حديث بين زمكحل والسفير الفرنسي خلال مأدبة الغذاء
الإتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين MIDEL برئاسة د. فؤاد زمكحل، نظّم غداء حوارياً مع السفير الفرنسي الجديد في لبنان Hervé Magro، في حضور أعضاء مجلس الإدارة التنفيذي والمجلس الإستشاري الدولي. كما حضر اللقاء، نقيب المحامين فادي المصري، وFrançois Sporrer رئيس الخدمة الإقتصادية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط، وBruel Hugo المستشار المالي لمنطقة الشرق الأوسط، السفارة الفرنسية في لبنان، وSciortino Sabine مدير المعهد الفرنسي ومستشار الثقافة والتعاون في السفارة الفرنسية في لبنان.
تناول المشاركون في حديثهم، القطاعات التي تخصُّهم، كلّ في مجاله، في لبنان والعالم، إضافة إلى الإستراتيجية المتّبعة لمواجهة العواصف الجديدة التي تهزّ لبنان والمنطقة، ولا سيما حرب غزة، والمخاوف والمخاطر التي قد تصيبهم، مشدّدين على أنهم كانوا قد بدأوا يتنفّسون الصعداء، ويرفعون روؤسهم من تحت المياه، بعد نحو أربع سنوات من أكبر أزمة إقتصادية وإجتماعية ومالية ونقدية في تاريخ العالم، وكانوا يأملون في تحقيق نمو بنسبة 3 الى 4% في نهاية العام الجاري، وها هم مرّة أخرى، ينجرّون الى الوحول المتحرّكة في لبنان والمنطقة، مع مخاطر جدّية وخطرة، من توسيع رقعة الحرب.
الى ذلك، تحدّث المجتمعون عن مخاوفهم وقلقهم من مشروع موازنة العام 2024 المقترح، وشرحوا للسفير الفرنسي بأن “هكذا مشاريع موازنات وهميّة، ستضرب ما تبقّى من القطاع الخاص اللبناني، ولا سيما الإقتصاد الأبيض، وستُنمّي الإقتصاد الأسود، وإقتصاد التهريب، الترويج والتبييض”.
ثم تحدّث الدكتور فؤاد زمكحل بإسم المجتمعين، شاكراً فرنسا على دعمها الدائم للبنان وللإقتصاد اللبناني والشركات اللبنانية، مذكّراً بـ «أن الرئيس إيمانويل ماكرون، كان الرئيس الوحيد الذي زار لبنان إثر إنفجار 4 آب (أغسطس) 2020 المجرم والمدمّر”، شاكراً «من صميم القلب، أختنا الكبرى من البدء وإلى الأبد فرنسا، التي كانت دائماً إلى جانبنا، في لحظات الفرح والحزن، في أوقات الحرب والسلام، في فترات النمو والتوسع، وأيضاً في أيام الركود والأزمات”. أضاف: “مقتنعون بأننا لا نستطيع الخروج من هذا النفق الأسود، من دون مشروع متكامل ومتزامن مع الدول المجاورة، تلك المانحة، وأيضاً عبر مشروع واقعي وشفّاف مع صندوق النقد الدولي. لكن مشكلتنا الأساسية ليست بالمشاريع ولا بالأفكار، إنما بالتطبيق والملاحقة”. تابع: “لا شك في أن ثمّة مخاطر كبيرة على لبنان، ولا نستطيع مواجهة أيّ حرب جديدة، ولسنا مهيئين للحرب، وقد خسرنا كل مقوّمات الصمود، لكن هل نحن مهيّؤون للسلام؟ وكيف يُمكن بناء أي خطة أو إستراتيجية أو رؤية، في ظلّ غياب رأس الدولة، وحكومة تصريف أعمال، وفي ظلّ فراغات دستورية في كل المناصب الكبرى، التي يُمكن أن تطال قريباً قيادة الجيش والقوى العسكرية؟”.
وشكر د. زمكحل، أخيراً، السفير الفرنسي وفرنسا على «جهودهما في حلّ العقد، والضغوط الديبلوماسية، عبر الوزير لودريان، لإقناع اللبنانيين بالوصول إلى حلول وإحترام وملء الفراغات الأساسية والمهمة”.
أما السفير الفرنسي Herve Magro فأعرب عن شكره «لهذا الإجتماع المثمر والبّناء، وللإتحاد الدولي لرجال وسيدات الاعمال اللبنانيين MIDEL، على ثباتهم في بلدهم، ومتابعة إستثماراتهم رغم الصعوبات»، مشدّداً على «أنهم العمود الفقري في البلاد”. كما شدّد السفير الفرنسي على «أن السفارة الفرنسية في لبنان هي من أكبر السفارات في العالم، التي تضم ّأكثر من 400 موظف ومدير فروع إقليمية، والتي تُعبّر عن أهمية وأولوية لبنان لفرنسا»، مشيراً إلى «أن فرنسا تلتزم إلتزاماً كاملاً دعم لبنان وجميع اللبنانيين، وتعمل ليلاً نهاراً بغية تجنيب لبنان جرّه إلى أي صراع عسكري جديد”. وخلص الى القول: «إننا ندرك تماماً أيضاً أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي طويلة الأمد وشائكة، وذلك قبل ضخ أي سيولة. كما أن الحل الوحيد لإعادة النمو يكون عبر إعادة إحياء القطاع الخاص اللبناني المنتج والحيوي، وإعادة الدورة الإقتصادية والحركة الإستثمارية النشطة إلى طبيعتها”. ختم قائلاً: «إن أولويتنا اليوم هو الإندماج والإنخراط مع الشركات الداخلية، الإقليمية والدولية لمواجهة الأزمة وتحصين إنفتاحنا إلى الخارج وإستقطاب السيولة. ولا شك في أن علينا إعادة بناء إقتصاد جديد ودورة إقتصادية متينة، إذ إن ما نطلبه من السياسة هو الحدّ الأدنى من الإستقرار والتوافق الداخلي، وعدم جرّ الإقتصاد في وحول التجاذبات السياسية”.