مبنى البنك
مجموعة «البنك الإسلامي للتنمية»، وتعزيزاً لمبادرة التمويل الذكي للتعليم، خصّصت مبلغ 500 مليون دولار، بالتعاون مع «الشراكة العالمية»، لتوفير تمويل التعليم لـ37 دولة عضواً في مجموعة «منظمة التعاون الإسلامي»، التي تضمّ في صفوفها، 28 مليون طفل خارج الفصول الدراسية.
رئيس مجلس إدارة المجموعة محمد سليمان الجاسر قال عن هذه الخطوة: “أنه تمّ حشد 400 مليون دولار، على شكل قروض من «البنك الإسلامي للتنمية» ومجموعة التنسيق العربية – مجموعة صناديق التنمية العربية، إضافة إلى موارد المنح من الصندوق المضاعف للشراكة العالمية للتعليم بقيمة مئة مليون دولار؛ لتأمين تمويل للتعليم بقيمة 500 مليون دولار”.
وتأتي هذه الخطوة ضمن مبادرة التمويل الذكي للتعليم التي أطلقت عام 2021 التي “حشدت نصف مليار دولار لمساعدة الملايين من الأطفال على الحصول على التعليم الضروري للازدهار، والسلام، والأمن”. كما تأتي هذه الخطوة، تزامناً الذكرى الخمسين لتأسيس البنك الإسلامي للتنمية التي سمحت بمضاعفة الجهود للمساعدة على تمكين الناس، وبناء حياتهم، والمساهمة بشكلٍ فعالٍ في مجتمعاتهم.
وهذا التمويل متوافر وضروري في هذه المرحلة الحاسمة، يقول الجاسر، إذ تتناقص ميزانيات التعليم في الدول ذات الدخل المنخفض، بينما تواجه الأخيرة ديوناً وأزمات اجتماعية واقتصادية، إضافة إلى استمرار آثار جائحة «كوفيد-19»، اذ منذ العام 2020، انخفضت ميزانيات التعليم في نصف البلدان المنخفضة الدخل، بنحو 14 في المئة، في ظلّ تراجع في المعونة الخارجية المخصّصة للتعليم، كاشفاً “انخفاض المساعدة الإنمائية الرسمية للتعليم إلى أقل من 10 في المئة من إجمالي المساعدات في السنة الأولى من الجائحة، بنحو 12 في المائة، قبل عقدٍ من الزمن، وفق بيانات صدرت أخيراً عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية”. أضاف: «إن منحة الصندوق المزدوج للشراكة العالمية من أجل التعليم هي نموذج تمويل حافز يحشد 3 دولارات من مانحين آخرين مقابل كل دولار يتمّ حشده من الشراكة العالمية من أجل التعليم؛ لتعزيز تمويل التعليم، ودعم تحويله إلى البلدان ذات الدخل المنخفض، يضاف الى ذلك، أن التمويل الذكي للتعليم، يحشد 4 دولارات تمويلاً مشتركاً من مؤسسات مجموعة التنسيق العربية مقابل كل دولار من منحة الصندوق المضاعف للشراكة. من هنا ضرورة تعزيز التزامنا الجماعي بالتعليم الجيد في هذه المناسبة المهمة المتمثلة في اليوبيل الذهبي للبنك الإسلامي للتنمية. وتصبح هذه الضرورة حاجة ملحة في ظل وجود عدد هائل من الأطفال يصل إلى 250 مليون طفل خارج المدرسة حول العالم، ومعظمهم في البلدان المنخفضة الدخل، فضلاً عن أن التقديرات تشير الى أن 70 في المئة ممن أكملوا التعليم الإبتدائي غير قادرين على إجراء عمليات حسابية بسيطة أو قراءة وفهم قصة بسيطة”.
وشدد الجاسر على أن جودة التعليم سلبية أيضاً، مشيراً إلى أن التقديرات تشير إلى أن 70 في المائة ممن أكملوا التعليم الابتدائي غير قادرين على إجراء عمليات حسابية بسيطة أو قراءة وفهم قصة بسيطة.
وقال الجاسر: «ليس من قبيل الصدفة أن نحتفل بنجاح مبادرة التمويل الذكي للتعليم في السعودية، الدولة التي خطت خطوات كبيرة في منح أطفالها المهارات التي يحتاجونها لتحقيق رؤيتها لعام 2030 في بناء اقتصاد مزدهر للجميع مع فرص النجاح».
ويمكن للسعودية أن توفر للدول ذات الدخل المنخفض الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ليس فقط الموارد الحيوية لتمويل التعليم الجيد، ولكن أيضاً المعرفة اللازمة لبناء رأس المال البشري الذي يحرّك عجلة اقتصاد الغد، مشيراً إلى أن المملكة انضمّت إلى الشراكة العالمية للتعليم بمساهمةٍ بقيمة 38 مليون دولار لدعم تحويل التعليم في البلدان منخفضة الدخل من أجل تطوير رأس المال البشري بما يتناسب مع القرن الحادي والعشرين.