من دون تعليق
يحتفل العالم في 31 أيار باليوم العالمي للامتناع عن التبغ،و هذا العام يُقام الاحتفال تحت شعار “فضح زيف المغريات”. بل هو يسلط الضوء على أساليب دوائر صناعة التبغ لإغراء النساء والشباب للوقوع في براثن الإدمان من خلال منتجات مُنَكَّهة ومُلوَّنة.
ويُعدُّ تعاطي التبغ الذي يمكن تلافيه،السبب الرئيس للوفاة على الصعيد العالمي، ويتحمّل إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط عبئًا ثقيلًا في هذا الصدد. و الى ذلك،يُسجِّل الإقليم أعلى معدلات التدخين بين المراهقين، إذ أن بلدانا مثل الأردن ولبنان ومصر مُصنَّفَة ضمن الدول ذات أعلى المعدلات لهذه الظاهرة على الصعيد العالمي. وقد أدى الترويج لمنتجات النيكوتين الجديدة، مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المُسَخَّن، إلى ارتفاع معدلات إدمانها بين الفئات القابلة للتأثُّر.
وعلى الصعيد العالمي، يوجد 37 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا يتعاطون التبغ. وفي إقليم شرق المتوسط، وصلت معدلات التدخين في بعض المناطق إلى 43% بين المراهقين (الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا) و20% بين المراهقات. ويُسَجَّل أعلى معدل انتشار لتعاطي التبغ بين الفتيان في الأرض الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية) بنسبة 43.3%، يليها الأردن بنسبة 33.9% والجمهورية العربية السورية بنسبة 31.6%.
ومما يثير القلق بوجه خاص ترويج دوائر صناعة التبغ لمنتجات نيكوتين جديدة، مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المُسخّنة. وكثيرًا ما تتميز هذه المنتجات بنكهات وتصاميم ملونة تجذب النساء والشباب، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات إدمان هذه المنتجات. ومع توافر أكثر من 16 الف نكهة من السجائر الإلكترونية، فليس من المستغرب أن ينجذب 9 من كل 10 من مستخدمي السجائر الإ لكترونية في بعض البلدان إلى المنتجات المُنَكَّهة التي تستهدف المستخدمين الأصغر سنًا.
ومما يبعث على القلق أن الفجوة في تعاطي التبغ بين الرجال والنساء آخذةٌ في التضاؤل، حيث يشرع عدد أكبر من النساء والفتيات في التدخين، وهو ما يعرضهن لمخاطر صحية مثل سرطان عنق الرحم وهشاشة العظام ومشكلات الخصوبة. وفي الوقت نفسه، يسجّل الإقليم بالفعل أعلى معدلات التدخين بين المراهقين، وهذا يؤكد الحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات في هذا الشأن.

تقول الدكتورة بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية: ”إقليمنا يسجل أعلى معدلات التدخين في صفوف الشباب عالميًّا، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لحماية الأجيال القادمة. فلنقف صفًّا واحدًا، ونعلنها بصوت واضح وحازم: لا مزيد من الحِيَل. لا مزيد من الخداع. لنتحد معًا من أجل بناء مستقبل خالٍ من التبغ ومخاطره”.
واستجابة للارتفاع المفزع في تعاطي التبغ بين النساء والمراهقين، أطلق المكتب الإقليمي مبادرة موجَّهَة. وتُدرك هذه المبادرة أن النساء والمراهقات يشتركن في نقاط ضعف مشتركة، منها العوامل الاجتماعية الاقتصادية واحتياجات الرعاية الصحية التي تجعلهن عرضة للتأثر بأساليب هذه الصناعة.

لذا على الحكومات والأطراف المعنية والمجتمعات المحلية العمل معًا من أجل: حظر نكهات منتجات التبغ والتصميمات الجذابة؛ وضع تحذيرات صحية مصورة على عبوات منتجات التبغ؛ تقييد الإعلان عن التبغ والترويج له؛ زيادة فرض الضرائب على منتجات التبغ. وقالت الدكتورة بلخي: “نحن بحاجة إلى العمل مع جميع الأطراف المعنية، بقيادة الحكومات، للحد من استخدام النكهات والتصميمات الملونة الجذابة أو حظرها، لا سيّما المنتجات المستجدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر السجائر الإلكترونية وسجائر البخار الإلكترونية (الڤيب). فلنتحد معًا من أجل بناء مستقبلٍ خالٍ من التبغ ومخاطره. فأطفالنا ومجتمعاتنا وأجيالنا المقبلة تستحق أن نتخذ إجراءات جريئة ضد أساليب دوائر صناعة التبغ”.
وفي اليوم العالمي للامتناع عن التبغ لعام 2025، دعونا نرفع مستوى الوعي بالنيّات السود لدوائر صناعة التبغ ونعمل من أجل مستقبلٍ خالٍ من التبغ. معًا، يمكننا أن نصنع فَرقًا وأن نحمي صحة مجتمعاتنا وعافيتها.
دعونا ننشر الوعي ونتحد من أجل مستقبلٍ خالٍ من التبغ!