بدعوة من إِدارة المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأَميركية – مستشفى سان جون في جونيه، أَلقى الشاعر هنري زغيب محاضرة للجسم الطبي، عنوانُها “في زمن الميلاد: يسوع، جبران، ولبنان”، بحضور رئيس قسم التسويق والتواصل في المراكز الطبية الاستاذ سعد الزين، والمدير التنفيذي للمركز الدكتور سالي الربَّاع، ولفيف من الأَطباء والممرضين في المركز الطبي.
وانقسمت المحاضرة إلى ثلاثة أجزاءـ، ففي القسم الأَول تحدَّث زغيب عن علاقة يسوع بلبنان، من خلال تجواله على أَرض لبنان عبْر خمس محطات في حياته: قانا الجليل والأُعجوبة في عرس قانا، مياه الأُردن التي من ذَوب ثلج حرمون في لبنان، مغارة المنطرة في مغدوشة جنوبي لبنان، شفاء ابنة المرأَة الفينيقية في صيدا، قمة جبل حرمون وعليها تجلَّى يسوع لتلامذته.

اما في القسم الثاني، فتطرق الى علاقة جبران بلبنان، خصوصًا في كتابه “يسوع ابن الإِنسان” الصادر في نيويورك سنة 1928 وصدرت ترجمته إِلى العربية سنة 1932، بعد عام على وفاة جبران. واضاف: “الكتاب من 79 فصلًا، أَورد جبران ذكْر لبنان في 27 فصلًا منها، ما يدل على تعلُّقه القويّ بلبنان. فهو كان يعيش في نيويورك لكن قلبه وعقله وتفكيره في لبنان الذي كان دومًا يتوق للعودة إِليه. وذَكَر ذلك في حوار مع صديقه ميخائيل نعيمه سنة 1920 إِذ قال له: “أُمنيتي يا ميشا أَن أَعود إِلى وادي قاديشا”. وهو فعلًا عاد إِنما… مطفأَ النور في عينيه.”

وفي القسم الثالث توقّف عند لبنان، والفرق بين رجل الدولة ورجل السياسة، موضحا أن “الأَول يعمل للأَجيال المقبلة والأَخير يعمل للانتخابات المقبلة، الأَول يعمل في خدمة الدولة والأَخير يجعل الدولة في خدمته”. وفي هذا السياق رأَى أن لبنان مقسّم من ثلاث طبقات: السفلى طبقة السُلطة، والوُسطى طبقة الدولة، وكلتاهما متغيِّرة: إِن جاءَت إِلى الدولة سُلطة صالحة تجعل الدولة صالحة، وإِن جاءَت سُلطة فاسدة أَفسدت الدولة. تبقى الطبقة غير المتغيرة وهي طبقة الوطن الخالد الدائم الثابت بأَعلامه وعلاماته ومعالِمه.
وفي نهاية المحاضرة تسلَّم الشاعر هنري زغيب من المدير التنفيذي للمركز درعًا تذكاريا كتب عليه شعار الجامعة ومركزها الطبي. كما تخلَّل أَقسامَ المحاضرة عزفٌ على البزق والناي والأُرغول من الفنان ناصر مخول.























































