فادي الشرقاوي… رغم الجائحة وضع التأمين لا بأس به
لا يزال الهمّ الاستشفائي هذا العام يتصدّر قائمة هموم أكثريّة اللبنانيّين نتيجة خوف كبير يتملّكهم هو عدم قدرتهم على تجديد بوالصهم الاستشفائيّة، بسبب مطالبة شركات تأمين تسديد قيمتها بالدولار النقدي، ما قد يصعب عليهم تنفيذ هذا الطلب. وبإزاء هذا الواقع الذي بات يشكّل قضيّة اجتماعيّة بامتياز، سارعت لجنة مراقبة هيئات الضمان ICC إلى إصدار “إرشادات” للشركات ألزمتها الاقتداء بها، وإلاّ تعرّضت الشركة المخالفة لعقوبات. ومع أنّ جمعية شركات الضمان لم تبدِ رأيًا بعد بخصوص هذه “الإرشادات”، إذ أنّ أحد بنود هذه الأخيرة أكّد أنّ لا علاقة للمؤمّن له بتسديد أيّ فروق للمستشفى، بل هذا التسديد منوط بالشركة الضامنة حصرًا.
ومتابعة لحوارات أجريناها مع مدراء تنفيذيّين في شركات تأمين لبنانيّة لمعرفة توجّههم في هذا السياق التقينا الرئيس التنفيذي لشركة “بلاتينوم” لوساطة الإعادة السيد فادي الشرقاوي لمعرفة رأيه في البرنامج الاستشفائي هذا العام، من منطلق خبرته الطويلة في هذا المجال في شركات تولّى إدارتها سابقًا، علمًا أنّ “بلاتينوم” من ضمن مجموعة “فيدليتي” الرائدة في البرنامج الاستشفائي، ومن هنا طرحنا عليه سؤالَيْن عن هذه الشركة.
مع فادي الشرقاوي، أجرينا هذه الدردشة التي ننشرها على سجيتها…
س: ما هو الحلّ الأنسب للبرنامج الاستشفائي هذا العام في ظلّ الوضع الاقتصادي المأزوم ومطالبة بعض الشركات تسديد ثمن البوالص بالدولار النقدي؟
ج: نعيش اليوم في ظلّ اقتصاد مبني على الدفع النقدي، مع الأسف، بعدما تحوّلت المصارف إلى آلات صيرفة ولم يعد أحد يثق بمنهجيّتها إلى درجة أنّ من لديه دولارًا “فريش” في المصرف، يعمد إلى سحبه ووضعه في خزنة مصرف أو في مكان مأمون في منزله.
شخصيًا، لا أرى سببًا كي يكون قطاع التأمين مختلفًا عن القطاعات الأخرى. فإذا أراد أحدهم شراء هاتف خلوي فهو مُجبر على الدفع نقدًا وبالدولار، تمامًا كأيّ منتج الكتروني آخر، على سبيل المثال، وقس على ذلك. هذا في ما خصّ الالكترونيّات وسواها، فماذا نقول عن بوليصة استشفاء لا يمكن الاستغناء عنها، بل هي ضرورة ماسة؟ لقد بدأت المستشفيات منذ الأوّل من كانون الأوّل (اكتوبر) الماضي، تُصدّر فواتيرها بالدولار الفريش، وهذا أمر، برأيي، لا بدّ منه، خاصة أنّها كانت تستوفي مستحقّاتها بــ “اللولار”، وكانت تطلب فروقًا ليس بمقدور أحد مراقبة دوافعها. لذلك، من الأفضل للجميع: شركات تأمين، مستشفيات، مختبرات وغيرها أن تقبض بالدولار النقدي، وهذا التوجّه، كان يجب أن يحصل منذ أكثر من سنة.
س: لكن هذا الخيار قد يتسبّب بأزمة اجتماعيّة لأنّ كثيرين قد لا يحصلون على تغطية… ألا توجد خيارات أخرى؟
ج: للشعب اللبناني ميزة هي أنّه يشتري هاتفه وسيارته وتلفزيونه قبل أن يؤمّن طعامه وحاجاته الأساسية. برأيي، أن التأمين هو الحاجة الماسة اليوم ولا يمكن الاستغناء عنه، لذلك على كلّ شخص أن يؤمّن بوليصته التأمينية الاستشفائيّة قبل أن يشتري سيارة أو هاتف أو أيّ شيء آخر يمكن الاستغناء عنه. ثمّ لماذا يجب أن تكون أسعار البوالص مختلفة عن أسعار ما تبيعه القطاعات التجارية خاصة أن شركات التأمين، في الوضع الحالي، لا تجني أية أرباح؟
س: هناك بعض الشركات التي ستتقاضى 30 بالمئة من سعر البوليصة باللولار و70 بالمئة بالدولار فريش. هل تعتبر ذلك خطأ؟
ج: نعم، لأنه في هذه الحالة، سيضطرّ المؤمّن إلى دفع فروق للمستشفى أو للمختبر! ومتى يقبل بهذه الصيغة من شركات التأمين، يعرّض الشركة، كما الزبون للأذى.
س: بالنسبة لانفجار مرفأ بيروت، هل سوّيت الأوضاع مع شركات الإعادة وعاد كلّ شيء إلى طبيعته؟
ج: طبعًا، كلّ شيء عاد، كما في السابق، وقد دُفعت مبالغ طائلة، كما لعب القطاع التأميني دورًا مهمًّا إذ أنّه بدأ يعوّض للمؤمّنين المتضرّرين من الانفجار قبل أن يقبضوا من شركات الإعادة. وكشركة “فيدليتي” لم ننتظر أية تحقيقات، وكنّا من الأوائل الذين دفعوا التعويضات.
س: ما هو تقييمك للعام 2021 بالنسبة للشركة؟
ج: كان الوضع لا بأس به رغم جائحة كورونا والأزمة الاقتصاديّة المتردية وجميع الأمور التي كانت تعاكسنا.
س: ما الجديد بالنسبة لتوسّع بلاتينوم إلى دبي؟
ج: لا تزال المفاوضات جارية ولم نقرّر بعد ما إذا كنّا سنفتح فرعًا مستقلاًّ أو مع شركاء.
س: كيف هو وضع فيدليتي؟ وهل حصلت على نقابات كبيرة هذا العام؟
ج: لا نشاء في “فيدليتي” الحصول على نقابات لأنّ الأعداد الكبيرة مُتعبة ولا تُجنى أرباح منها‘ علمًا أنّ وضع فيدليتي سليم.