• من نحن
  • تواصل معنا
Description of the image
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • مصارف
  • تأمينية
    • شركات تأمينية
    • توعية تأمينية
    • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • مصارف
  • تأمينية
    • شركات تأمينية
    • توعية تأمينية
    • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات
Description of the image
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • شركات تأمينية
  • توعية تأمينية
  • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات


روى مشاهدات غير سارة في العيادات
ودوّنها في مقال لم يَغِب عنه التأمين..
د. غالب خلايلي:
“اللعب” بالأسنان…خرّب الأسنان! (1/2)

2025/05/07
- خاطرة
روى مشاهدات غير سارة في العياداتودوّنها في مقال لم يَغِب عنه التأمين..د. غالب خلايلي:“اللعب” بالأسنان…خرّب الأسنان! (1/2)

غياب القاطع الأمامي الأيمن..

د. غالب خلايلي

لطبّ الأسنان بلا شكّ شأنٌ مهم، فالأسنانُ واجهةُ الإنسان، وسبيلُه الأهمّ إلى التغذية السليمة، ناهيك عن أنها فاتحة أمراض كثيرة وخطيرة، وألمُها المضني لا يطاق.

على أنني، من الناحية الطبّية، لستُ على وُدّ صافٍ مع بعض أصحاب هذا الاختصاص، ولي أسبابي التي لن تمنعَني من إنصاف الزملاء، وبعض هؤلاء قمّة في الأدب والأداء.

أما سبب اللا ودّ الطبي فربما كان خوفاً فطرياً من العبث بالأسنان، زاده تصرّفُ طبيبٍ عرفتُه طفلاً في إحدى ضواحي دمشق الشرقية، يوم كانت غوطةً غنّاءَ وقبلةً للناظرين، قبل أن تصبحَ جحيماً معمارياً صناعياً، ثم تتهدّمَ في الحرب الضروس. ذلك الطبيب، كان في ستينيات القرن الماضي من الأطباء القلائل، امتلاؤه الواضح ووجهه المدوّر المشوب بالحُمرة يَشيان بأنه طيّب الضرس، فكم لقيتُه عند لحّام الحيّ، وهو الطبيب الجار ذو الحظوة، وأنا غريب الدار في درب الانتظار (1).

قلع الأسنان والشبابيك المضحكة:

على أنّ الصفات الشكلية ليست ذات شأنٍ في حديثي، إنما هي من باب تعريف القارئ بالأجواء. أما ما لم يرقْ لي فالعلاج الذي اشتهر به طبيبُنا ألا وهو “قلع الأسنان” أياً تكن الشكوى. لا أدري سرّ هذا التهوّر، ألأنّ (الدكتور) لا يريد أن يتعبَ نفسه بإصلاح أسنان يراها عبئاً على أصحابها وإدامهم الزهيد، أم لأنّ المنطقةَ ناشئةٌ وساكنيها بسطاء، فما من داعٍ لبذل الجهد؟

أنا لم أدخل عيادتَه ولا عيادة غيره مرّةً في طفولتي، لكنّ الذي جعلني أخشاه ما كنتُ أسمعه ثم ما حدث لزميلي في مدرسة الأنروا (ي) في الصف الثالث 1969، وهو ابن عائلة لاجئة مستورة، ذهب إليه لعلّةٍ في الضرس، فكان أن قلع له أجمل سنّين (الثنيّتين العلويتين – القاطعين المركزيين) اللتين ظهرتا حديثاً ولا عيب فيهما على الإطلاق. “جريمةٌ” تقترب “بكُفرها” من درّاجٍ أهوجَ ضرب أخي الأصغر بخمس سنوات أمام الفرن دائم الازدحام نحو عام 1972 فأطاح بثنيّتيه العلويتين الحديثتين، مما جلب كآبةً عميقةً لأبي وكل البيت، لولا أن جاء خبر (استشهاد) جارٍ كالوردة في مساء ذلك اليوم. أما صديقنا (ي) فقد صار أكثر إضحاكاً بهيئته الجديدة، مع شبّاكين كبيرين ينفتحان كلما ابتسم أو ضحك، فنضحك وإياه من أعماقنا.

وكيلا نظلم طبيبنا كثيراً، أخبركم أنني رأيت لاحقاً سياسة قلع الأسنان سائدةً عند عدد من الزملاء والزميلات في العين وغيرها، قبل أن يستفيق الجمهور على أهمّية أسنانه.

صرير ليلي وعذاب.. وسيليكون واقٍ

الأطباء وبلاء سوء التعقيم:

ومع أن عنايتي السنّية لم تكن مثلى في صغري، إلا أن أسناني كانت بحمد الله قويّة. هذا ما أكّده طالبُ دراساتٍ عليا في جامعة دمشق، أتى إلى ثانوية ابن خلدون عام 1977 وفحص أسنان كل التلاميذ. يبدو أن طعامنا الأول (المتوسطي) كان أصحّ بكثير من طعام حاضرنا (الغربي)، مما جعل الأسنان لا تتأثر.

لكن الحياة لا تمضي من غير أوجاع، إذ بدأت معاناتي مع ظهور أضراس العقل متأخّرة، وكانت تخرج منخورةً رغم العناية!. ومع ذلك فضّلتُ الألم المعاود، إلى أن عملتُ طبيباً في العين، فتحمّستُ ودخلتُ ودّياً عيادةَ زميلة عربية في المستشفى 1989 (وكانت الأريحيّة سائدة)، لكنها فاجأتني بعد انتهاء العمل بقولها: إن التعقيم، لكثرة المرضى، غير دقيق دائماً! ما أشدّ قولَها على النفس ونحن في بدايات عصر الإيدز.

وعلى الرغم من زياراتي النادرة، بقيت فكرة سوء التعقيم هاجسي على مدى عقود، خاصة أنني رأيت زملاء وزميلات يلبسون (القفاز) ذاته لكل المرضى من بداية الدوام حتى نهايته، وكأن الغاية هي حماية أيديهم لا مرضاهم، إذ لا يقيمون قيمةً لأصول التعقيم، تلك المقدّسة في الطبّ، ولنا بها عين سريرية معتادة على إجراءاتها منذ الاختصاص في الشام (إذ كان مستشفى الأطفال عالي الأداء)، ولهذا نلحظها بسهولةٍ لا ينتبه لها المريض العادي ولا كثير من الأطباء غير المدرّبين في أماكن جيدة، وهنا أذكر للقراء أن في المستشفيات المحترمة فرقَ مراقبة للتعقيم وانتشار الإنتان Infection Control Committees، لا يستهان بقوتها ولا قواعدها شبه البوليسية الصارمة، بدءاً من غسل اليدين وتعقيمهما بعد نزع الساعات والخواتم، ولبس اللباس الواقي وتغطية الأحذية، ووضع غطاء الرأس وقناع الوجه (الكِمامة)، في وحدات العناية بالخدّج ومرضى العناية المشددة، وفي غرف العمليات التي تخضع لقواعد أشدّ صرامة.

على أن خوفي بقي معي عندما احتجتُ قبل نحو ربع قرن مراجعةَ طبيبة أسنان في الشام، وكانت في الحقيقة طبيبة رائعة، في عيادتها المتواضعة، حال أغلب عيادات البلد. وقتَها طلبتُ أن أكون المريض الأول، ومع ذلك لم أرتحْ لما رأيته من طريقة التعقيم البدائية، والتي تقوم بها موظفة غير ذات اختصاص، فاشتعل قلبي بسبب مريض زائرٍ سبقني، وما هدأ إلا بعد عامين عندما أجريتُ تحاليل الدم من أجل الإقامة، منوّهاً إلى أنني لستُ شخصاً وسواسياً، اللهمّ إلا في تفاصيل عملي الذي أريدُه الأفضل.

طبيب الأسنان بعد قراءة تعليق المريض على الفيسبوك

صرير الأسنان وطبيب جديد:

ونسيتُ قصة الاشتعال، حتى عادت مرّة أخرى بعد عقد ونصف (نحو 2017)، في الشام، يوم قررت زيارة طبيب مدحه عددٌ من الزملاء (2). كانت مشكلتي وقتَها تآكل القاطعين العلويين الأماميين بحدود نصفهما بسبب صريرٍ ليلي عنيف عانيتُ منه، لا بد أن له أسبابه النفسية والوطنية والوظيفية (مشاكل العمل والترخيص) والحرارية (مشاكل الحرّ والتكييف). وعلى هذا لا يظنّن أحدٌ أن حياتنا ولو في الخليج سهلة، خاصة مع اضطرابات الأوطان، فإن لم تظهر في نهارنا ظهرت في نومنا على صفحات قلوبنا وأسناننا. كثيرون يعانون مشكلة الطّحن والصرير، إلى درجة أن أطباء الأسنان يضعون لهم عضّاضات “سيليكون” خاصة تمتص الصدمات كيلا تذوب أسنانهم.

ومع ذلك كنت متحمّلاً منظري لولا أن ابنتي الكبرى ريم أشفقت على ضحكتي، فقررتُ الذهاب إلى الطبيب. كان الموعد ظهر يوم صيفي دمشقي لاهب. حملتُ إلى (الزميل) بعض كتبي، وأنا أتوسّم خيراً دائماً في أن أجد قارئاً جيداً وسط كمّ مرعب من اللاهثين وراء المادة (برضاهم أو مجبرين) المنشغلين عن الثقافة. استقبلني (الزميل) أحلى استقبال في عيادته الجديدة ذات الغرف المتعددة و(المدوكرة Decorated) بإتقان. ضيفني فنجان قهوة، وسيجارة. كان الزميل مدخّناً عتيداً، والدخان يملأ عيادته. اعتذرتُ عن التدخين الذي أمقتُه، وقلت في نفسي: أتحمّل الجوّ حتى تصلحَ أسناني.

وتباسط الزميل معي، وحدّثني عن البلد والحرب وخراب عيادته الأولى، ثم عن البلدان التي زارها، والأشخاص المهمّين الذين عالجهم، والعطور الفاخرة، وبدا أنه رثى لحالي إذ رآني لا أجاريه بشيء. على أنه لم يقمْ بأي إجراء سنّي، حتى أتى مساعدُه الشابّ طالب الدراسات العليا منهكاً من مشوار في عزّ الظهيرة، فكان أن سلّمني له وقتَ مجيء الكهرباء، وأشرف عليه قليلاً ثم تركه، وعاد ليدخن ويشرب قهوته.

لا أدري كم مرّ من الوقت الثقيل، إذ أخذ الترميم نحو ساعة أو أكثر، وعندما انتهى، طلب مني الطبيب (بحضور معلّمه هذه المرة) أن أعضّ على ورقة رقيقة، مرّة، مرتين، ستّ مرات… وهو ينظر فيها ثم يقوم بالحتّ، حتى انتهى، وأخبرني أن أنتبه للعض، فلا أقضم شيئاً قاسيا أو متوسط القساوة (عدا تفاح الزبداني السكّري)، حفاظاً على ما صنع، ثم سلّمني لطالب آخر في غرفة مناظرة كي يقوم بتنظيف الأسنان. والمفاجأة غير المتوقعة هنا، عدا اللمس بالكفّ المطاطي لكل ما يخطر على البال أثناء العمل السني (ومن ذلك الهاتف ومفاتيح الحاسوب) دون تغييره، هي أن جهاز المصّ (الشفط Suction) لم يعمل إطلاقاً. ناور الزميل (وقام وحطّ كثيراً من الأنابيب)، بلا فائدة، وكم كان مذهلا بل مرعباً ما رأيتُ من انسطام الأنبوب وامتلاء خزان الجهاز عن بَكرة أبيه، بعدما أخذتْه الموظفة وفتحتْه في مغسلة صغيرة جداً قريبة، فإذا به متخمٌ بمحتويات فائقة السواد والعفونة!. وقد ساء الطبيب الكبير أن أرى المنظر، فراح يصيح مؤنباً الموظفة التي لا تصلح لأكثر من  بعض الأعمال المنزلية.

وخرجت، وبقيت خائفاً من مرضٍ قد ينتقل (والله الساتر)، أما المفاجأة الأكبر عقب الخروج بيومين فهي أن أحد القاطعين أخذ يتشقّق رغم التزامي بتعليمات الطبيب، فما قلتُ له ولا راجعته.

هل الحل السليم بسحب العصب؟

قلة الخبرة في التعامل مع الأمراض

طب الأسنان عدا عن أنه علمٌ متعدّد الاختصاصات، يأخذ الواحد منها سنوات تعادل سنوات البكالوريوس (تقويم، جراحة فكين، لثة، زراعة، ليزر، تجميل..)، هو فنٌّ ومهنة يدوية تتطلب كغيرها الأمانة والدقة والحذاقة وسرعة التصرف. لكن هذه الصفات لا تتوافر عند كثيرين، فيعيثون خراباً بأسنان الناس، ويشوّهون حياتهم. بعض أمراض الأسنان مثل الخُرَاجات خطيرة، خاصة وأنها بجوار الجيوب والعينين فالدماغ، وقد تنتقل الجراثيم بالدم إلى أي مكان. وعدا عن التورم الموضعي (والخد) والحمّى فإن الألم فظيع، ويتطلب تصويرا شعاعيا للأسنان (بانوراما)، وخبرة فائقة (فمثل كل خُرَاج لا بد من فتح طريق كي يخرج القيح، ويُراح جوف السنّ، ثم يعقّم قبل تدبير الخلل الذي أدى إلى الالتهاب). والأخطاء ههنا يقع بها الطبيب الجاهل أو المستعجل (والعدّاد شغّال)، فيسبب كارثة للمريض، إن لم يعقّم جيدا، أو قلع الضرس السليم بدلاً من المصاب، وقد رأيت مثل ذلك عند معارفي، مثلما رأيت أطباء يقومون بكل الأعمال (زرع الأسنان والتقويم..) دون اختصاص، فتبدو المسألة كالبيطرة في ….. الغجر، في غياب الضمير والرّقابة والمساءلة.

اللعب على التأمين وغياب الضمير مرة أخرى

شكا كثيرٌ من أطباء الأسنان القلّةَ حتى فُتحت طاقة التأمين بعد عام 2006 في منطقتي. فجأة ازدهرت عياداتٌ ميْتة، وافتتحت عيادات ومراكز سنّية لا تحصى، وظهرت علامات الثراء على زملاء ومستثمرين لا علاقة لهم بالطبّ (ولا آدابه)، فيما راحت تظهر علامات البلاء على المرضى.

كان التأمين في بداياته بغواً، فرآه زملاءُ مغارة علي بابا وقد انفتحتْ على مصاريعها، ومع أن سلطات التأمين لم توافق على استطبابات كثيرة (سيما التجميلية)، إلا أن بعض الأطباء تفنّنوا في اللعب على الحبال وفعل أشياء تغاير تشاخيصهم المراوغة التي ما من وسيلةٍ لكشفها في ذلك الوقت (حيث خضع الأمر للرقابة والتشديد لاحقا). وهكذا نُجرت أسنان جميلة، باسم التجميل الذي ما له من ضرورة في معظم الأحيان (اللهم سوى التفاخر والتباهي بالأكابرية!)، وسجّلت على أنها عمليات تنظيف وإصلاح، وعلى هذا قس.

لم يبالِ زملاء بالكسب الحرام (بتأمين أو بغيره)، ولا رفضوا استطبابات خاطئة بحزم (مثلهم مثل أطباء نَجْر الأنوف وحقن الشفاه وتغيير الخلقة..)، ولا شرح بعضهم للمرضى حقيقة الأمر وعواقبه، فكان هاجسهم المال، ولسان الحال يقول: المريض يريد بل هو مصمم، وإن رفضت أنا سيقبل غيري، فلم أفوت الفرصة؟

اللعب بالمرضى والمواد الطبية لتأمين الريع

ومع استمرار قوة المنافسة، تدنّت رواتب صغار الأطباء إلى حد كبير لا تفي بأساسيات الحياة، لا بل إن بعض الزملاء (من أصحاب الضمائر الحية الذين لم يلعبوا ويضللوا أو ينشروا فيديوات) اضطروا إلى بيع عياداتهم لمستثمرين أقوياء، ومن ثمّ العمل عندهم برواتب مقطوعة، قطعت حيلهم عندما لم يفعلوا ما طلب منهم. وماذا طُلِب؟ أن يُدخِلوا كل من يراجعُهم ولو لسبب بسيط في دوامة الحفر وسحب العصب (السليم تماما) وما إلى ذلك من ألعاب مؤذية لواجهة الإنسان ولعُمق استقراره في الصحو والنوم والطعام.

مشكلة أخرى تجب الإشارة إليها وهي جودة المواد الطبية المستخدمة وجودة العمل، وكم من مريض شكا من وقوع (حشوة الضرس) أو انكسارها بعد خروجه من عند الطبيب أو بعد أيام، إذ استخدمت موادُّ رخيصة لا دوام لها، أو لم يُجِدِ الطبيب التعامل معها، فكانت النتائج المخيبة للآمال، والمبدّدة للأموال.

يتوعد مريضه إن لم يرفع تأمين الأسنان

التجميل الذي انتشر كالنار في الهشيم

أما هذا التجميل فيا له (في معظم ما رأيت) من كارثةٍ حلّت بالناس الذي صغّروا عقولهم وصدّقوا ألعابه وترهاته، فصار اللعب بالأسنان –بفعل هبّة الوسائط الدعائية والطمع – سلوكا خرّب أسنان عدد كبير من البشر ولاسيما الصبايا، وجعلها غريبة، مشوّهة، تشبه الواقي الذي يضعه الملاكمون. لكن هنا، لا توجد ملاكمة ولا مصارعة، إلا إذا تغيّر شكل الحياة الزوجية اليوم! ومع ذلك تنكسر الأسنان بسهولة، بعد أن تم حفُّها وبردُها وتركيب طبقة لمّاعة فوقها، لا تلبث أن تفقد بريقها أو تنكسر عند تناول (فستقة)!. كيف إذن سيتم “اختبار كسر البندقة” في اختبارات العرائس؟! مطربات وممثلات ومذيعات معروفات (ومطربون وممثلون ومذيعون) لُعِب بأسنانهم، فصارت أجساماً غريبة في ابتساماتهم، فهل يمكن التراجع؟ الأسنان الدائمة تُخلق مرّة واحدة، وبغياب المرض، فإن بعض الافتراق بين الأسنان جميل، ولا يوجد غالباً ما هو أجمل من الأسنان الطبيعية.

كيف تخرّب أسنانك بالمجان؟

قرأتُ وأنا طالبٌ مقالاً مؤثراً بعنوان: “الأسنان مقبرة الإنسان”. ويا له من قولٍ قاسٍ، وددتُ لو أنّني لم أذكرْه لولا أن الأسنان المتخرّبة النَّخِرة، واللِّثات المُلتِهبة مفتاحٌ لعددٍ كبيرٍ من الأمراض، من التهابات في الرئة والقلب وغيرهما، وقد تكون خطراً على الأجنّة، ناهيك عن شكل الأسنان المفزع، وعن آلامها.

من المحزن أن يأتي شاب مقبلٌ على الحياة أو فتاةٌ كنوّارة الزهر، لديهما أسنان جميلة سليمة، ثم يأتي من يلعب بعقليهما من أجل عمل سنّي يجلب الابتسامة الساحرة لهما، تحت مسمّيات خلابة، مقابل عشرة آلاف دولار أو أكثر. هنا يبدأ الشيطان بالوسوسة إذا لم يكن المرء محصّناً وازنَ العقل (وهو غالباً كذلك)، فتبدأ رحلة التوهّم التي توحي أن اللعب بالأسنان يجلب الحظ والسعد ويفتح الأبواب المغلقة. وإذا لم يكن المبلغ متوفّراً يتردّد (الهدف)، لكنّ (خبراء التفاوض) يهوّنونها عليه، ويقنعونه بأن يدفع نصف المبلغ، ثم يقسّط الباقي على أشهر، فإذا قبِل، يكنْ قد وقع في الشبكة. وها هو ذا قد أزال الطبقة الحامية لأسنانه، وركّب فوقها طبقة تضيء مثل النيون الأزرق، وما عاد يستطيع عضّ تفاحة عادية، ولا أن يتسلّى بالبذور، لأنه يخشى أن تتكسّر الطبقة الجديدة، ناهيك عن ضرورة العناية القصوى بنظافتها، لأنها ليست بجودة الأسنان الأصلية… ولا رجعة.

كان بإمكان الأخوات العزيزات والإخوة الأعزاء تخريب أسنانهم بطرق بسيطة غير مكلفة، مثل التدخين والمآكل غير الصحّية من برغر ومايونيز وكولا وسكريات…، وهي كفيلة بنتائج مدمّرة.

مهنة صعبة وزملاء مخلصون:

لم تكن كل تجاربي العلاجية سيئة في دمشق العزيزة، فأحدث تجربتين لزوجتي ولي كانتا إيجابيتين مع طبيبين شاب وشيخ، عام 2023. واللافت، عدا الإتقان واللطف، هو رخص الأجور حتى بالمقياس المحلّي، فجلسة أسنان أرخص بكثير من “فرّوج بروستد” مثلاً، مما رأيته قصوراً بحقّ الأطباء النزيهين غير “المدولرين”، أما الأمر المزعج لكل الناس فهو ارتباط مواقيت العلاج بالكهرباء المقنّنة جدا، وبديهي أن طبيبا نزيهاً لن يستطيع خدمة عيادته بكهرباء دائمة (مولدات وغيرها).

إن مهنة طبيب الأسنان مهنةٌ صعبة تتطلب العلاج الفيزيائي للطبيب بعد يوم متعب من الوقوف بوضعياتٍ صعبة تؤذي العمود الفقري. زد على ذلك أن الطبيب يواجه أفواهاً مختلفةً كل يوم، لا شكّ في أن بعضها يثير الغثيان بسبب إزمان التهاب اللثة والتدخين والإهمال المزري أحياناً، ناهيك عن حالات الرضوض والحوادث الخطرة، وكذا المفاصلة، والتقتير على الطبيب من قبل القادرين، كما رأينا في مقال سابق. أما معالجو الأطفال فيواجهون حالات عضّ مؤذية جداً، ولا أظن أحداً يجهل قوّة العضة البشرية ولا أذاها.

آه كم لقيتُ من أطباء مخلصين متفانين، رزقهم كفافُ يومهم أو دون ذلك، لأنهم يراعون أحوال البشر، وهم يضعون مرضاه الله وراحة الضمير نصب أعينهم، ولهؤلاء وأمثالهم كل الاحترام والتقدير والرجاء الصادق بحسن العاقبة.

وإلى اللقاء في الجزء الثاني بعنوان (الأدب وطبّ الأسنان). طابت أيامكم.

العين في 5 /5/ 2025

هوامش:

– كانت والدتي رحمها الله تفضّل ذلك اللحام، دون أن تراه مرّةً، فهو الأطيب نَفَساً والأقلّ غشاً (وقيل إن اللحّام لا بد أن يغشّ حتى نفسه). وكانت إن أتيتُ بطلبها من عند غيره تعرف على الفور. هذا ولم يعش ذاك اللحام طويلا كما اكتشفت بعد عقد من تركنا للحي.

– قصة الصداقة ومدح زميل لزميله ليست دقيقة دائما مع الأسف، إذ يختلف التقييم بناء على المعاشرة في العمل لا في الحياة الاجتماعية.

أخبار ذات صلة

“الجشع في الطب” في الحلقة الأخيرة.. الدكتور غالب خلايلي: لا تنسوا جشع المرضى مع الأطباء…
خاطرة

“الجشع في الطب” في الحلقة الأخيرة..
الدكتور غالب خلايلي:
لا تنسوا جشع المرضى مع الأطباء…

01/05/2025

...

د. غالب خلايلي يتابع في حلقة ثانيةالإضاءة على “الجشع” في الطب:المستشفى الخاص سوبرماركت فخم!
خاطرة


د. غالب خلايلي يتابع في حلقة ثانية
الإضاءة على “الجشع” في الطب:
المستشفى الخاص سوبرماركت فخم!

28/04/2025

...

أسرار طبية خطيرة جداًيكشفها د. غالب خلايلي في دراسةمن ثلاث حلقات…الجشع في الطبّ (1/3)
خاطرة


أسرار طبية خطيرة جداً
يكشفها د. غالب خلايلي في دراسة
من ثلاث حلقات…
الجشع في الطبّ (1/3)

24/04/2025

...

قرصنة: من مأمني أُتيتُ… تقنيات في عملي الطبي أضحت أهمّ مني !
خاطرة

قرصنة: من مأمني أُتيتُ…
تقنيات في عملي الطبي 
أضحت أهمّ مني !

20/04/2025

...

تحميل المزيد
المنشور التالي
الأردن شارك في احتفالية مرورنصف قرن على إطلاق البطاقة البرتقاليةوحمل درع التكريم لعائلة أحد المؤسسين الراحل غالب أبو قورة..د. مؤيد الكلوب عن التكريم:مبادرة نبيلة لعمل دَعمتطوّر صناعة التأمين في المنطقة…


الأردن شارك في احتفالية مرور
نصف قرن على إطلاق البطاقة البرتقالية
وحمل درع التكريم لعائلة
أحد المؤسسين الراحل غالب أبو قورة..
د. مؤيد الكلوب عن التكريم:
مبادرة نبيلة لعمل دَعم
تطوّر صناعة التأمين في المنطقة...

Tamin wa Masaref | by OnSups

  • سياسة خاصة
  • الأحكام والشروط
  • تواصل معنا
يرجى الانتظار...

اشترك في نشرتنا الإخبارية

هل تريد أن يتم إعلامك عند نشر مقالتنا؟ أدخل عنوان بريدك الإلكتروني واسمك أدناه لتكون أول من يعرف.
اشترك في النشرة الإخبارية الآن
لا نتيجة
عرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • رسالة من المحرر
  • الحدث
  • المفكرة
  • مصارف
  • تأمينية
    • شركات تأمينية
    • توعية تأمينية
    • فتاوى تأمينية
  • ملف
  • مقابلات
  • مقالات
  • طب
  • فـي ميزان العدالة
  • منوعات
  • مؤتمرات

Tamin wa Masaref | by OnSups