آلة لإستخراج النفط
ورشة عمل تحت عنوان “تأمين أخطار البترول والطاقة” برعاية Africa Re، استضافها الإتحاد المصري للتأمين يومي 4 و 5 تشرين الثاني (نوفمبر) في إطار سلسلة من ورش العمل المشابهة لدعم وتطوير سوق التأمين المصري. وقد حاضر في هذه الورشة، مدير إدارة اكتتاب الأخطار الخاصة بالشركة الأفريقية لإعادة التأمين حسينة أندرباتسيميسيترا، وذلك بحضور حوالى 100 مشارك من شركات التأمين العاملة بالسوق المصري ومن الهيئة العامة للرقابة المالية.
وبعد كلمة ترحيب وشكر خاصة بالاتحاد المصرى للتأمين، ألقاها د. طارق سيف الأمين العام الاتحاد، أعرب المدير الاقليمي للشركة الأفريقية لإعادة التأمين بمنطقة شمال شرق أفريقيا والشرق الأوسط جمال صقر عن سعادته بهذا التعاون المثمر، مؤكداً أن شركته (Africa Re) تحرص على رعاية مثل هذه الورش كجزء من مسؤولية الشركة تجاه السوق المصري الذي يعدّ أحد الأسواق المهمة. وبالمناسبة أعطى نبذة مختصرة عن الشركة التي يمثّل التصنيف الذي حصلت عليه من كبرى هيئات التصنيف العالمية، مشيراً، في ختام كلمته، إلى أن تأمين البترول والطاقة هو أحد فروع التأمين الهامة والمتشعبة والذي يندرج تحته العديد من التغطيات، ولهذا كان لابد من إفراد ورشة عمل متخصصة لإلقاء الضوء على هذا الفرع، مشيداً بما يتمتع به السيد حسينة أندرياتسيميسيترا من خبرة في هذا المجال، ما سيساهم فى تحقيق الغرض من ورشة العمل.
بعدها أخذ المحاضر السيد حسينة الكلام وتولى عرض المادة العلمية الخاصة بورشة العمل، انطلاقاً من
مقدمة عن أهمية البترول والغاز وإستخداماتهما في مجالات الحياة اليومية، موضحاً أن المصريين القدماء بدأوا في الإستعانة بزيت قار النفط لتحنيط موتاهم منذ العام 3200 قبل الميلاد. ثم قام بتقديم الشرح التفصيلي على النحو التالي:
-أولاً، كيف يتكوّن البترول والغاز الطبيعي؟ أجاب:
-يتكوّن البترول من بقايا العوالق والطحالب والنباتات وبقايا الحيوانات المدفونة في باطن الأرض والتي وُجدت قبل التاريخ منذ ملايين السنين، ودُفنت بكميات كبيرة في قاع البحر، أو البحيرة تحت ظروف نقص الأوكسجين. تُدفن المواد العضوية المخلوطة بالطين تحت طبقات كثيرة من الرواسب على مدار الزمن الجيولوجي بعد جفاف البحار القديمة. وتتعرّض المواد العضوية إلى مستويات عالية من الحرارة والضغط، ما يتسبّب في تغييرها كيميائياً وتحوّلها إلى بترول أو غاز طبيعي، علماً أن هناك ثلاث مراحل تتعلق بالبترول والغاز وذلك على النحو التالي: الاستكشاف، نقل الغاز وخام البترول، ومعالجة الأخير وتصنيع المنتجات التي تستخرج منه مثل منتجات البتروكمياويات والبلاستيكات وغيرها من المنتجات، وفقاً للتالي:
1-التنقيب وتحديد مواقع تواجد البترول. تبدأ مرحلة التنقيب من خلال علماء الجيولوجيا والجيوفيزياء، وهم خبراء في علم طبقات الأرض الذين يستخدمون معرفتهم بتكوينات الصخور للبحث عن المناطق المناسبة لوجود الحقول النفطية فيها. ففي الماضي، كان الجيولوجيون يحصلون على عيّنات من التربة عن طريق الحفر الضحل، تساعدهم في التنبؤ بموقع رواسب النفط، ومع التطوّر الحالي الذي شهد دخول التكنولوجيا والتصوير بالأقمار الصناعية وعلم الزلازل، بدأ الجيولوجين فى قياس التغيّرات في جاذبية الأرض ومغناطيسيتها والتي تدلهم على وجود النفط تحت الأرض والتي قد تساعدهم في معرفة الكمية المتوقّع استخراجها من هذه المنطقة.
2-التقييم. من خلال تلك المرحلة يتمّ تحديد كافة العمليات التي سيتمّ القيام بها والمعدات التي سيتم إستخدامها لإستخراج البترول.
3-حفر الآبار. يتم حفر الآبار وتركيب معدات استخراج البترول .
4-الإنتاج وتهدف هذه المرحلة إلى: رفع البترول إلى السطح، ومن ثم تجهيز السائل المستخرج لمرحلة التكرير.
–ثانياً، من هم أصحاب المصلحة (الأطراف المعنية) فيما يتعلق بالبترول والطاقة؟ أجاب:
-الحكومات التي تقوم بإيجاد البيئة التنظيمية لكل ما يتعلق بهذا النشاط. شركات البترول الوطنية التي تُعدّ أداة استراتيجية للحكومة في هذا المجال. شركات البترول العالمية التي تسعى إلى الاستثمار في المشروعات الكبرى. المقاولون الذين يقومون بتوفير المعدات اللازمة لعملية استخراج البترول.
-ثالثاً: ما هي أكبر أسواق التأمين في مجال البترول والطاقة؟ الجواب:
- سوق لندن الذي يُعدّ الموطن التقليدي لسوق التأمين البحري، والذي يتم من خلاله إكتتاب حوالي 60 إلى 65 من أعمال تأمين الطاقة العالمية، فضلاً عن أنه يضم نقابة لويدز، أهم معيد تأمين في العالم.
- السوق الاسكندنافية التي تضم النرويج والسويد وفنلندا والدنمارك. ويتسم هذا السوق بتقديم الطاقات الاستيعابية في مجال البترول والطاقة.
3-سوق شمال أميركا والسوق الأوروبية. لكن الاكتتاب المباشرة في نشاط البترول والطاقة، غير معروف، علماً أن السوق الأوروبية يعد موطن لكبرى شركات إعادة التأمين الرائدة (ميونيخ ري بألمانيا و سويس ري بسويسرا). ولهذا يقوم هذا السوق بتوفير الطاقة الاستيعابية لأسواق الاكتتاب المباشرعن طريق إتفاقيات إعادة التأمين.
4-سوقا الشرق الأوسط والشرق الأقصى، وهما يتمتعان بطاقة استيعابية قوية تساعد على الاكتتاب الناجح للأخطار.
–رابعاً، كيف تتمّ عملية الاكتتاب لوثيقة تأمين البترول والطاقة؟ والجواب:
-بعد تلقي الخطر، تطلب المعلومات، يجري تحليلها الفني وشروط التغطية التأمينية، ثمّ تحدّد الطاقة الاستيعابية وتقدّم للشركة التي تحدّد قسط التأمين وتغطية اعادة التأمين.
-خامساً، ما هو نطاق التغطية التأمينية؟ الجواب:
-تشمل الأنشطة المغطاة بموجب الوثيقة ما يلى: أعمال البناء والتصنيع، أعمال الشحن والتفريغ، النقل عن طريق البر أو البحر أو الجو، التخزين، القطر، أعمال التركيب والتوصيل و/أوالعمليات المرتبطة بها، الاختبارات وأعمال التشغيل والعمليات الأولية ، أعمال الصيانة، دراسات المشروعات والتصميم، وإدارة المشروعات واختبارها، مد الأنابيب وحفر الخنادق والتشغيل، التأخر في بدء التشغيل والمسؤوليات. وقد تشمل الأنشطة المغطاة أيضاً العواقب الناتجة عن عمليات الحفر، ولكن فقط عندما يتم الإعلان عنها وموافقة شركات التأمين عليها.
وتعتبر الوثيقة بمثابة تأمين منفصل في ما يتعلق بكل مؤمن عليه رئيسى بموجب هذه الوثيقة دون زيادة حدود مسؤولية مكتتبي التأمين.
-سادساً، ما هي خصائص أخطار البترول والغاز؟ الجواب:
-عالية القيمة، وفي كثير من الأحيان تكون طويلة الأجل، يتم التركيز على الأخطار بشكل كبير، عدد وثائق التأمين قليل نوعاً ما، ارتفاع قسط التأمين، نوع الأعمال يتسم بشدة الخطورة.
–سابعاً، ما هو دور وسيط التأمين في اكتتاب البترول والطاقة؟ الجواب:
-تحديد الأخطار، اختيار شركة التأمين، الحصول على وثيقة التأمين، تحصيل قسط التأمين من العميل وسداده للشركة، إنفاذ أي ملاحق متعلقة بالوثيقة، ويجب على الوسطاء التابعين للويدز التأكد من الالتزام بالمتطلبات التى وضعتها هيئة اللويدز.
وللوسيط أيضاً دور في إسناد الأخطار فى السوق عن طريق الإشعار الخاص بالوسيط “Brokers Slip”، مع تحديدها وذكرها بشكل نمطي، إجراء المفاوضات الأولية مع أحد الشركات الرائدة فى السوق وتأكيد قبول التغطية من خلال التوقيع على الاشعار.
–ثامناً، ماذا عن دور إعادة التأمين في تأمين البترول والطاقة؟ الجواب:
–توفير تغطية لأسواق الاكتتاب المباشر من أجل زيادة الطاقة الاستيعابية الخاصة بهم، علماً أن بعض شركات التأمين المباشر الدولية تقوم بأعمال إعادة التأمين أيضاً.
–تاسعاً، وماذا عن دور المعاين (مسوى الخسارة) في تأمين البترول والطاقة؟ والجواب:
-تحديد مسؤولية المكتتب، تحديد سبب الخسارة، تحديد حجم المطالبة، تحديد حقوق الطرف الثالث..
– عاشراً، ومن الذى يقوم بشراء تأمين البترول والطاقة؟ الجواب: شركات البترول والمقاولون.
–أحد عشر، ما هو أكبر حادث في مجال تأمين البترول والطاقة؟ الجواب:
انفجار منصة حفر ديب واتر هورايزن Deepwater Horozon، في 20 نيسان (أبريل) 2010 وما تلاه من حريق في منصة الحفر البحرية المتنقلة شبه الغاطسة ديب واتر هورايزن، المملوكة والمشغلة بواسطة ترانس أوشن والتي تنقب لصالح شركة BP في حقل نفط ماكوندو بروسبكت على بعد نحو 40 ميلًا (64 كم) جنوب شرق ساحل لويزيانا. أدى الانفجار والحريق اللاحق إلى غرق ديب ووتر هورايزون ومقتل 11 عاملاً وإصابة 17 آخرين. وأدى الانطلاق الفجائي الذي تسبّب في الانفجار إلى حريق في بئر نفط وتسرب نفطي ضخم في البحر في خليج المكسيك أيضاً، الذي يُعدّ أكبر تسرب نفطي بحري عرضي في العالم، وأكبر كارثة بيئية في تاريخ الولايات المتحدة.
وفي 16 حزيران (يونيو) 2010، وافقت شركة BP على تخصيص 20 مليار دولار أميركي احتياطي لدفع المطالبات الخاصة بالأضرار الاقتصادية للأفراد والشركات المتضررة من التسرّب النفطي.
وفي ختام ورشة العمل شكر كل من الدكتور طارق سيف الامين العام للاتحاد المصري للتأمين، وعبد الغني رحال مدير مساعد الاكتتاب والتسويق بالشركة الأفريقية لإعادة التأمين السادة المشاركين كما اعلن امين عام الاتحاد عن مجموعة اخري من ورش العمل سوف يتم عقدها.