دواء السعال غير مُجدٍ
مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تزداد فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، ويبحث كثير من الأشخاص للمعالجة، أما عن ادوية كيميائية أو اعشاب طبيعية، وان كانت العلاجات الثانية هي الأكثر استخداماً، اذ على مدى أجيال وفق صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، ساعدت هذه العلاجات التي لا حصر لها، مثل أكواب الشاي الدافئ أو الحساء اوالأعشاب، في تخفيف أعراض البرد والإنفلونزا، مثل التهاب الحلق أو الاحتقان. وبالفعل أجرى العلماء أبحاثاً على مرّ السنين؛ في محاولة لتحديد مدة فعالية بعض هذه العلاجات، وأيِّها يعمل بشكل أفضل، فأقرّ الرأي على:
–فيتامين c الذي يُعزّز قدرة الخلايا المناعية على العثور على العدوى ومكافحتها، وهو يوجد في الليمون والبرتقال، والطماطم، والفلفل، والكرنب، والبروكلي، والسبانخ، والأناناس، والمطلوب تناوله بشكل منتظم، قبل أن يبدأ الشخص بالشعور بالمرض.
-التوت الأسود الذي يحتوي على مضادات الأكسدة القوية والمواد الكيميائية المعروفة باسم الأنثوسيانين، والتي ثبت في التجارب المعملية أنها تساعد في تعزيز المناعة.
–الزنك وهو يوجد في اللحوم والبيض والمكسرات والبقوليات والمحار بشكل أساس، أما تناوله على هيئة مكملات وتركيبات علاجية، فيشكّل عدداً من الآثار الجانبية، اذ عانى بعض الأشخاص الذين استخدموا بخاخات الأنف المحتوية على الزنك، من فقدان دائم لحاسة الشم. أما أولئك الذين يتناولونه عن طريق الفم فقد يشعرون بطعم معدني دائم في أفواههم.
–الشاي والحساء والزنجبيل والكركم، وجميعها يُسكّن التهاب الحلق ويشعر المريض بمزيد من الراحة.
–الماء المالح والعسل، إذا كان التهاب الحلق مصحوباً بالسعال، فقد تكون الغرغرة بالماء المالح مفيدة حقاً. كل ما عليك فعله هو مزج نصف ملعقة صغيرة من الملح تقريباً في كوب كامل من الماء الدافئ، والمضمضة به لبضع ثوانٍ قبل بصقه. ويمكن لإضافة العسل إلى أي شاي أو مشروب دافئ، أن يكون له تأثير مهدئ مماثل، اذ أن العسل يهدئ الأنسجة المتهيجة.
نقول هذا الكلام تزامناً مع ما صدر عن “هيئة الغذاء والدواء الأميركية” (FDA) التي اقترحت وقف تناول عقار “الفينيليفرين” عن طريق الفم، والذي يستخدم على نطاق واسع في أيام البرد والسعال، كمكوّن نشط في الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لعلاج احتقان الأنف، لأنه غير فعال. ذلك أن “هذا الدواء رغم امتصاصه في مجرى الدم، الا أنه يتحلّل على نطاق واسع في الكبد، ما يؤدي إلى تأثير دوائي ضئيل أو معدوم، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
وتشير التوقعات الى أن المضي قدماً في اتباع اقتراح إدارة الغذاء والدواء، سيدفع الى سحب الأقراص والحبوب الخاصة بالسعال في الولايات المتحدة، ما من شأنه أن يهز صناعة بملايين الدولارات. وتسعى إدارة “الغذاء والدواء” الآن إلى الحصول على تعليقات عامة بشأن هذا الأمر المقترح، علماً أنه في الوقت الحالي، قد تستمر الشركات في تسويق المنتجات الدوائية التي تحتوي على فينيليفرين عن طريق الفم كمزيل للاحتقان الأنفي. وتقول إدارة الغذاء والدواء إنها ستوفر للمصنّعين الوقت المناسب لإعادة صياغة الأدوية التي تحتوي على فينيليفرين عن طريق الفم أو إزالة مثل هذه الأدوية من السوق.
وفي خبر متصل، فقد أعلنت مدينة الملك سعود الطبية، عضو تجمع الرياض الصحي الأول، تحصين أكثر من 30 ألف مستفيد ضمن حملتها الوقائية ضد الإنفلونزا الموسمية، التي انطلقت قبل شهر تحت شعار “وقاية.. وحماية لك ولمجتمعك”، موضحة أن “الحملة شملت 51 زيارة ميدانية لجهات حكومية وخاصة، بالإضافة إلى المحطات الثابتة داخل المدينة، بمشاركة 23 ممارسًا صحيًا من الكوادر المؤهلة، والهدف تحصين أكثر من 84 ألف مستفيد عبر محطاتها التي تعمل يوميًا من الساعة 8 صباحًا حتى 10 مساءً”. أشارة إلى أن الحملة تستهدف الحد من انتشار الإنفلونزا الموسمية، مؤكدة أن اللقاح يعد الوسيلة الأكثر فاعلية في تقليل فرص الإصابة والحد من مضاعفات الفيروس. واختتمت المدينة بالتأكيد على أن الوقاية حجر الأساس لحماية المجتمع، داعية الجميع إلى المبادرة بالتطعيم لضمان سلامة الأفراد والمساهمة في تعزيز الصحة العامة.