سعيد دروزة
مجموعة الشركات الدوائية متعددة الجنسيات المعروفة باسم “حكمة” (حكمة فارماسيوتيكلز بي.إل.سي)، أصدرت نتائجها المالية الأولية المدقّقة للعام المنتهي في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2022. وبنظرة الى الأرقام، يتبيّن أن الإيرادات في العام السابق، وصلت الى 2.517 مليار دولار (بانخفاض طفيف عن عام 2021 الذي سجلت الأرباح فيه 2،553 ملياراً).
واستناداً الى ميزانيتها العمومية القوية، واصلت المجموعة استثمار 6% من إيراداتها في البحث والتطوير، ودعم خطة الإنتاج المتنامية للمنتجات المركّبة والمتخصّصة. لذا شهدت خلال 2022، ما يقارب من 182 إطلاقاً جديداً، الى جانب حصولها على 270 موافقة. ولضمان التطوير المستمر لخطة الإنتاج الخاصة بالمنتجات، قدّمت “الحكمة” 349 ملفاً تنظيمياً خلال العام. والى ذلك، سجّلت إيرادات قطاع أدوية المحاقين نمواً بنسبة 8% في العام الماضي و10% بالعملة الثابتة، لتصل إلى 1.141 مليار دولار (مقارنة مع 1.053 مليار دولار في عام 2021)، مستفيدة من عمليات، وإطلاق المنتجات الجديدة، والتوسّع في مناطق جغرافية وشراكات جديدة. وارتفعت الأرباح التشغيلية الأساسية لقطاع أدوية المحاقين بنسبة 8%، مع تحقيق هامش تشغيل أساسي يبلغ 37.5%.
وخلال العام الماضي أيضاً، نجحت “الحكمة” في استكمال عمليات الاستحواذ على Inc Custopharm في الولايات المتحدة وأصول Teligent في كندا ودمجهما، كما وقّعت المزيد من الصفقات لمحفظة أعمال البدائل الحيوية المتنامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك ustekinumab و®Vegzelma مع Healthcare Celltrion بوصفها شريكاً حصرياً في المنطقة. وتتوقع الشركة في العام الحالي (2023) نمو الإيرادات بنسبة أحادية متوسطة إلى عالية تتراوح ما بين 7 و9% في قطاع أدوية المحاقين، وتحقيق هامش تشغيل أساسي يتراوح ما بين 36% و37%.
اما إيرادات قطاع الأدوية ذات العلامة التجارية المسّجلة في عام 2022 ، فقد نمت بنسبة 3%، و7% بالعملة الثابتة لتصل إلى 691 مليون دولار (مقارنة بـ 669 مليون دولار في عام 2021)، ما يعكس مساهمة جيدة في معظم الأسواق، والتي عوضت التضخم المفرط والعقبات التي تواجهها العملات الأجنبية. وأدت التحسينات المستمرة في تنويع المنتجات إلى نمو الأرباح التشغيلية الأساسية بنسبة 17%، مع تحقيق هامش تشغيل أساسي بنسبة 21.1%.
الى ذلك، استفاد قطاع الأدوية ذا العلامة التجارية المسجّلة في العام الفائت، من الهيكل الهرمي والمساهمة القوية من أدوية الأمراض المزمنة عالية القيمة، مع الفرص المستمرة لزيادة حصتها في السوق. وتعدّ “الحكمة” الآن ثالث أكبر شركة أدوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث المبيعات، بعدما كانت رابع أكبر شركة في العام 2021. ومن المتوقع نمو إيرادات قطاع الأدوية ذات العلامة التجارية المسجلة بنسبة أحادية متوسطة إلى عالية بالعملة الثابتة في العام 2023.
على صعيد آخر، انخفضت إيرادات قطاع الأدوية الجنيسة (Generic)، بنسبة 18% في العام 2022 ، إلى 672 مليون دولار (مقابل 820 مليون دولار في العام 2021)، بسبب التآكل الكبير في الأسعار والحجم، وطرح منتجات جديدة أقل، وتباطؤ أكثر من المتوقع لعمليات الإطلاق الأخيرة خلال العام. وانخفضت الأرباح التشغيلية الأساسية للقطاع إلى 103 مليون دولار، وبلغ هامش التشغيل الأساسي 15.3%. ومن المتوقع في العام 2023 نمو إيرادات قطاع الأدوية الجنيسة بنسبة مزدوجة منخفضة وتراوح هامش التشغيل الأساسي مابين 16% و18%.
سعيد دروزة، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي والرئيس التنفيذي لـ “الحكمة” قال في هذا الصدد: “لقد مكّن نموذج الأعمال المتنوّع لـ “الحكمة” الأساسية من تقديم أداء مرن عام 2022، انسحب الى قطاعيْ أدوية المحاقين والأدوية ذات العلامة التجارية المسجلة جيداً، ما ساعد في تعويض تراجع قطاع الأدوية الجنيسة جزئياً. وفي قطاع أدوية المحاقين، استفدنا من قدرات التصنيع والمرونة والكفاءة الأفضل ضمن فئتها لخدمة عملائنا، مع الاستثمار في البحث والتطوير لتعزيز خطة إنتاج منتجات متمايزة بشكل متزايد. وفي قطاع الأدوية ذات العلامة التجارية المسجلة، نمت حصتنا في السوق مرة أخرى، مع التركيز على مجالات الأمراض المزمنة، ما يعزز مكانتنا بوصفنا واحدة من شركات الأدوية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد تأثرت أعمالنا في قطاع الأدوية الجنيسة بالضغوط التنافسية على مستوى القطاع، حيث ركّزنا على التحكم في تكاليفنا، وتعزيز الكفاءات، وبناء محفظة أعمالنا المتخصصة، والتي ستدعم توقعات هذا القطاع في المستقبل”. أضاف: “بالنظر إلى المستقبل، نحن على ثقة من أننا سنحقّق نمواً جيداً في جميع قطاعاتنا الثلاثة في عام 2023، مع استمرارنا في توسيع محفظة منتجاتنا وترسيخ بصمتنا التصنيعية والتجارية”.
يُذكر أن “الحكمة” تأسست قبل 45 عاماً لزيادة فرص الحصول على الأدوية بأسعار معقولة. ومع استمرار المجموعة في النمو، تسعى جاهدة لتحقيق هدفها المتمثل في توفير صحة أفضل، في متناول الجميع، كل يوم.