• من نحن
  • تواصل معنا
Description of the image
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • مصارف
  • تأمينية
    • شركات تأمينية
    • توعية تأمينية
    • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • مصارف
  • تأمينية
    • شركات تأمينية
    • توعية تأمينية
    • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات
Description of the image
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • شركات تأمينية
  • توعية تأمينية
  • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات


د. غالب خلايلي يُحلّق في أدب الرحلات
في الحلقة الأخيرة من رحلته الى الشام..
مشاهدات..حقائق صادمة
وانتقادات “على الناعم”…

2025/07/01
- محليات
د. غالب خلايلي يُحلّق في أدب الرحلاتفي الحلقة الأخيرة من رحلته الى الشام..مشاهدات..حقائق صادمةوانتقادات “على الناعم”…

مع شفيق الغبرة (وسط) ومنقذ حقي

د. غالب خلايلي

في الشام الوطن، حيث الأصالة والتاريخ، وحيث الجمال الأخّاذ، والهواء العليل (حتى في الصيف)، والطعام الطيب، والماء اللذّ للشاربين، تجد – مع الأسف ما يعكّر المزاج – عند نوع لا مبالٍ من البشر، اعتاد على (الهيلمة). لمسنا ذلك في الماضي، ونلمسه اليوم، مع أملي أن كل تصرّف سلبي يمس حياة الطيبين إلى زوال.

نعلم أنه لا ينجو من معكّرات الحياة أي مجتمع، شرقيا كان أم غربيا، ولا يضبطها سوى القانون الصارم، عندها سوف يفكر كل من تسوّل له نفسه بالتلاعب ألف مرة قبل أن يقدم على أي تصرف خاطئ.

نعلم أيضا أن سنوات المحنة وشح الموارد أثّرت بشكل كبير على مجمل الناس، لكن في المقابل هناك من استفاد من المحنة، من تجار وصناعيين وأطباء ومهندسين ومقاولين وغيرهم، ولم يبدِ رحمةً أو رأفة بذوي الحاجة، بل هناك من أباح لنفسه أي تصرّف مع غياب صاحب الحق أو ضعفه، فاستغل حاجته أبشع استغلال، ناسياً أن حساباً عسيراً قد يراه حتى قبل رحيله عن الدنيا، وما أكثر ما رأينا البدايات والنهايات في مسيرة العمر.

في مقالي الخامس والأخير هذا سوف أقسم مشاهداتي إلى عناوين فرعية تسهّل المهمّة، أنقلها إليكم بعين المحبّ.

اجتماع الزملاء سليم الدبس، نزار بني المرجة، ماهر عبد ربه وخلايلي على الجدي بالزيت

مشاهداتي في الطب:

كنت أخبرتكم منذ البدء أنّ سببَ زيارتي الرئيس للشام مسألةٌ طبية طارئة أصابت عزيزةً عليّ. أطمئنكُم إلى أنها تحسّنت كثيراً بعد طول عناء، هذا الذي كتبت عنه في الماضي مطوّلاتٍ في بلادنا والعالم، وتحسّس منها المخلصون الذين يبذلون كل جهد طيب (فيما الذي يجب أن يقرأ لا يقرأ، وإذا قرأ فكأنّ الأمر لا يعنيه)، ولهذا عاهدت نفسي على عدم الخوض في الموضوع مرّة جديدة، ولكنني وجدت نفسي مجبراً على ذلك، مع شواش الحس الإنساني عند بعض الزملاء.

وأتساءل: لماذا تهمل بعض الحالات في مستشفيات عامة وخاصة، على الرغم من الالتزام المادي وتوصيات كبار الزملاء والزميلات؟ ترى أهو داء التوصية المعروف في الطب (Recommendoma، Recommenditis) أم هو سلوك مزمن مألوف لنفر من الأطباء والممرضات يتعلّمه الجيل الجديد من أساتذته بلا استحياء، إذ لم يرَ غيره؟

وعلى ما بدا لي هو الثاني، لأنني لا أومن إلا بما قدّره الله، أكان المريض بتوصية أم بغيرها، اللهم إلا بوجود نوع من الأطباء تغيظهم الفكرة، فإذا بهم يعمدون إلى إهمال المريض وتركه لمصيره ما أمنوا العقاب والحساب واستكانوا لنوم الضمير، لا يقودهم في عملهم سوى تفكيرهم بما سوف يكسبون من مال لا من حسنات. ترى أين هي الإنسانية إذا افترضنا جدلا أن المرضى ألحّوا بأسئلتهم (وهم الذين لا حول لهم ولا قوة ولا معرفة) أو اتصل زميلٌ موصياً بمريض؟

إجراء جديد على الحدود اللبنانية لشخصين

مرة أخرى أقدّر أن للأطباء حاجاتٍ ماديةًً كثيرة، وأن الواردَ مهم، لكن: ليس بأي طريق، ليس بأي ثمن. ليس بالخداع وطلب ما لا يجب طلبه من تحاليل وغيرها.. وليس بوضع تشاخيص غير صحيحة ولا دقيقة، طبية أو جراحية من أجل الكسب.. أو وصف ما لا يجب وصفه من أدوية غالية أو مؤذية.. وليس باستجرار المريض إلى منشآت خاصة تحاسب على علبة المحارم وقنينة الماء بأسعار سبع نجوم، فيما العناية الطبية فيها نجمة أو نجمتان (مع الإكراميات المفروضة).

أعلم أن الأطباء كغيرهم يعانون جشع السوق الملتهب، لكن هل يكون الحلّ بالتباري مع أهل السوق والتخلّق بأخلاقهم؟

حقائق صادمة أخرى:

– رؤية المدخّنين في المستشفيات (وكل مكان).

– وترك الطبيب المشغول لمريضه من غير توصيات واضحة أو حتى من غيرها تماما.

– وكذا سوء المتابعة فيما بعد، إذ ترى طبيبا يرفض رؤية مريضه سواء أفي عيادته أم في المنزل حتى تتفاقم حالته. أعلم مدى انشغال بعض الزملاء في أعمالهم الضاغطة، لكن ليس إلى درجة إهمال مريض خطير عالجوه وتركوه، والا فليتركوا هذه المهنة.

– وفي الطب يحدّثونك عن الخاص.. يقولون: العناية فيه أفضل. ربما كانت أفضلَ بقليل، والتعليل سهل، فمعظم الأشخاص العاملين فيه هم أنفسهم في العام، والشخصية لا تتجزأ بين عام وخاص، اللهم إلا تصنّعاً. دعك الآن من الفواتير الضخمة التي لا يقدر عليها جمهور واسع، ومن الرواتب الضئيلة التي يتقاضاها الجهاز الفني المساعد، مما يبقيهم بحاجة إلى كرم المرضى.

ومع ذلك لا أعمّم، فهناك المضحّون المخلصون في كل قطاع، الذين يعطون أحلى ما عندهم، يبلسمون جراح المرضى، ونأمل أن يتعمّم هذا السلوك.

الصبارة الصابرة على حر الزمان

تدخين.. تدخين.. تدخين في كل مكان

أنى ولّيتَ وجهك، أو وتجوّلتَ تجدْ جمهور المدخنين. جمهور من كل الأعمار والفئات، صبايا وشبانا، أطفالا وكهولا، أصحاء ومرضى. لا تدخل سيارة أجرة أو مطعما أو مستشفى أو بنكاً أو حديقة أو تمشي في شارع أو مدخل بناية إلا وتجدهم معك وأمامك وخلفك، يحيطون بك كالسوار بالمعصم. يدخلون أنفك وصدرك عنوة. يلوّثون ملابسك وجلدك وشعرك بدخانهم. أفظع منظر رأيته في بنك عام: مدير البنك الكبير صاحب الصوت الجهير (باص) يدخن كل الوقت، وقد تخضّب شارباه وشعره بالدخان. دعك الآن من تخلّف البنوك وزحمتها وإرباكها المراجعين. تخيل أن الوكالة البنكية مثلا تحتاج إلى معاملة طويلة لا بد أن تغمس إبهامك بحبرٍ كُحلي صعب الزوال، والأصعب استدعاء شاهدين مع هويتيهما من خارج البنك، يرتعدان عندما تخبرهما بالأمر. البنوك الخاصة ليست أحلى بكثير اللهم إلا بصباياها وشبّانها، لكن التعقيد والتدخين سمتان مشتركتان في البنوك وكل الدوائر التي تعلّ القلب بكثرة الورقيات وبكلمة (ما إجا الأستاذ ليوقع الأوراق).

أعود قليلا إلى الوراء. ففي ذات محاضرة (إذا شئتم انزعوا النقطة عن الضاد) قبل عقدين من الزمان، تحدث طبيب مولد ظريف عن امرأة جاءها المخاض، ورفضت التعاون إن لم تعطَ سيجارة. وفي النهاية أعطَوها. تخيلوا هذا المنظر الكوميدي الأسود! تدخين في غرفة الولادة. وفي ذات يوم كنت مناوباً فيه في المستشفى استدعيت في الثالثة صباحاً لرؤية وليد ملأ الدنيا صراخاً مفزعاً، وعندما دخلت غرفته، لم أرَ أحداً بسبب كثافة الدخان. كان حضرة الأب الغرّ يدخّن طيلة الليل في المستشفى أمام سرير الوالدة والمولود، فلما أخرجنا الرضيع سكت.

برد شديد في البوينج 777

يا إخوة: تنتهي حريتكم المؤذية عندما تبدأ حرية الآخرين. لسنا بحاجة إلى قاتل إضافي في حياتنا.. يكفي تلوث البيئة (من زحمة الطرق، ومولدات الكهرباء، والمصانع…)، وضغوط الحياة.

مع طعام أهل الشام:

من الطبيعي أن يكرّم الضيف عند العرب عموماً بالطعام. وأهل الشام ليسوا أقل من غيرهم كرماً، على الرغم من الغلاء الفظيع الذي لا يتناسب مع الدخل. وبالمقارنة، وجدت معظم السلع أغلى من أبو ظبي. زميل لي آت من أميركا أخبرني أن السلع في دمشق أغلى، ورجل أعمال قابلته في الطائرة قال إنها أغلى من دبي أو تعادلها، إن استثنينا القيمة العالية للخدمات مثل إيجارات البيوت والمحلات والمدارس والكهرباء والمخالفات المرورية.

وبلا طول سيرة، دُعينا مرة إلى أكلة سجق (أمعاء الخروف المحشية) وملوخية على الطريقة الشامية وفتة لحم (لا تنسوا أن ذلك رافق أجواء عيد الأضحى). ويا لغناها بالدسم، ناهيك عن الملح. طعام لذيذ دون شك، لكن كاد يغمى عليّ من هذا الطعام، فتسطّحتُ على الأريكة طيلة الوقت (ولي وحدة حال مع الداعين) ولولا ذلك لوقعت. التوبة يا سادة!

نعم، طعام الشام طيب ولذيذ، لكن لا تثقوا كثيراً بقدرتكم على تحملها، وقد تجاوزتم الستين من العمر.

بين الأرمني سيروب والشامي أبو عبدة

مع الأدب والفن:

مع انشغالنا الشديد في هذه الزيارة، إلا أنه كانت لنا لقاءات جميلة، مع زملاء أطباء، وكنا أشرنا إليهم في مقال سابق، لكن الذي لم نذكره هو إهدائي لهم أحد مؤلفاتي في الأدب الساخر بعنوان (عالم من الشفافية). طبعا، واضح أنه لا توجد شفافية في العالم. وفي لقاء جديد مع زميلين عزيزين قبل سفري بأيام قليلة، استعرضنا أخبار الأدب والطب مع الدكتور منقذ حقي (نجل الراحل إبراهيم حقي رحمه الله)، ثم أخبار الأدب والطب والفن مع الزميل الجيولوجي وفنان النحت على الخشب شفيق الغبرة، وكانت سهرة جميلة أمتعنا فيها شفيق بخبرته في الكشف عن آبار المياه الجوفية والمعادن والبترول، لننهي السهرة باستعراض أعماله الخشبية المتناغمة مع أضواء بديعة، في هاتفه المتحرك، وعددها يكاد لا يحصى.

وقفة أخرى مع الأدب كانت في بيت أهلي، البيت الذي سكنه أخي الراحل إبراهيم رحمه الله، بعد دمار بيته في حرستا قبل نحو اثني عشر عاما. ماذا أقول عن كل زاوية في هذا البيت الذي عشت فيه، وعاش به أهلي، وأخي؟ حقيقة كانت مشاعر مؤلمة، وأنا أطالع مكتبة أبي وأخي، ووجدت فيها ذكريات أعرفها تمام المعرفة، كما وجدت بقايا من نسخ كتبي، فأخذت الزائد منها، أستفيد منه، وقد احترقت معظم كتبي في السابق، في مزرعة في ريف دمشق.

اثنا عشر يوما من القلق العالمي والمحلي:

إنها الحرب المفاجئة التي اشتعلت اثني عشر يوما، وأوقفت العالم على رِجلٍ واحدة، وأوقفت رحلات الطيران، فوقع المسافرون في حيص بيص. ولأننا مسافرون، رحنا نفكر في رحلة العودة، وإن لم نقلق كثيرا، فـ (اللي ببيت أهله على مهله)، والشام حلوة، لنفاجأ بانتهاء الحرب بكبسة زر من العم ترمب.

دبي في الليل

آخر المشوار.. حر لا يطاق

إنه السبت 28 حزيران 2025. حر خليجي لكن من غير مكيفات.. حر تتمنى معه أن يسكب عليك أحدهم سطل ماء بارد عفوا أو قصدا لا يهم، أو تغطس في بحرة من ماء عذب فتشرب وتشرب حتى الارتواء.
لم نفطر في بيتنا هذا اليوم. قررنا أن نتناول فتة الحمص (التسقية بالسمن) في مطعم شعبي قريب، في أول الطلعة الموصلة الى سوق الشيخ محيي الدين. الكهرباء مقطوعة، وجو المطعم الضيق عابق بروائح الحمص والفول الدافئة. سرعان ما تلافى المعلمُ الأمرَ بإشعال ضوء الاحتياط والمروحة، وعجّل لنا بطلبنا. البصل، رغم خطورة النعس، لا يقاوم، وكذا النعنع الشهي والمخلل، والختام بكأس شاي خمير تشعر معه أنك أمير.

بعدها مشينا في الشوارع لإنجاز التشطيبات النهائية قبل السفر، فتملّكنا عطشٌ شديد ونعاس، رحنا معهما نشرب بلا هوادة من قنينة حملناها معنا أول مرة، حتى إذا ما مشينا ربع مشيتنا المعتادة أحسسنا أننا بحاجة إلى استراحة، وهذا ما كان في محل عطور سيزار في الشعلان، حيث التكييف والكراسي المريحة والماء البارد وروائح ما تشتهي من العطور. وبعد أن استقر بنا الحال، وعادت قوتنا، خرجنا للمشي في سوق الصالحية. كان عدد رواده قليلا في الظهيرة، وليس كما كان يعرف عنه. ولما وجدنا أنفسنا قرب محل الأرمني الشهير سيروب، تناول كل منا شطيرة سجق شهية، لينتهي بنا الحال عند محل عصير أبو عبدة الشهير، والمزدحم ظهراً بعدد كبير من البشر، جالسين وواقفين، وجاءت جلساتنا قرب صبيتين كرديتين حسناوين أتيتا من القامشلي، وتدرسان في بيروت، فكان معهما حديث ودي قصير، اتجهنا بعدها إلى بيتنا.

وفي المساء هب هواء لطيف بارد، كأنه لغير اليوم الذي رأينا حره اللاهب، فتمشينا من جديد في الصالحية وحديقة السبكي، ثم عُدنا مريضتنا في بيتها للوداع، وكان أن ضيفتنا أختُها جبنة بلدية طيبة مع البطيخ الشهي، لنعود بعدها إلى بيتنا ونكمل توضيب الأغراض حتى الثانية ليلا.

وفي الصباح أفقت مبكرا، ومن حسن الحظ أن الكهرباء أتت، فأنجزتُ غسلة إضافية كيلا تبقى ملابس متسخة، وبعد الإفطار وقفل الحقائب، رحنا ننتظر السائق الذي سيوصلنا إلى بيروت.

ومع السائق الذي كان في عمر أولادي، ودعنا بيتنا وحارات دمشق، شارع الحمراء، ثانوية ابن خلدون، فندق الفور سيزن، التكية السليمانية، فندق الداما روز، ساحة الأمويين، أوتوستراد المزة، باتجاه طريق دمشق بيروت، الذي يفرق يمينا نحو الزبداني وبلودان، ويسارا نحو بيروت.

الحركة السلحفائية في مركز المصنع الحدودي ومطار الحريري

مررنا بكل سهولة ويسر من مركز الجديدة الحدودي، حيث التكييف اللطيف وغياب الازدحام، وما عدا متسوّلة محترفة التصقت بنافذة السيارة لم توجد مشكلة.

المشكلة ظهرت مع الأسف في الطرف اللبناني، في ظاهرة جديدة. الازدحام شديد كأنه يوم الحشر (مع أن السائق أخبرنا أنه لا يقاس بالزحمة المعتادة الواصلة حتى الشارع!) والحركة ملمترية كل نحو دقيقة. هناك إجراء جديدة يتمثل بطابع مليوني، قيمته للشخص الواحد مليون ل ل (12.5 دولار)، بعد ختم الإقامة عند الضابط المسؤول، مما يخلق مزيدا من الزحمة والبطء. تكفّلت بذلك زوجتي، التي صادفتْ صديقة طيبة من جماعة 1984 والتي سهلت مهمتنا، فيما بقيتُ أنا في الزحام كيلا يضيع دورنا. وأخيرا، وبعد طول تقليب للورق، كأنك متهم أمام قاضي التحقيق، ختم الموظف جواز زوجتي السورية، فيما طلب مني الذهاب إلى الكوة الأخيرة (كوني صاحب وثيقة)، ولولا إشفاق موظف آخر رأى الوضع فأنجز مشكوراً المعاملة، لكان علي أن انتظر مدة طويلة في زحام رأيت أنه يستحيل عليّ اختراقُه.

في الطريق بعد المصنع، معاملات ورشىً، وعدة كيلو مترات من بيوت الصفيح المهترئ يبدو أنها لعمال سوريين وعائلاتهم يعملون في المزارع والمصانع.

زحام جديد في مطار رفيق الحريري:

ها نحن أولاء أخيراً في مطار رفيق الحريري. وصلنا أربع ساعات قبل موعد انطلاق طائرة الإمارات.

فتحت المنصة لوزن الحقائب في الثالثة والربع عصراً، وكانت الموظفة الشقراء الجميلة لطيفة. كان الوزن الذي معنا أقل من المطلوب بسبعة كيلوغرامات، وجلّ ما نحمله مواد غذائية مختلفة تذكرنا بالشام ورائحة البلد (ملوخية، بامية، جوز، تين مجفف، مربى المشمش من الجولان، بهارات، قهوة، وبعض أدوية ضرورية)، وما إن انتهينا حتى أدركنا الزحام الشديد. مثله غير مألوف على هذه الصورة، ربما بسبب اضطراب الإثني عشر يوماً التي (تنذكر وما تنعاد). المشكلة أنه لا يوجد مقعد واحد للاستراحة، فقضينا ثلاث ساعات بين وقوف مضنٍ وقرفصاء، تمنيت معهما لو أن يداً رحيمة تحملني وتحمل كل من هو متعب من طول الانتظار. على أننا لن نطلب هذا الترف من لبنان المتعب هو أيضاً بعد طول عناء.

حاولت استعطاف موظفٍ فكان ردّ فعله ناشفا! وبدأ (يلحش كلاما) إذ ميز لهجتي بسرعة. عيب أن أقول ذلك وقد عهدت كل اللطف والمهنية في السابق، ولكنه حدث. ليس من طبعي السكوت، فـ (لحشت له كلمة) بدا لي أنه لم يفهمها، والحمد لله، وهنا نعرتني زوجتي في خاصرتي كيلا أستمر بالتعاطي معه، لنستسلم لواقع يفوق التصوّر. طبعا، لا بد أن يتشاطر بعضهم ويتجاوز الدور، بدعوى أنه فوجئ بالأمر، عدا من يمرّرهم أحد الموظفين لسبب ما، مفهوم مثل أهل الكراسي المتحركة، أو غير مفهوم لناظرينا، والمعنى في بطن الشاعر.

إلى طائرة الإمارات، وفارق مهم في مطار دبي:

بقيتْ ساعةٌ واحدة تقريبا للإقلاع، وهي الساعة الحاسمة، ومن فرط تعبي استلقيتُ على مقاعد فارغة بعض الوقت، استرددتُ معها بعض قوتي، لأدخلَ حمّام المطار (وكان نظيفا رغم قدمه) وأغسلَ وجهي بماء بارد، وأعود إلى قاعة الدخول 23، التي تم تغييرها إلى 21 قبل نصف ساعة من الإقلاع. واضحة قلة الحاضرين، أين اختفوا؟ أول مرة ندخل الطائرة الرابضة على أرض المطار مبكرين، ترافقنا ترحيبات المضيفات والمشرف على الباب، ثم في الداخل، لنستقر في الصف 34 الأيمن من البوينج 777 الإماراتية. بقي مقعد خال بيننا، استغلته زوجتي لتنام فيه، بينما رحتُ أراقب تكاثر عدد الركاب وحركة المضيفات مثل نحلات عاملات، وأدعو الله أن يبقى المقعد فارغا، وقد كان.

ركاب الطائرة دونهم عددا في كل مرة وإن تكاثروا بعد قليل. يبدو أنهم كانوا عالقين في زحمة التفتيش الأمني الدقيق جداً والذي تخلع فيه الأحزمة (دون الأحذية هذه المرة).

جو الطائرة بارد جدا حتى إنني لبستُ الملابس الاحتياطية واللفحة، واستعنتُ بالحرام الجاهز في مقعد الطائرة. مضى بعض وقت في الحديث مع رجل أعمال سوري متجه إلى دبي، جلس في مقعد قريب، كان مفترضاً أن يحل محل زوجتي عند النافذة. كان صاحب ذوق، وكذا المضيفة المغربية التي أتاحت لنا الجلوس بحرية ما لم يكتمل العدد.

كان النعاس يداعب عيني فلم أنتبه كثيراً للإقلاع والحركة، حتى جاءت عربة الطعام. اخترت لنفسي وجبة دجاج مع صلصة بندورة وخضار ورز، واختارت زوجتي وجبة لحم بقري مع أرز وسبانخ. لا أدري لماذا لحم الخراف أو السمك نادر على الطائرات. المهم، كانت وجبة ساخنة طيبة، مع تبولة، وقطعة جبن، وأرز بالحليب تعلوه طبقة من مربى المشمش، وقطعة شوكولاتة. وفي الوقت الذي كنت أجد نفسي فيه صاحياً، رحت أكتب لكم، حتى هبطت الطائرة مبكرة نحو ثلاثة أرباع الساعة عن موعدها. لعل الأجواء السورية ناسبتها أكثر وقللت مدة الطيران.

وكالعادة وقف الناس قبل استقرار حركة الطائرة، فيما بقينا جالسين. هي دقائق قليلة بين أول الخارجين وآخرهم، وودعنا بمثل ما اسقبلنا به من حفاوة وترحيب، لندخل مطار دبي البهي، الواسع الجميل، ولنمشي هذه المرة نحو 1 إلى 2 كم باتجاه الجوازات. لم يحدث هذا من قبل، إذ إن هناك ناقلة تأخذنا في العادة. لم يحدث أيضاً أنني أضعت زوجتي بعد دخولنا الحمّام. خرجتْ قبلي ولم أعلم، فيما رحت أنتظرها، ولما (استعوقتها) سألت سيدة شامية أن تساعدني في الكشف على الحمام. كانت سيدة بهية الطلعة رائعة اللطف. نادت ونادت، وما من مُجيبة. هاتفها مقفل، فرحتُ أركض بحثا عنها، إنما ركضت عكس الاتجاه (وقد فتل رأسي). ومشيت، ومشيت، ومشيت، بمساعدة الشريط المتحرك أحياناً، وهي بعيدة، حتى اتصلت بي. في الطريق رأيت سائق عربة توصيل المسافرين في المطار، وكان باكستانيا جميل الهندام، فرحت أسترشد منه، وعندما عرف أنني قادم من بيروت، سأل بدهشة: أهي بخير؟

ومشيت من جديد مطولا ونزلت درجين متحركين أو ربما ثلاثة، حتى وصلت قاعة الجوازات الضخمة، وقابلت زوجتي. وآه كم هي قاعة مرتبة. ولأن جوازاتنا لا يقبلها المسح الإلكتروني، تم توجيهنا إلى مكان قريب، اجتمعت فيه ألوان من البشر، من أفريقيا وآسيا، وكان الصف طويلا بعض الشيء، وهنا حدثت المفاجأة التي تجدر مقارنتها مع مطار الحريري، ناهيك عن فروق كثيرة.

حقيقة أنا لا أتمارض ولا أدّعي التعب، ولكنني كنت متعبا بالفعل، وقدماي بالكاد تحملانني. يوم السفر وما قبله يوما شدة. هنا جلست القرفصاء لأستريح، فإذا بموظف المراقبة المصري ينتبه لي ويناديني للخروج من الصفِ مع زوجتي، ثم ليرسلني إلى موظف الجوازات المبتسم مع أننا صرنا في منتصف الليل. رحب بنا الرجل وقام بواجبه، وكانت بصمة العين كافية للمرور دون (تخليق أو تمحيص أو تشكيك).

الجو خارج المطار يشبه (الساونا) لكن كل شيء مرتب وجميل. يقودنا سامي إلى العين بانسابية عالية تكاد لا تسمع معها صوت احتكاك العجلات بالطريق الدولي الرائع. لا عقبات ولا حفر، حتى وصولنا البيت في الثانية بعد منتصف الليل. الجو في البيت يشبه الفرن، لكن حماما بماء دافئ (لا يوجد غيره) وحبتي بروفن (وأنا لا أحب الأدوية عادة) ومغنيزيوم كفيلتان – مع مكيف يعمل بكل طاقته – بنوم هادئ.

استيقظت نحو السابعة والنصف صباحا، نشيطا يقظا، هادئ البال مستريح العضلات. تجولت في حديقة المنزل الصغيرة، فما رأيت سوى نبتات الصبّار صابرة على حرّ الزمان. باقي النباتات أدركها الجفاف. ترى هل دعي صباراً لصبره على ظروف الدهر؟ بعدها دخلت وتناولت فطوري: زيتونا سوريا أسود من قليل جلبناه معنا، وزعتراً أردنياً مع الزيت، وجبنة كانت في البراد، مع الشاي المعطر بعطرة جلبتها معي ذات يوم من بيت عمتي في حلب.

لم يبق شيء أفعله بعدما رتبت بعض الحاجات، والقوم نيام، سوى الالتحاق بالعيادة مع أنني لم أتوقع ذلك. زارتني قبيل الظهر سيدة عالجتها رضيعة، ومعها وليد وطفلة ابنة سنوات، واتصلتْ أخرى تشاورني: أتأتي بولدها الساخن أم لا؟ وهأنذا أكاد أغلق العيادة في الدوام المسائي، والسيدة لم تأت، فيما أتاح لي هدوء العيادة أن أتم مقالي لكم. دمتم بخير وعافية.

الحادية عشرة ليلا، العين في 30 حزيران 2025

أخبار ذات صلة

في جولته على 3 مصانع للأدوية.. جو عيسى الخوري:  الأدوية صناعة لبنان مستواها عالميوعلينا دعم انتاجنا الوطني  …
محليات

في جولته على 3 مصانع للأدوية..
جو عيسى الخوري:
الأدوية صناعة لبنان مستواها عالمي
وعلينا دعم انتاجنا الوطني …

01/07/2025

...

توقيع اتفاقية شراكة بين مؤسسة الحسين للسرطان وشركة التأمين الوطنية…
محليات


توقيع اتفاقية شراكة
بين مؤسسة الحسين للسرطان
وشركة التأمين الوطنية…

01/07/2025

...

بنك الاعتماد اللبناني يُطلق خدمة لتحويل الأموال الدولية بالتعاون مع ماستركارد Move..
محليات


بنك الاعتماد اللبناني
يُطلق خدمة لتحويل الأموال الدولية
بالتعاون مع ماستركارد Move..

01/07/2025

...

جو عيسى الخوري يجول  على 3 مصانع أدوية لبنانيةوجاك صراف يُؤكّد انخفاض فاتورة استيراد الدواء 40 بالمئة…
محليات


جو عيسى الخوري يجول
على 3 مصانع أدوية لبنانية
وجاك صراف يُؤكّد
انخفاض فاتورة استيراد الدواء 40 بالمئة…

30/06/2025

...

تحميل المزيد
المنشور التالي
الفرد يفقد خصوصيته في الجماعةويصبح صدىً لا صوتاً..د. الياس ميشال الشويري:“لا تستهنْ أبداً بقوة الأغبياء”..


الفرد يفقد خصوصيته في الجماعة
ويصبح صدىً لا صوتاً..
د. الياس ميشال الشويري:
"لا تستهنْ أبداً بقوة الأغبياء"..

Tamin wa Masaref | by OnSups

  • سياسة خاصة
  • الأحكام والشروط
  • تواصل معنا
يرجى الانتظار...

اشترك في نشرتنا الإخبارية

هل تريد أن يتم إعلامك عند نشر مقالتنا؟ أدخل عنوان بريدك الإلكتروني واسمك أدناه لتكون أول من يعرف.
اشترك في النشرة الإخبارية الآن
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • مصارف
  • تأمينية
    • شركات تأمينية
    • توعية تأمينية
    • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات

Tamin wa Masaref | by OnSups