الجهاز على ظهر الفأر
زلزال تركيا – سوريا لا يزال يستقطب اهتمام العالم أجمع، لا منطقة الشرق الأوسط فقط، تحديدًا منطقة الهلال الخصيب التي ارتجّت بكاملها. ومع أنّ المعلومات الأخيرة أفادت أنّ المسعفين وفرق الإنقاذ فقدوا الأمل بالعثور على أحياء تحت الأنقاض، إلاّ أنّ الأهالي الذين لم يعثروا بعد على أبنائهم أو أقاربهم أو أصدقائهم، لا يزالون مصرّين على متابعة عمليات الإنقاذ، لعلّ وعسى، إلى درجة أنّ عائلة أحد المفقودين اللبنانيّين طالبوا ولو بيد ابنهم المفقود لمعرفة مصيره لأنّ مثل هذه المعرفة تريح النفوس ولو إلى حدّ ما.
في جانب آخر، لا يزال العلماء الأتراك العاجزون عن توقّع الزلازل، توصّلوا مؤخّرًا إلى تجهيز حقيبة تحملها الفئران على ظهورها تتضمّن تقنية متطوّرة جدًّا يحدّد من خلال جهاز GPS مواقع الأحياء تحت الأنقاض بدقّة كبيرة، خلافًا لما يقوم به جهاز الـ GPS العادي. وتتضمّن هذه التقنيّة كاميرا عالية الدقّة، فضلاً عن ميكروفون حسّاس للغاية وسمّاعة تسمح لفريق الإنقاذ بالتواصل مع أيّ شخص موجود تحت الركام. ويتمّ استخدام هذه الفئران بالنظر لصِغَر حجمها، إذ تستطيع الوصول إلى مساحات لا يستطيعها كلب الإنقاذ، بالإضافة إلى أنّ لها حاسة شمّ قويّة تمكّنها من تتبّع أي شخص. ويكفي أن يتحدّد مكان أحد الأشخاص الناجين حتّى يصدر صوت معيّن وبذلك يكون الفأر قد أتمّ مهمّته بنجاح وسيفوز بمكافأة تنتظره في الخارج، وذلك وفقًا لخبر نشرته Sarku’l Avsat من Tribune Media. ويطلق على هذا المشروع بالتركية اسمKahraman Fareler .
يُذكر أنّ “مبنى المهندسين المدنيين” في مدينة قهرمان مرعش التركية، بقي صامدًا وسط الدمار، ويعود السبب إلى أنّ المهندسين القيّمين على بنائه قد أشادوه وفق المعايير العلمية ومن بينها معايير مقاومة الزلازل. حتى الزجاج لم ينكسر!