خفافيش
فريق من المهندسين وعلماء الروبوتات في الجامعة السويسرية ينكّب حالياً على تطوير طائرة من دون طيار (Drone)، بغرض التغلّب على تحديات هبوط هذه المسيّرات على الأسطح غير المستوية. وبما أن للخفافيش قدرات طبيعية على الهبوط والتشبّث بالأعمدة الرأسية والأشجار والأشياء المستديرة الأخرى باستخدام أجنحتها كقابضَين، سعى الباحثون إلى استنساخ هذه المقدرة بتصميم Drone ، من دون طيار أُطلق عليها اسم طائرة «بيرس هاغ» Perc Hug مصمّمة للإنزلاق مباشرة الى الهدف والهبوط مع اصطدام متحكّم فيه، بحيث تجثم عن طريق لفّ أجنحتها حوله. تشتمل المكونات الرئيسة لـ “بيرس هاغ” على اجنحة قابلة للطي، وأنف مقلوب، وآلية إغلاق وفتح، وخطّافات، وزناد ثنائي الثبات، وذيل معزّز. وتتيح هذه الميزات مجتمعةً للطائرة الانتقال من الطيران إلى الجلوس بسلاسة.
وفي اختبارات صارمة، أثبت «بيرس هاغ» قدرته على الجلوس على أجسام رأسية مختلفة، بما في ذلك 6 أشجار مختلفة بأحجام واتجاهات متنوّعة. كما لوحظ قدرة على الجلوس بشكل موثوق به على مجموعة من الأسطح الرأسية.
تطوير «بيرس هاغ» يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة لتطبيقات طائرات الـ Drone من دون طيار في البيئات الصعبة، بحيث يُمكن للطائرات الجلوس على الأسطح العمودية وتعزيز عمليات المراقبة والرصد البيئي، وجهود الاستجابة لحالات الطوارئ. كما يمكن استخدامها لمراقبة الحياة البرية، ومراقبة صحة الغابات، أو توفير الوعي الظرفي في المناطق المنكوبة بالكوارث دون الحاجة إلى مناطق هبوط مسطّحة.
علاوةً على ذلك، يساهم هذا الابتكار في المجال الأوسع للروبوتات، من خلال إظهار كيف يمكن للتصميمات المستوحاة من الطبيعة أن تتغلب على القيود التقنية، ومن خلال محاكاة السلوكيات الطبيعية للحيوانات مثل الخفافيش، يمكن للمهندسين إنشاء أنظمة روبوتية أكثر تنوّعًا وقدرةً على التكيف، وقادرة على أداء مهام معقّدة في بيئات متنوعة.