افتتاح جناح الطبّ الذكي
تمكّن زوّار معرض “الصحّة العربي 2023” الذي اختُتِم أمس (2-2-2023)، من مشاهدة التطوّرات في تكنولوجيا الرعاية الصحية المستدامة من خلال “جناح الصحّة الذكي” الذي دعت إليه جمعية معنيّة بهذا الموضوع. ويستعرض هذا الجناح Intelligent Health، كيف يمكن التقنيات المتعدّدة أن تتفاعل بسلاسة مع أحدث المعدات الطبية وتتعايش لتحسين بيئة رعاية المرضى بشكل عام. وبالفعل استمتع الزوّار بالعروض التوضيحية الحية، بما في ذلك وحدة العناية المركّزة الرقمية الرائدة، وغرفة العمليات الذكية، وغرفة الطوارئ الثورية، وهذه كلّها سمحت لهؤلاء الزوّار بالتعرّف إلى كلّ خطوة في رحلة وقوع المرض، لا سمح الله، والأخطار إلى حين العلاج في المستشفى.
Paul H. Frisch، رئيس الفيزياء الطبية الحيوية والهندسة ومركز Memorial Sloan Kettering للسرطان، قال بالمناسبة: “لا تتعلق بيئة الرعاية الصحية اليوم بالتقنيات المنعزلة، بل أصبح بإمكان المستشفيات استخدام العديد من الأجهزة الجديدة من نوعها مثل الاستعانة بالراديو والأجهزة اللوحيّة وهي ليست طبية، إذ ينصّب التركيز، الآن، على كيفية دمج هذه التقنيات وكيفية مشاركة المعلومات، ما يؤثر بشكل مباشر في طُرُق عمل المستشفيات”. أضاف: “لقد تمكّن المشغِّلون والأطباء من خلال جناح الصحة الذكي من رؤية عمل التقنيات في بيئة حقيقية، وتوفير مقاييس جديدة لا يستطيع العديد من المستشفيات من الوصول إليها وإظهار التنسيق المتكامل للقطع. ومن منظور الأعمال التجارية وقابلية التشغيل البَيْني، بات بإمكان المستشفيات مراقبة سير العمل وإجراء التحسينات في الرعاية الطبية وتقديمها وتدفّقها التشغيلي وإدارتها”.
من جهته، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لجمعية الصحة الذكية Harry Pappas: “لقد طوّرنا مفهوم جناح الصحة الذكي لتثقيف مجتمع الرعاية الصحية حول طريقة اعتماد هذه التقنيات لتحسين رعاية المرضى، إذ يمكن هذه الأجهزة القابلة للارتداء اليوم مثل الهواتف والساعات الذكية، التقاط البيانات من المرضى ومشاركتها بسلاسة مع دائرة الرعاية والأسرة والطبيب وشركة التأمين”.
إلى ذلك، شاهد الزوّار التقنيات الجديدة في جناح الصحة الذكي، بما في ذلك مستشعرات الأصابع القابلة للارتداء والتي تراقب العلامات الحيوية في وحدة العناية المركّزة من دون الحاجة إلى خطوط أو قثاطير أو أصفاد للذراع وسماعات طبية رقمية متقدّمة. ذلك أنّه بات بإمكان الأطبّاء الاستماع إلى “أصوات” الجسم من خلال سماعات أذن سلكية أو لاسلكية مع تضخيم أفضل لضربات القلب والجهاز التنفسي، فضلاً عن تقنية إلغاء الضوضاء وتسجيل الصوت. ومن المميّزات أيضًا حلٌّ لحماية حديثي الولادة باستخدام نظام يحدّد الموقع في الوقت الفعلي لتمكين الاستجابة السريعة والفعّالة لردع محاولات الاختطاف من المستشفى.

يشار إلى أنّ شركة Isono Health المتخصّصة بالتقنيات الطبية (مقرّها سان فرانسيسكو)، فازت بمسابقة Innov8 Talks في معرض الصحة العربي لهذا العام، من بين 24 شركة ناشئة، وحصلت على جائزة نقدية قدرها 10 آلاف دولار أميركي، على ابتكارها لأول ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد محمول ومؤتمت للثدي في العالم. وكان من بين المتأهلين النهائيين شركة Fitmedik، التي ابتكرت حلاًّ شاملاً للأنظمة الصحية لمنع الإرهاق ومراقبته وإدارته وعلاجه في الوقت الفعلي، وكذلك شركة Lazarus 3D، مطوّرة الطباعة الثلاثية الأبعاد وتحليل التصوير المتقدّم لإنشاء نسخ طبق الأصل دقيقة ومادية لأعضاء المرضى. ومن المتأهّلين أيضًا شركة Robot Dreams، التي طرحت برنامجًا فريدًا من نوعه قائم على الذكاء الاصطناعي ينتظر الحصول على براءة اختراع للكشف المبكر عن أمراض القلب والأوعية الدموية، وأيضًا شركة SKY Medical Technology التي ابتكرت جهاز Geko الذي يتمّ ارتداؤه على الركبة ويزيد من تدفّق الدم في الشرايين الوريدية ودوران الأوعية الدقيقة.
بالنسبة للجهاز الفائز واسمه ATUSA والمعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، فإنّه يتيح تصوير الثدي بالكامل من خلال الموجات فوق الصوتية من دون الحاجة إلى الاستعانة بأختصاصيّين مؤهلين في التصوير بالموجات فوق الصوتية، لأنّه ينقل الصورة بالأبعاد الثلاثيّة للتشخيص ومراقبة المرضى. ومن المقرّر أن يتمّ توزيع هذا الماسح الضوئي على 31 دولة من قبل شريك اسمه عبد اللطيف جميل وقّع اتّفاقًا مع الشركة المُبتكرة.
بالمناسبة، قالت د. مريم ضيائي المؤسّس الشريك والرئيس التنفيذي لشركة Isono Health: “نحن نقوم بتحويل فحص سرطان الثدي من خلال الجمع بين الموجات فوق الصوتية الآلية والذكاء الاصطناعي لتمكين النساء والأطباء من خلال مراقبة صحة الثدي التي يمكن الوصول إليها والتشخيص”. أضافت: “يضمن ملحق جهاز ATUSA القابل للارتداء الحصول على الصُوَر بسرعة وسهولة وراحة، إذ تستغرق عمليات المسح دقيقتين فقط، لكلّ ثدي وتجعل تصويره غير مؤلم ومريح للمريض ومن دون استخدام اليدَيْن علمًا أنّه أسرع من الفحص اليدوي بـ 10 إلى 15 مرّة، والحصول على نتائج احترافية”.