أوّل دكّان لبيع القهوة في البندقية عام 1629 م، مع نشاط التجارة والشحن بين ميناء البندقية من جهة وميناءيّ غزّة واسكندرونة من جهة ثانية، إذ افتتح ملّاح حلبي دكّاناً لبيع القهوة في الميناء لخدمة البحّارة. أما أقدم المقاهي المسجلة في البندقية فكان عام 1645م (وقيل 1647 م).

كانت الحانات مكان الناس الشاغل، حتى جاءت المقاهي التي ارتبطت بعوالم الثقافة والفكر، وقامت بدور جامعات رخيصة، فلقاء مبلغ بسيط، يستطيع المرء الجلوس والتمتع بفنجان قهوة أو شاي مع نقاش ثري حول أي شيء. يقول الكاتب ستيفن جونسن: “كان تأثير القهوة في أوروبا في القرن 17 قوياً جداً، فحتى ذلك الوقت، كانت الجعّة والخمر أكثر المشروبات حتى على الإفطار. وأولئك الذين استبدلوا القهوة بالخمر بدؤوا يومهم بيقظة ونشاط، وتخلصوا من حالة الارتخاء والسُّكْر، وتحسّن أداؤهم في العمل كمًا وكيفًا”.

افتتح أول مقهى في سراييڤو في القرن 16، وقامت مقاهي سراييڤو بدور منتديات للنقاش الثقافي والسياسي، وأماكن لتجمع الفنّانين والمثقّفين.

مقاهي فيينا كانت المثل الأعلى:

مع أن فيينا لم تكن رائدة في هذه ثقافة المقاهي، إلا أنها – على مر الزمن – غدت المثل الأعلى في العالم. افتتح أول مقهى في فيينا عام 1683م، وعدّ سكان فيينا، الذين عاشوا في شقق صغيرة ضيقة، المقاهي الأنيقة “امتدادا لغرف معيشتهم” أو منازل ثانية، حيث يمكنهم لقاء الأصدقاء. ويرتبط تاريخ المقاهي الفيينية بنهاية الحصار العثماني عام 1683م عندما ترك الأتراك كميات كبيرة من حبوب البن، والتي ظنّها الناس طعاما للجِمال. إلا أن البولندي الفييني جورج فرانز كولشيتسكي عرفها فكان أول من يحصل على ترخيص لتقديم القهوة تقديراً لبطولاته، لا بل سُمّي شارع في دائرة فيينا الرابعة باسمه، ونُصب له تمثال. أما أول مقهى في فيينا فافتُتح على يد الجاسوس الأرمني ديوداتو الذي خدم البلاط الإمبراطوري، وكان رجلًا مليئاً بالأسرار، وعلى دراية بالبن وفن تحضير القهوة.

عُرفت المقاهي الفيينية الأولى بسماتٍ ميّزتها إلى اليوم. قدّم العمال كوب ماء مع كل فنجان قهوة، وجهزوا ألعاب الورق وطاولات البلياردو. وفي عام 1720 م كان مقهى “كرامرشيس كافيه هاوس” في وسط فيينا أول من وزّع الصحف، لتتلو ذلك خطوة هامة وهي تقديم الوجبات الساخنة والمشروبات الكحولية أول مرة.

كتب العرب عن القهوة قبل قرون

على أن هناك دائما ما يمكن أن يعكر المزاج، وقد يعود بك إلى الصفر. حصار نابليون لإنجلترا عام 1808 م امتدّ أثره إلى النمسا، ومن بين الآثار السيئة ارتفاع أسعار البن بشكلٍ حاد، مما اضطر أصحاب المقاهي إلى البحث عن بدائل تجنّبهم الإفلاس، فظهرت مطاعم المقاهي، حتى ازدهرت ثقافة المقاهي من جديد بعد مؤتمر فيينا عامي 1814-1815، وفي عصر دعي بيدر ماير (فترة تاريخية بين نهاية حروب نابليون 1815 وثورات 1848).

ومصطلح Biedermeier منسوب إلى الشاعر الخيالي المتواضع غوتليب بيدرماير، ويُستخدم للإشارة إلى الأساليب الفنية البسيطة التي ازدهرت في مجالات الأدب والموسيقى والفنون البصريّة والتصميم الداخلي. ولا تشير بيدرمير إلى العصر ككل، بل إلى مزاج معين ومجموعة اتجاهات انبثقت من الأسس الفريدة لذلك العصر في أوروبا الوسطى، حيث وجد عاملان لتطور تلك الفترة: الأول هو التحضر والتصنيع المتزايدان اللذان أديا إلى ظهور طبقة متوسطة حضرية جديدة، أعطت جمهوراً جديدا للفنون. والثاني هو الاستقرار السياسي السائد في عهد مترنيخ بعد نهاية الحروب النابليونية ومؤتمر فيينا. وما يهمنا أنه في هذه الآونة أصبحت مقاهي فيينا رمزاً للحياة الراقية في كل أوروبا، فافتُتحت مقاهٍ على الطراز ذاته في براغ وزغرب وفيرونا وترييستي والبندقية، وكانت القاعات الواسعة والمقاعد المخملية الحمراء والثريّات الفخمة سماتٍ أساسيةً للمقاهي المرموقة.

في عام 1856 م سمح للنساء بدخول المقاهي. قبلها كُنّ أمينات الصندوق الوحيدات. وفي عام 1890 أصبح مقهى غرينشتيدل ملتقىً لشخصيات (فيينا الشابة) الأدبية الذين أسسوا أدب المقاهي، وتبعهم الفنانون والرسامون.

افتُتح أول مقهى للرقص بعد الحرب العالمية الأولى، وعُزفت فيه موسيقى الجاز الأمريكية الطارئة. وخلال الأزمة الاقتصادية العالمية في ثلاثينيات القرن الماضي، ازداد استخدام المقاهي أماكن تجارية لتبادل السلع تحت الطاولات، وهكذا حتى غرقت مقاهي فيينا في أزمة خمسينيات القرن الماضي، مع تدنّي الذوق وازدياد شعبية مقاهي الإسبريسو الإيطالية، فأغلق عدد من المقاهي العريقة الأبواب في الثمانينيات.

لوحة حاملة القهوة ل جون فردريك لويس القاهرة

انتشار المقاهي في باريس وأوربا عموما:

أسس باسكوا روزيه أول متجر قهوة في پاريس عام 1672 م، واحتكر بيع القهوة، إلى أن فتح بغوكوبيو كيتو مقهىCafé Procope  عام 1686 م، الموجود إلى اليوم، حيث كان المكان الأهم لاجتماعات أهل التنوير: ڤولتير، روسّو، ودنيس دودرو، ويمكن القول مجازاً إنّه مسقط رأس أولى الموسوعات الحديثة  Encyclopédie.

تزامن انتشار المقاهي في أوروبا مع عصر النهضة، واتخذ أدباء ومفكرون مثل فولتير المقاهي مكاتب لهم، وكانت لموسيقيين مثل فاغنر غرف خاصة اعتادوا تأليف الموسيقى فيها. كما مثلت المقاهي ساحات حرّة غير طبقية، إذ يمكن لأي شخص الجلوس فيها والتعرف إلى الآخرين. وقد أدى المناخ الحر إلى تفاعل أفراد من الخلفيات كافة، فنانين وعلماء وعُمّال، والخروج بأفكار ثرية. ولكن الأخطر كان الدور السياسي للمقاهي، فبها بدأ توزيع الصحف، وقراءة آخر الأخبار ومناقشتها، والتعبير عن السخط. وفي مقهى دي فوي في باريس جلس الصحفي والمفكر السياسي كامي ديمولان في 13 يوليو عام 1789 يخطط لاقتحام الباستيل، لتبدأ الثورة الفرنسية التي غيرت تاريخ أوروبا والعالم. ومن المقاهي أيضًا انطلقت ثورات 1848 في برلين والمجر وفينيسيا.

هذا وقامت المقاهي بدور فني مهم، فنظرًا للحرية السائدة، وانتشار جمهور مثقّف، كان المقهى منبرا لعرض أحدث الإبداعات، ومركزا ثقافيا للعواصم الأوروبية في القرن 19، حتى إن أول عرض سينمائي تم في قبو مقهى الجراند كافيه بباريس، على يد الإخوين لوميير في 28 كانون الأول 1895.

يتبع- العين في 22 أيلول 2025

من مقاهي اسطنبول القديمة

هوامش:

  1. القهوة، الحلقة الأولى https://taminwamasaref.com/dr-ghaleb-khalayli-coffee-benefits/
  2. القهوة، الحلقة الثانية https://taminwamasaref.com/dr-ghaleb-khalayl-coffee/
  3. القهوة، الحلقة الثالثة https://taminwamasaref.com/dr-ghaleb-khalayli-coffee3/
  4. القهوة، الحلقة الرابعة https://taminwamasaref.com/dr-ghaleb-khalayli-coffee-4/
  5. القهوة، الحلقة الخامسة https://taminwamasaref.com/dr-ghaleb-khalayli-coffee-5/
  6. https://www.alqabas.com/article/5875414
  7. مها فجال: المقهى في أوروبا: فضاء ثقافي وسياسي
  8. مقاهي فيينا: https://www.wien.gv.at/english/culture-history/viennese-coffee-culture.html

أخبار ذات صلة

دراسة على حلقات للدكتور غالب خلايليعن سيدة المشروبات: القهوةبعدما أقرّ الطب بفائدتها الصحيةإذا شُربت باعتدال..مكتشفها راعي ماعز عربيومن اليمن انتقلت الى دول العالم…
خواطر


دراسة على حلقات للدكتور غالب خلايلي
عن سيدة المشروبات: القهوة
بعدما أقرّ الطب بفائدتها الصحية
إذا شُربت باعتدال..
مكتشفها راعي ماعز عربي
ومن اليمن انتقلت الى دول العالم…

02/09/2025

...

د. غالب خلايلي ينهي رحلة كندابلقاء زميل دراسة تَعْرِِفُه المنطقة كلّها…العودة تزامنت مع الإضراب الأولللمضيفات الكنديات بسبب غبن مادي…
خواطر


د. غالب خلايلي ينهي رحلة كندا
بلقاء زميل دراسة تَعْرِِفُه المنطقة كلّها…
العودة تزامنت مع الإضراب الأول
للمضيفات الكنديات بسبب غبن مادي…

25/08/2025

...

د. غالب خلايلي في حلقة ثالثةيتابع الكتابة عن كندا:نظام ورقابة..ورواق..و..حشيش!
خواطر


د. غالب خلايلي في حلقة ثالثة
يتابع الكتابة عن كندا:
نظام ورقابة..ورواق..و..حشيش!

23/07/2025

...

من أدب الرحلات للطبيب الأديب غالب خلايلي- كندا 2 .. عندما يضطرب النوم فلا نهارك نهار  ولا ليلك – يا سيدي – ليل …
خواطر


من أدب الرحلات
للطبيب الأديب غالب خلايلي- كندا 2 ..
عندما يضطرب النوم فلا نهارك نهار
ولا ليلك – يا سيدي – ليل …

17/07/2025

...

تحميل المزيد
المنشور التالي
Gaif 35 : الإستعدادات بدأت باختيار موقع إقامة المؤتمر:منطقة العقبة الإقتصادية أو سواها؟


Gaif 35 : الإستعدادات بدأت
باختيار موقع إقامة المؤتمر:
منطقة العقبة الإقتصادية أو سواها؟

Tamin wa Masaref | by OnSups

  • سياسة خاصة
  • الأحكام والشروط
  • تواصل معنا
يرجى الانتظار...

اشترك في نشرتنا الإخبارية

هل تريد أن يتم إعلامك عند نشر مقالتنا؟ أدخل عنوان بريدك الإلكتروني واسمك أدناه لتكون أول من يعرف.
اشترك في النشرة الإخبارية الآن
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • مصارف
  • تأمينية
    • شركات تأمينية
    • توعية تأمينية
    • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات

Tamin wa Masaref | by OnSups