غلاف العدد
في متابعة لحدَثَيْن مؤسفَيْن شهدتهما دولتان عربيّتان في شمال أفريقيا: المغرب وليبيا، الأولى تعرّضت لزلزال مدمّر فيما ضرب إعصارٌ الدولة الثانية قلّما عرف العالم مثلاً له، سارعت الأمانة العامة للإتحاد العام العربي للتأمين Gaif بشخص الأمين العام السيد شكيب أبو زيد، وبسرعة قياسية، الى إصدار عدد خاص من تسع صفحات، غنيّ بالمعلومات والأرقام والصُوَر عن هذين الحدثين المفجعَيْن اللذين لا تزال أصداؤهما تتردّد، لا في الوطن العربي فحسب، وإنما على مستوى العالم أجمع. فماذا تضمّن هذا العدد الخاص؟
بداية نشير الى أن صورتَيْن معبّرتَيْن ومتداخلتَيْن للحدثَيْن معاً، تصدّرتا هذا العدد، الأولى عن زلزال مراكش وقد بدا جبل أطلس مكان وقوع هذا الزلزال، وصورة ثانية لمدينة درنة الليبية التي شهدت هذا الإعصار المدمّر وتحوّلت مدينة أنقاض شبه خالية من الناس مع فقدان وسقوط قتلى وجرحى، وبما يفوق العشرة آلاف شخص.
في الوقوف على مضمون هذا العدد، نجد في الصفحة الأولى أبرز الزلازل والأعاصير التي شهدتها دول في الوطن العربي وهي: ليبيا وإعصارها الفريد من نوعه هذا العام، علماً أنها تعرّضت لزلزال سنة 1963، فدولة اليمن التي شهدت زلزالاً في العام 1996، فسوريا وزلزال شباط من هذا العام، فالسودان الذي تعرّض لإعصار وزلزال عام 2020، وصولاً الى سلطنة عُمان التي شهدت إعصارَيْن ضخمَيَيْن في 2007 و2021 كبّدا السلطنة خسائر إقتصادية كبيرة بلغت أربعة آلاف بليون دولار (عام 2007) وألف وتسعمئة بليون دولار (عام 2021).
ينتقل التقرير الى إعصار لبنان عام 1992، والى الأردن في نفس العام فإلى مصر التي عرفت زلزالاً في العام نفسه أدّى الى خسائر قُدّرت بـ 1200 بليون دولار، فتونس التي عرفت إعصاراً عام 1990 وحريقاً هائلاً عام 2021 بلغت خسائره 64 بليون دولار. ثمّ إضاءة على زلازل الجزائر في عام 1980 (بلغت كلفته 5،200 بليون دولار)، وعامَيْ 1960 و1923 مع خسائر قُدرت بـ 290 بليون دولار أو ما يوازي 8 بالمئة من الناتج المحلي، لينتهي هذا التقرير بالتركيز على المغرب التي تعرّضت الى جفاف وحرارة زائدة كبدت الإقتصاد 900 بليون دولار، فضلاً عن حرائق أدّت الى خسائر بلغت 169 مليون دولار، وصولاً الى الإنفجار الأخير والذي لم تتمكّن بعد السلطات من تحديد حجم ما خلّفه من أضرار.
ننتقل بعد ذلك الى صفحة مخصّصة عن إعصار دانيال في ليبيا مع صُوَر بعضها يُنشر للمرة الأولى، فإلى مقال عن الأضرار الذي خلّفها إعصار دانيال، فصفحة عن الكوارث الطبيعية العشر الأولى في شمال أفريقيا منذ العام 1900. كذلك يُركّز العدد على الأضرار التي خلّفها زلزال المغرب وكيف يُمكن توفير الحماية ضدّ تداعيات الكوارث الطبيعية.
اختُتم الملف بمقالات نُشرت في الصحف وأحدها أُذيع على قناة القاهرة الإخبارية حول نشاط الكوارث الطبيعية، وهل يحتاج العالم الى صندوق طوارئ. وقد شارك فيه: د. عبد الطيف درويش، أستاذ الإقتصاد في جامعة كارفرد في أثينا وشكيب أبو زيد الأمين العام للإتحاد العام العربي للتأمين، وكان السؤال الأساسي: هل يحتاج العالم الى صندوق طوارئ أممي؟ وفي خبر منقول عن سكاي عربية، فإن الكوارث الطبيعية كبّدت العالم في 50 سنة ماضية، 3،6 تريليون دولار.
أخيراً، اختُتم العدد بثلاثة مقالات، الأول عنوانه: “ماذا تعرف عن إقتصاد الكوارث” (المصدر: الوطن)، الثاني حول “الأرصاد الجوية العالمية وضحاياها: 2 مليون شخص خلال نصف قرن” (وهذا المقال من اليوم السابع). أخيراً مقال عن زلازل تركيا وسوريا والمغرب والعاصفة دانيال وسؤال أساسي: “ماذا عن مبادرة عربية للحدّ من مخاطر الكوارث؟”