الشيخ عبدالله بن سالم السالمي متحدثاً
أعمال المؤتمر الـ 34 للـ Gaif المنعقد في سلطنة عُمان، اختتمت بعد ثلاثة أيام حفلت باللقاءات والمحاضرات والإجتماعات العامة والثنائية في أضخم تظاهرة تأمينية عرفها القطاع منذ 60 عاماً، تاريخ إنشاء الإتحاد العام العربي للتأمين وتحديد القاهرة مكاناً رسمياً له. ومع أن المواضيع تنوعّت وشملت قضايا تأمينية عدة، الا أن البارز فيها، كان التركيز على عنوان المؤتمر الرئيسي: “كيف يمكن الشركات العربية الإنخراط في ثورة الذكاء الإصطناعي”.
من المواضيع التي أثيرت في الكلمات التي أُلقيت، ما له علاقة بالتقنيات الناشئة والجديدة التي تعتمد الذكاء الاصطناعي لإعادة تشكيل قطاع التأمين العربي، لتطوير الصناعة التأمينية وإيجاد الفرص لمواجهة التحديات في الأسواق، فضلاً عن ابتكار حلول للقضايا المرتبطة بإدارة المخاطر والابتكار والتطورات التكنولوجية والتحوّل الرقمي والموارد الطبيعية وتجربة العملاء، وحوكمة قطاع التأمين. كذلك استُعرضت في الكلمات التي أُلقيت تجارب الأسواق في هذا الجانب. ومن ذلك ما أكّده الشيخ عبدالله بن سالم السالمي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال في عُمان خلال إحدى الجلسات، عند تناوله أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة قوية لتطوير منظومة قطاع التأمينات بأنواعه المختلفة. وهنا لفت الى “المسؤولية المشتركة بين جميع الجهات الفاعلة في هذا المجال لضمان حماية أصحاب الوثائق واستدامة المؤسسات العاملة في القطاع”، موضحاً “أن الذكاء الاصطناعي يوفر إمكانيات هائلة لتعزيز الابتكار والتطوير في مختلف جوانب القطاع، بدءًا من الاكتتاب والتحليل الاكتواري وصولًا إلى خدمة العملاء”، علماً أن “الجهات المختصة تتابع باهتمام تطورات الذكاء الاصطناعي وتعمل على وضع الأطر التنظيمية اللازمة لضمان استخدامه بشكل مسؤول يحافظ على خصوصية جميع الأطراف، سواء مقدمي الخدمات أو المستفيدين”، على حدّ ما قال. الى ذلك، أكّد “التزام هيئة أسواق المال بدعم الابتكار في القطاع مع الحرص على حماية مصالح أصحاب الوثائق وضمان استدامة المؤسسات العاملة فيه”، موضحا بأن “منهجية الهيئة العامة لسوق المال في وضع اللوائح والتشريعات تقوم على ترك مساحة للشركات أن تمارس الأعمال والأنشطة والتجارب الجديدة بمسؤولية وحذر بعدها نضع القوانين والتشريعات لتكون قد بنيت بعد تجربه في السوق المحلي”. أضاف: “هناك تنسيق وتعاون بين الهيئة العامة لسوق المال والبنك المركزي العُماني لوضع بيئة تجريبية للخدمات المرتبطة بالقطاع المالي التي تقدّمها التقنيات المالية، بما فيها قطاع التأمين وسوق رأس المال”.
وفي نشرة المؤتمر اليومية الثالثة، نُشرت صُور عن رحلات سياحية ثقافية قامت بها وفود مشاركة الى مناطق أثرية وتاريخية، كما نشرت صُور أول اجتماع لمجلس الإتحاد برئاسة ناصر بن سالم البوسعيدي بعدما عهدت اليه الرئاسة ولمدة سنتَيْن. كذلك نشرت صُور لحفل العشاء الذي أقامته الجمعية العُمانية للمشاركين وما تخللّه من أجواء ترفيهية وموسيقية.
وحتى كتابة هذه السطور، لم تكن التوصيات قد صدرت عن اللجنة المنظمة للمؤتمر، باستثناء التوافق على أن يُعقد المؤتمر الـ Gaif المقبل (النسخة 35) في الأردن، تسلّم التكليف لجنة من الإتحاد الأردني لشركات التأمين برئاسة المهندس ماجد سميرات.
إشارة الى أن المؤتمر الذي احتفل بمرور 60 عاماً على إنشاء الـ Gaif، تخللته حفلَتَان مماثلَتَان، تمثلّت الأولى بذكرى مرور 35 عاماً على تأسيس “شركة ظفار” للتأمين والثانية ذكرى مرور 15 عاماً على تأسيس Oman Re شركة الإعادة الوحيدة في السلطنة والتي حقٌّقت على مدى هذه السنوات، نمواً فاق التوقعات بإدارة رئيسها التنفيذي رومل طباجة الذي لعب دوراً بارزاً في إنجاح المؤتمر، سواء في مشاركته الشخصية في التنظيم والتحضيرات أو لجهة تولي الشركة رعاية أساسية لهذا المؤتمر.
وما تجدر الإشارة اليه أيضاً وجود وفد من الصندوق العربي لتأمين أخطار الحرب برئاسة السيد عماد عبد الخالق وعضوية السيدَتَيْن لينا زينل، رئيسة الإدارة الفنية وايمان حاجي مديرة في القسم الفني.
وما لفت أن شركات عدة نشرت على موقع LinkedIn الذي بات موقعاً لشركات التأمين العربية والإقليمية والعالمية، صُور أعضاء وفودها، وكان أكبرها وفد شركة GIG ذات الفروع المنتشرة في أنحاء عدة من الوطن العربي، كذلك لفت الإنتباه النشاط الكبير الذي قامت به شركة الإعادة العربية التي احتفلت العام الماضي بمرور 50 عاماً على إنشائها، وقد مثلها في المؤتمر وفد ترأسه المدير العام التنفيذي السيد حسين ملوك.
