غزة المدمّرة
أفاد تقرير أممي بوجود مادة خطرة هي “الأسبستوس”، وسط الركام في قطاع غزة،ما قد يجعل رفع الانقاض و ازالتها عملية صعبة. و يعود وجود تلك المادة الى القصف الاسرائيلي الذي يقدّر حجم الاضرار الذي خلفها بأكثر من خمسين مليون طن من الحجارة و الاتربة و التي تستغرق ازالتها 21عاما بكلفة تقدر بـ مليار و نصف المليار دولار.و يحتوي هذا الردم على «مئات الآلاف من الأطنان من الأسبستوس”بحسب التقرير، وهو ما يفوق حجماً ما تتضمنه أنقاض و ردم أوكرانيا، مع الإشارة الى أن طول خط الجبهة الأوكرانية يبلغ 600 ميل (965 كيلومتراً) فيما طول جبهة غزة 25 ميلاً فقط (40 كيلومتراً)”، كما قال أحد خبراء إزالة المتفجرات في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام.
و”الأسبستوس” مجموعة من الألياف المعدنية المستخدمة في تجارات واسعة النطاق، ما يعني انها قد تتسبّب بالاصابةبانواع من السرطانات تؤدي الى الموت،فضلا عن اصابتها العمال وغيرهم من الأشخاص الذين يتعرّضون لها.
يُذكر أن مادة الأسبستوس تُستخدم لأغراض العزل داخل المباني، وفي العديد من المنتجات، مثل ألواح التسقيف، أنابيب الإمداد بالمياه، بطانيات إطفاء الحرائق، مواد الحشو البلاستيكية، والعبوات الطبية، فضلاً عن استخدامها في قوابض السيارات وبطانات مكابح السيارات ومنصاتها، و دائما وفق منظمة الصحة.
![](http://taminwamasaref.com/wp-content/uploads/2025/02/2-8.jpg)
يُذكر ان هناك 6 أشكال رئيسة من الأسبستوس، ومن أكثرها استخداماً حالياً الكريسوتيل (الأسبستوس الأبيض). ووفق تقييم أجرته منظمة الصحة العالمية، تُسبب جميع أشكاله أنواعاً من السرطان، إضافة الى أمراض تنفسية مزمنة. كذلك يُستخدم الأسبستوس في مواد البناء، لذلك فإن كل شخص يشارك في بناء المباني التي استخدم فيها الأسبستوس وصيانتها وهدمها معرض للخطر، حتى بعد سنوات أو عقود كثيرة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أجرت تقييماً لجميع أشكال الأسبستوس الستة الرئيسة، وخلصت إلى أنها تُسبب السرطان للبشر: سرطان الرئة والحنجرة والمبيض وغيرها. وهناك أيضاً أدلة علمية واضحة تظهر أن الأسبستوس يُسبب أمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الأسبست (تليف الرئتين) وغيره من الآثار الضارة لها،مع العلم أن حوالي 125 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يتعرضّون لهذه المادة في أماكن عملهم حالياً. كذلك أشارت تقديرات من منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 107 آلاف شخص يقضون نحبهم كل عام بسبب سرطان الرئة و ورم المتوسطة وداء مادة الأسبستوس نتيجة التعرض لتلك المادة في أماكن عملهم. أكثر من ذلك، تُشير تقديرات المنظمة إلى أن مادة الأسبستوس تقف وراء ثلث الوفيات الناجمة عن أنواع السرطان التي تحدث جرّاء التعرّض لعوامل مسرطنة في مكان العمل، وإلى إمكانية عزو آلاف من الوفيات التي تحدث كل عام إلى حالات التعرض للأسبستوس في البيت.