غلاف الكتاب
قبل عام تقريباً، أصدرت الكاتبة جيزيل قساطلي كتابها الأول وعنوانه First Be Woman، تناولت فيه أموراً خاصة بالمرأة من حيث طريقة تعاملها في يومياتها: مع الزوج، الأولاد، مصاعب الحياة بشكل عام، وكيفية تجاوز الفترة الأصعب المتمثّلة بدخولها سن اليأس. يومها، نال هذا الكتاب إعجاب الكثيرين ووقّعت للعشرات ممن شاركوا في حفل إطلاقه الذي صدر باللغة الإنكليزية. وبما أن جيزيل قساطلي أمضت فترة زمنية في دول عربيّة عدة مثل الكويت والسعودية كمصمّمة أزياء، فقد بدأ معارفها في هذه الدول وغيرها يتصلون بها مستفسرين عن هذا الكتاب وطالبين منها إصداره باللغة العربية لمزيد من الإنتشار. وبالفعل، انكبّت جيزيل على إعداد هذا الكتاب بالعربية وصدر، قبل أيام، على أن توقّعه لاحقاً في العاصمة اللبنانية.
والكتاب الذي يحمل الصورة نفسها لغلاف النسخة الإنكليزية، وبعدد صفحات مشابهة (حوالي المئة) وبمواضيع لا تخرج عن إطار ما ذكرنا، وزّعت الكاتبة مادته في فصول، وفي كلّ فصل مختلف عن الثاني…
وفي حوار مع الكاتبة جيزيل قساطلي عن مولودها الثاني، ردّت على أسئلتنا بالتالي. سألناها أولاً، ما الذي دفعك الى إصدار هذا الكتاب ثانية، بعد ترجمته الى اللغة العربية؟ أجابت:
-كوني إمرأة ولي تجارب في الحياة.. ولأن كثيرات هنّ النساء اللواتي يواجهن مشاكل في يومياتهنّ، هي في الحقيقة بسيطة إذا عرفنا كيف نتعامل معها ونجد لها حلولاً، فقد قرّرتُ أن أهديها هذا الكتاب كي تكون على بينّة من أمور عدة، منها سبيل المثال لا الحصر، كيف تتعامل مع زوجها لتفادي أي سوء تفاهم قد يتطوّر إلى الأسوأ، ما هي الطريقة الأسلم لإعتمادها في التصرّف مع الأولاد، كيف تتفادى المطبّات الحياتية الصعبة وتواجهها، خصوصاً الموضوع الأصعب الذي تواجه المرأة في منتصف عمرها، عنيتُ بذلك مرحلة انقطاع الطمث أوما يُعرف بـ “سن اليأس”. طبعاً في الكتاب فصول يجب على المرأة الإطلاع عليها لتفادي الكثير من المشاكل الحياتية، ومن هنا يُمكن إعتبار هذا الكتاب بمثابة مرجع تعود اليه كلّما شَعرتْ بضيق أو بتعثّر في يومياتها. أما لماذا أعدتُ التجربة ثانية، وبالعربية هذه المرة، فلهدف أساسي، وهو أن يكون في متناول الجميع لأن هذه المشاكل التي تواجهها المرأة كثيرة ولا بدّ من تخطيها، سواء بالسلوك أو بالمعرفة أو بالنصيحة أو بأي طريقة أخرى.
س: في المرة السابقة انتقلتِ الى دول عربية أبرزها الكويت لتوقّعي كتابك فيها، فهل ستنتقلين هذه المرة أيضاً الى الخارج للهدف نفسه؟
ج: بالتأكيد. فبعد توقيع الكتاب في لبنان قريباً جداً، سأنتقل الى عدد من الدول العربية للغاية نفسها وأولها المملكة العربية السعودية للمشاركة في معرض للكتاب يُقام في شهر كانون الثاني (يناير) 2023. وأعتقد أن وجودي في هذا المعرض ككاتبة لبنانية سيلقى اهتماماً من روّاد داعمي المرأة وهم كُثر، نساءً ورجالاً. وبعد السعودية، سأنتقل الى دول أخرى للغاية نفسها، لأن هدف الكتاب هو التوعية والإرشاد وليس الكسب المالي.

س: بالتأكيد لن تتوقف مسيرتك عند إصدار هذَيْن الكتابَيْن وخصوصاً أنك انخرطتِ بالشأن النسائي باكراً كمصمّمة أزياء، ومن ثم ككاتبة، فكيف استطعتِ التوفيق بين هاتين الهوايتَيْن أو المهنتَيْن، إذا جاز التعبير؟
ج: لا يُمكن تجزئة الفن ولو تعدّد، وبالتالي فإن كل الفنون مترابطة بعضها ببعضها الآخر، فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بتصميم الأزياء والكتابة؟ هاتان المهنتان أو الهوايتان يسيران جنباً إلى جنب، بل أحدهما يكمل الآخر، فمهنة التصميم تتميّز بالإبتكار ومثلها الكتابة وهويتها الإبداع. وكما نعلم، فإن الإبتكار هو عبارة عن خلق ما هو جديد، وبما أنني أملك ناصية التصميم والكتابة معاً، فإن هذه المهمة بدت بالنسبة اليّ سهلة ولا تتعارض مع توجهاتي. ثم موضوع الكتاب لا يخرج عن السياق. ذلك أن المرأة كما تهتم بثيابها، فإنها تطمح دائماً الى الإهتمام بشؤونها الخاصة، وأعني بذلك الإهتمام بالمنزل، بالزوج، بالأولاد وكيفية التصرّف في المجتمع. إذاً تبدو العلاقة وثيقة بين تصميم الأزياء وبين الكتابة، خصوصاً إذا كان التوجّه نحو المرأة.
س: وماذا بعد، ه

ل هناك ميدان جديد تَسْعَيْن الى الإنخراط به ويكون مكمّلاً لما سبق أن قُمتِ به؟
ج: أستطيع أن أردّ على السؤال بكلمة: نعم ولكن مع قليل من التحفّظ. لقد عُرض عليّ مؤخراً أن أتولّى تقديم برنامج نسائي من ضمن الإطار الذي انتهجته. طبعاً الموضوع يحتاج الى درس وتفكير، ولهذا قلت مع “التحفظ”. حالياً أنا منشغلة بكتابي الثاني وبأسفاري في العام المقبل الى الدول العربية لتوقيعه. وطبعاً سأدرس الأمر بتمعن وأعتقد أن الإنخراط في هذا الميدان ممكن، واذا وجدت الأمر في صالحي، سأبادر.
لكن لا تسألني عن البرنامج وفي أي محطة مرئية سأطّل عبرها. هذه الأجوبة أتركها للأيام المقبلة عندما تتبلور الفكرة في رأسي.
س: كيف أتاك الإلهام الكتابي الذي لا يجيده كثيرون وأكاد أقول كثيرات، لأن النساء عادة تكتب بلغة أجنبية وليس بالعربية؟
ج: أنت تفسّر ما سبق وقلته وهو أنني كتبت الكتاب بلغة مبسّطة، وهذا بالحقيقة كان مريحاً لي وللقارئة أيضاً، لأن لغة الضاد لغة صعبة وتحتاج لتحريك وقواعد حسابية قاسية، أجيدها طبعاً، ولكن على طريقة “السهل الممتنع” الذي يصنع الجمال، وقد قيل بالفرنسية La simplicité fait la beauté .
وللتوضيح أكثر، فأنا تلقنتُ المعرفة في مدرسَتَيْن تركّزان على اللغة العربية، وكان مدرس اللغة العربية الذي رافقنا في صفوف عدة، يهتم كثيراً بالقواعد والإعراب والإنشاء، وهذا كلّه كان زاداً لي أضفت! اليه قراءاتي الدائمة لكتب عربية أعدّها أدباء لبنانيون وعرب، وما أكثرهم، الى أن وصلت الى ما وصلت اليه. أما بالنسبة الى تصميم الأزياء فهو وُلد معي وأشعر أنه جزء لا يتجزأ من حياتي.

س: هل عندك ما تقولينه نهاية هذه المقابلة؟
ج: أتمنى أولاً أن يستعيد لبنان عافيته لتعود بذور الإبتكارات تنمو من جديد. ففي ظلّ الأزمة التي نعيشها، نرى اللبناني يتفوّق في كل المجالات: في الرياضة، في الطب، في الهندسة وفي الأزياء. والى هذا التمنّي، آمل أن يُحقق كتابي انتشاراً بغرض الإرشاد والتوعية لا أكثر، لأن المرأة هي الركيزة الأساسية في البيت والمجتمع، لا الكسب المادي. وهناك قول شهير لنابليون مفاده: “المرأة التي تهزّ السرير بيسارها، تهزّ العالم بيمينها!”