الماء لكسر الحرارة المرتفعة
موجة الحر الشديدة وغير المعتادة، في طريقها على الأرجح، الى الإنحسار بعد ارتفاعها إلى مستويات قياسية في دول عدة من المنطقة العربية. وقد عُزِي هذا الارتفاع إلى تعاظم تأثير المرتفع الجوي شبه المداري، الذي يتعزّز مما يُعرف بـ “القبة الحرارية”، وهي كتلة هوائية شديدة السخونة تتمركز في طبقات الجو العليا، لتبلغ ذروتها في العراق والكويت وشرق السعودية، التي تُعد حالياً من بين المناطق الأشد حرارة على سطح الأرض. كما تمتد تأثيرات هذه الكتلة إلى بلاد الشام، حيث تسود أجواء أكثر حرارة من المعتاد، في حين سجّلت مصر درجات حرارة تقترب من 44 درجة مئوية في مناطق عدة.
بحسب الخبراء، فإن ما يميّز هذه الموجة عن سابقاتها هو أن ارتفاع درجات الحرارة يتزامن مع ارتفاع ملحوظ في نسب الرطوبة وبخار الماء في الكتل الهوائية، ما يزيد من شعور المواطنين بحرارة الطقس، مقارنة بدرجات الحرارة المسجلّة فعلياً، التي تُقاس عادة في الظلّ، اذ وصلت خلال ساعات النهار في أنحاء متفرقة من مصر، إلى ما بين 44 و45 درجة مئوية في بعض المناطق، علماً أن هذه الموجة الحارة من المتوقع أن تنكسر خلال الأيام القليلة المقبلة، مع تراجع ملحوظ في درجات الحرارة وعودتها إلى معدلاتها المعتادة، خصوصاً في بلاد الشام، حيث تعود الأجواء الصيفية المعتدلة، وتزداد نسب الرطوبة مع نشاط الرياح البحرية وظهور السحب المنخفضة، التي قد تؤدي إلى هطول أمطار محلية على السواحل السورية واللبنانية. كما يُتوقع أن يمتد تأثير الكتلة الهوائية المعتدلة إلى العراق، ما يُسهم في كسر حدة الموجة الحارة هناك، وانخفاض درجات الحرارة، مع نشاط الرياح المثيرة للغبار والأتربة.
من دون تعليق
تاريخياً، سجّلت مدن حول العالم درجات حرارة قصوى على مدار العقود، وصلت في بعضها إلى مستويات قياسية تهدّد الحياة. ففي منطقة «وادي الموت» بولاية كاليفورنيا (الولايات المتحدة)، سُجلت أعلى درجة حرارة في التاريخ الحديث عند 56.7 درجة مئوية عام 1913، في حين بلغت حرارة سطح الأرض هناك نحو 93.9 درجة مئوية في العام 1972، وفق شبكة «بي بي سي”. وجاءت مدينة قبلي التونسية في المرتبة الثانية عالمياً بدرجة حرارة بلغت 55 مئوية سُجلت عام 1931، تلتها مدينة الأهواز الإيرانية التي سجلت 54 مئوية في عام 2017. وفي قائمة أكثر المدن حرارة حول العالم، برزت مدينتا الكويت والبصرة في العراق بدرجات حرارة بلغت 53.9 درجة مئوية، متفوقتين على مدينة تُربت في باكستان التي سجلت 53.7 درجة مئوية. كما شهد معبر الجزيرة الحدودي في الإمارات حرارة بلغت 52.1 درجة مئوية، فيما سُجلت في مدينة ميكسيكالي المكسيكية 52 درجة مئوية. أما مدينة جدة السعودية، فقد سجّلت أعلى درجة حرارة في تاريخها عند 52 درجة مئوية في حزيران 2010، في حين بلغت الحرارة في مدينة أسوان المصرية 51 درجة مئوية في تموز 1918، و49.6 درجة مئوية في تموز 2024، ما يعكس بوضوح أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تُعد من بين أكثر مناطق العالم تأثراً بالموجات الحارة.
