الراحل الكبير
قطاع التأمين في العالم أجمع وليس في لبنان فقط، خسر أحد وجوهه البارزين في المهنة هذا العام و قبل ايام، هو المرحوم ايلي نسناس، المدير العام لشركة “أكسا الشرق الأوسط” وشقيق توأمه الروحي البريزيدان روجيه نسناس، رئيس الشركة اياها والمدير العام لشركة “غلوب مد” لإدارة الملفات الإستشفائية. وبرحيل ايلي نسناس الذي كانت له جولات وصولات في قطاع التأمين اللبناني والذي تولّى انهاء مبنى ACAL الذي انطلق بناؤه مع المرحوم ابراهام ماتوسيان، الرئيس الأسبق، ستكون جمعية شركات الضمان في لبنان، كذلك “غلوب مد” الذي هو أحد أعضاء مجلس إدارتها، الأكثر خسارة من هذا الرحيل الذي فاجأ الجميع، وأوقع عائلته وزملاءه وأصدقاءه ومحبيه في صدمة لم يستفيقوا منها بعد ! وكان يكفي أن ينتشر نبأ وفاته حتى تضجّ منصّات التواصل الإجتماعي برسائل التعزية والإشادة بمزايا الراحل وعطاءاته، سواء في أكسا الشرق الأوسط أو في ACAL أو أي عمل آخر كان يقوم به. ومن الكلمات التي قيلت في غياب الراحل الكبير، هذه الكلمة الوجدانية لرئيس تحرير الموقع نعيد نشرها على صفحات “تأمين ومصارف”..
ايلي و روجيه التوأم الروحي
إنها خسارة أصابت الجميع: العائلة الصغيرة وعائلة “أكسا الشرق الأوسط” الكبيرة، وأصابت، بالتأكيد، الأقارب والأصدقاء والمحبين ونحن معشر الصحافيين الذين تعاملنا معه وعرفنا هذه القامة التي تميّزت بصفات نادراً ما جُمعتْ في شخص: كان مهنياً بامتياز، وكان خلوقاً بامتياز، وكان قريباً من الجميع، بكل ما في الكلمة من معنى. وكان ودوداً متواضعاً أخاً وصديقاً، وهيهات أن نقصده بخدمة، فهو لها وكانت الخدمة سعادة بالنسبة اليه لا واجباً، هو الممارس المواظب للتعاليم السموية بحق وجدارة.
أذكر يوم قصدني معزياً بوالدتي، وكان برفقة الشقيق الأكبر روجيه نسناس، نظر اليّ وقال: “امك ستغيب عنك جسدياً، ولكنها معك دائماً، وهي ملاكك الحارس في السماء تطلب منها فتستجيب، وستعرف أنها بجانبك تتحدث اليك وتتحدث اليها”، وهذا الى حدّ بعيد ما حصل. ومنذ ذلك النهار، كلما كنت أقدّم التعازي بأم، أروي لأبنها او لعائلتها ما قاله لي ايلي نسناس، وكم كان صادقاً في قوله. صحيح أنك، روجيه نسناس، فقدت توأمك الروحي، ولكن ثق انه سيدعمك من عليائه، ويكون دوماً الى جانبك. تماماً كما الأم الراحلة التي تبقى سنداً لإبنها. لقد فقدت شقيقاً وسنداً وفقدت عائلته زوجاً وأباً، ولكننا فقدنا جميعنا أخاً.
نحن، اذن، في الخسارة متساوون.
رحمة الله عليه، فالدمعة التي نذرفها، وأنت ونحن نتحضر لوداعه غداً، يستحقها، وهذا قليل بالتأكيد!
فضلو هدايا