شكيب أبو زيد وإيلي زيادة
كادت لا تمرّ أيّام معدودة على الدعوة الموجّهة من الأمين العام للاتحاد العام العربي للتأمين السيد شكيب أبو زيد للوسطاء العرب والطلب إليهم ملء استمارة لمعرفة آرائهم في موضوع إعادة إحياء رابطة الوسطاء، حتى بادر الأخير من جديد إلى استمزاج رأي هؤلاء في عقد جمعية عمومية للرابطة في 16 أيار (مايو) على هامش مؤتمر العقبة التاسع، تحديدًا في اليوم الأخير منه. وقال في اقتراحه عقد هذا الاجتماع أنّه “سيأتي استجابة للردود التي وصلته” والتي كانت على ما يبدو مشجّعة. ومن هنا كان تحديده المكان والموعد تسهيلاً في هذا المؤتمر الذي سيستضيف العشرات من الوسطاء العرب، ممّا يسهم في نجاح هذا الاجتماع. وأُرفقت الدعوة بالنقاط التي ستُناقش في هذا الاجتماع وهي ستّ: اقتراح تعديل النظام الأساسي للرابطة، انتخاب مجلس إدارة للدورة 2023-2026، تقديم خطة عمل، تنظيم ملتقى ثانٍ هذا العام، النظر إلى ما آلت إليه الانتسابات للرابطة في مختلف الأسواق العربية، إضافة إلى تحديد موعد ومكان انعقاد الاجتماع المقبل. وورد في جدول الأعمال عدّة مقترحات للمناقشة منها: وضع ميثاق شرف بين الوسطاء، تطوير مهارات الوسيط وتبادل الخبرات في كلّ أنواع التأمين، اقتراح خطّة عمل لندوات عن بُعد Online وحضوريًا، وأخيرًا كيفيّة توسيع قاعدة الانضمام إلى المكوّن التأميني الفاعل في قطاع التأمين في الفترة المقبلة.
وكما ذكرنا في تحقيق سابق، فإنّ خطوة الأمانة العامة بشخص السيد شكيب أبو زيد، أتت في إطار خطوات لتعزيز قطاع التأمين كي ينمو نموًا كبيرًا في قابل الأيام والسنوات. ومن هنا كانت خطوة سابقة أقدم عليها تمثّلت بإنشاء رابطة للاكتواريّين العرب في اجتماع عُقد قبل شهرَيْن في مبنى جمعية شركات الضمان ACAL بحضور أكتواريّين من لبنان والدول العربية وبالتعاون مع رابطة الاكتواريين اللبنانيّين LAA، تمّ فيه تسمية خمسة أعضاء يشكّلون الهيئة الإدارية لهذه الرابطة، وهم من : لبنان، المغرب، الجزائر، مصر والأردن. وقد استُتبع هذا الاجتماع الأوّل بندوة Online نوقشت خلالها مادتان حول الرؤية والأهداف، فضلاً عن قرار المشاركة في اجتماع القاهرة الخاص بالاكتواريين بين 9 و11 أيار (مايو) من الجاري. ولم يتمّ التطرّق إلى تاريخ انعقاد الهيئة الإدارية المعيّنة لانتخاب رئيس لها والإعلان عن اسمه كأوّل رابطة للاكتواريين في الوطن العربي.
وكما ذكرنا في مقال سابق أيضًا، فإن لرابطة الوسطاء العرب رئيسًا انتُخب في العام 2008 في اجتماع عُقد في دمشق هو النقيب ايلي زيادة الذي لا يزال رئيسًا لها ولو أنّها غير مفعّلة منذ سنوات ولا تقوم بأيّ نشاط. والسبب، كما شرحه لنا النقيب نفسه في اتصال أجريناه معه يومذاك، هو اندلاع الأحداث السياسية والأمنية في دول عربية تحت مُسمّى الربيع العربي، مع العلم أنّ الرابطة انطلقت بقوة وزخم. أمّا السبب الثاني فأعاده زيادة إلى عدم وجود صندوق مالي يتيح لرئيس الرابطة وأعضاء مجلس الإدارة التحرّك وعقد اجتماعات وندوات، علمّا أن ظاهرة اللقاءات عن بُعد لم تكن قد دَرَجت يومذاك.
في العودة إلى اللقاء المُقترح في العقبة في 16 أيار (مايو) المقبل، نشير إلى أن النقيب ايلي زيادة الذي اتّصلنا به لمعرفة رأيه بهذا الاجتماع والاقتراحات المُدرجة على جدول الأعمال، أعلمنا أنّه لا يعرف تمامًا إذا كان سيشارك فيه، مع أنّ الرغبة في المشاركة موجودة، والسبب أنّ “أجندته” مملوءة بالمواعيد وقد يضطرّ إلى السفر. مع ذلك أضاف: أنّه “حاضر للمساعدة وتقديم كلّ ما يلزم من دعم لإعادة إحياء هذه الرابطة. وسواء حضرت للمشاركة أو لم أحضر، وسواء ترشّحت لمنصب رئيس الرابطة أو لم أترشّح، فسأضع خبرتي التي تعود إلى 25 عامًا في هذا الحقل، أقل من نصفها قضيتها رئيسًا لرابطة الوسطاء في لبنان LIBS، لإنجاح هذه الخطوة التي أقدَمَ عليها الأمين العام للــ GAIF السيد شكيب أبو زيد. وإذا سألتني ماذا تقترح لإنجاح فكرة إعادة إحياء الرابطة لأجبتْ: هناك أمران أراهما ضروريّيْن، الأوّل أن تكون الرابطة مستقلّة كامل الاستقلال، والثاني أن يكون لها صندوق مالي خاصّ بها كي تتمكّن من أداء مهمّاتها والتنسيق مع كلّ القيّمين على قطاعَيْ التأمين والوسطاء”.