الماء يقلّل التوتّر ويحسّن الصحّة العقلية
رؤية المملكة للعام 2030، فتحت المجال واسعًا أمام ازدهار قطاعَيْ السياحة والترفيه اللذين تعوّل عليهما لتحقيق مستهدفات برمجَيْها التنفيذيَّيْن “جودة الحياة” و”التحوّل الوطني”، بغرض زيادة المحتوى المحلي غير النفطي، وتنويع القاعدة الاقتصادية للبلاد. لذلك، يرى المطوّرون العقاريون أهمية مواكبة نموّ هذَيْن القطاعَيْن، للإستثمار في المشاريع القادرة على جَذْب السياح من السوقَيْن الإقليمي والدولي، وأحد تلك الاتجاهات “الألعاب المائية”، خاصة أن للسعودية الفرصة، بحسب بعض التقارير المتخصّصة، لإنشاء أكثر الحدائق المائية تقدّمًا في العالم، وهو ما تحرص عليه مواقع الترفيه في المنتزهات والحدائق، ومراكز الترفيه العائلي، والمراكز التجارية، فضلًا عن الفنادق والمنتجعات.
لقد أصبح الترفيه المائي، سواء عبر ممارسة رياضة ركوب الأمواج، أو الاستمتاع بالألعاب المائية المختلفة، أحد أهمّ عناصر جَذْب الزوار لمواقع الترفيه السعودية، الأمر الذي يُعزّز جودة الحياة للفرد والمجتمع، وينوّع الاقتصاد، ويوفّر الفرص الوظيفية للكوادر الوطنية، ويُنعش الحركة السياحية والخدمات اللوجستية المرتبطة بها من المطاعم والنقل وغيرها.

وفي هذا الصدد، يتوقّع المجلس العالمي للسفر والسياحة ،(WTTC) أن تبلغ إيرادات صناعة السياحة والسفر العالمية نحو 7 تريليونات دولار بنهاية كل عام، حيث بلغ إسهام قطاع السياحة في منطقة الشرق الأوسط 237 مليار دولار بمعدل 8.7% من الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة.
يُشار الى أن لدى المملكة العربية السعودية مجموعة من المشاريع العملاقة في مجال الحدائق المائية، والتي تتيح للمواطنين والمقيمين والسياح فرصة الاستمتاع بما تقدّمه لتناسب هذه الخطوة مع جميع الأعمار، اذ تصل عدد أماكن الترفيه المائي فيها، إلى أكثر من 24 منتزهًا، علاوة على 421 مركزًا ترفيهيًّا.
ومع تبنّي برنامج جودة الحياة لتعزيز أنماط حياة جديدة، ستؤدي الحدائق المائية دورًا رئيسًا في تحقيق ما يطمح إليه البرنامج، إذ توصّل الباحثون الى قناعة مفادها أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الناس بالقرب من الماء، فإن مشاعرهم تتحسّن بسبب قدرة الماء على تهدئة العقل، وتقليل التوتر، وتحسين الصحة العقلية، كما أثبتوا أن ركوب الأمواج يمكن استخدامه بوصفه علاجًا للصحّتَيْن الجسدية والنفسية، وهو ما توصي به المنظمة الدولية للعلاج بركوب الأمواج، خاصة في الحالات المرتبطة بالقلق والتوتر.

يقول مايك ريجبي، المدير العام ونائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط والهند في شركة “وايت ووتر” العالمية في تصميم المعدات اللازمة لبناء المنتزهات المائية وتصنيعها: “تتصف الحدائق المائية بأنها من الأماكن العائلية التي يُمكن للأُسْر الاجتماع فيها لقضاء يوم كامل في التمتّع بألعاب الماء، والتأمل في المناظر الطبيعية المريحة للعين، كما أنّها توفّر للأهالي فرصة لزيادة التفاعل مع أطفالهم من خلال ركوب المنزلقات المائية المختلفة، أو استكشاف الألعاب المائية معًا”. يُضيف: “من العناصر الأساسية في الحدائق المائية التي نصنعها منذ بداية شركتنا قبل 40 عامًا، هي الطوّافة العائلية، وهي عنصر أساسي في هذا النوع من الحدائق، والتي تسمح لجميع أفراد الأسرة بالركوب معًا، حتى يتمكّنوا من مشاهدة تعبيرات بعضهم البعض، ومشاركة التجربة معًا. كما تتيح الحدائق المائية مكانًا للشباب الراغبين في الاسترخاء بمفردهم”. تابع: “أن قطاعات التجارة والسياحة والتجزئة تُعد المحرّكات الرئيسة للنمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات القادمة، لدورها في تنويع المحافظ الاقتصادية الوطنية”، موضحًا أنّ تطلعهمهو في الاستمرار في نجاح المملكة العربية السعودية في تطوير قطاعات السياحة والضيافة والترفيه، وجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.”
تبقى إشارة إلى وصول معدل الإنفاق في الملاهي والمنتزهات الترفيهية في الشرق الأوسط وأفريقيا، بحسب التوقّعات، إلى 609 مليون دولار في العام الحالي 2023، مع زيادة معدل عدد الزوار بنسبة 12.2% ليصل إلى 13 مليون زائر، مقابل 7.3 مليون زائر في عام 2018.