قبل انطلاق المؤتمر
في حفل استثنائي أقيم بحضور السفير الكويتي في الأردن حمد راشد المري، ورئيس جمعية البنوك باسم السالم، وعدد من رؤساء ومدراء البنوك، وبمشاركة نخبة كبيرة من المهتمين بالشأن المالي، أطلق محافظ البنك المركزي الأردني الدكتور عادل شركس، من مقر جمعية البنوك في الاردن، أول منصة من نوعها في الأردن لترويج الوعي المالي، وهي منصة ترويج الوعي المالي. وذلك بالتعاون مع مجموعة متميّزة من الشركاء وهم: البنك المركزي الأردني، مؤسسة ولي العهد، منظمة العمل الدولية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ، والمعهد العربي للتخطيط في دولة الكويت، ومؤسسة انجاز، وجمعية بنوك الادخار الألمانية . و تأتي هذه الخطوة استجابة للحاجة المتزايدة لتطوير الفهم المالي وتحسين قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات مالية.
تخلّل الحفل بث عدة فيديوهات قصيرة لاستعراض أهمية الثقافة المالية ومدى الحاجة الماسة إليها في ظلّ التحوّلات الاقتصادية المتسارعة. ذلك أن جمعية البنوك تسعى من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق نقلة نوعية في نشر المعرفة المالية كجزء من التزامها بدعم الاستقرار المالي والتنمية الاقتصادية في الأردن.
وفي كلمة استهلالية له، أعرب محافظ البنك المركزي د. عادل شركس، “عن تقديره لجمعية البنوك في الأردن على تنظيم حفل إطلاق منصة ترويج الوعي المالي، التي تهدف إلى نشر الثقافة المالية والمصرفية وتعزيز الوعي المالي لدى الأفراد والشركات” مؤكداً “أن هذه المنصّة تمثّل خطوة استراتيجية نحو تحقيق ثقافة مالية متقدّمة ومسؤولة من خلال توفير محتوى عالي الجودة وأدوات تعليمية مبتكرة”. اضاف: تجسّد هذه المنصة الجهود المتواصلة التي تبذلها البنوك في الأردن والبنك المركزي الأردني لنشر الثقافة المالية المجتمعية وتعزيز الشمول المالي”، موضحاً أن “الثقافة المالية تمثّل قاعدة أساسية لفهم وإدارة الأمور المالية بفعالية، ما يساهم في تعزيز النمو الشامل والمستدام على مستوى الأفراد والمجتمع”. تابع: “أن البنك المركزي الأردني أطلق في العام 2017 الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي، والتي كانت الأولى من نوعها في الوطن العربي. هذه الاستراتيجية ركزّت على الخدمات المالية الرقمية، والتمويل الأصغر، والتثقيف المالي، وحماية المستهلك المالي، وحقّقت أهدافها بنجاح، بما في ذلك تقليص فجوة الوصول المالي بين الجنسين من 53 إلى 22%، متجاوزة الأهداف المحددة”.
وفي هذا السياق، بيّن شركس ان “الاستراتيجية الوطنية الثانية للشمول المالي للأعوام 2023-2028، تتضّمن مفاهيم جديدة كالادخار، والتأمين، والدفع والتحويل، والتمويل، بهدف تعزيز مستويات الشمول المالي والخدمات المقدمة”، مؤكداً أن “الادخار أصبح ركيزة أساسية ضمن هذه الاستراتيجية، بهدف تطوير منتجات ادخارية تساعد المستهلكين على التخطيط المالي السليم ومواجهة الحالات الطارئة”.
حضور
وتهدف الاستراتيجية الجديدة، كما أوضح،” الى رفع نسبة الشمول المالي في الأردن إلى 65% بحلول عام 2028، مع تقليص الفجوة الجندرية في الحسابات المالية من 20 إلى 15%”، كما تهدف إلى “تحقيق زيادة سنوية بنسبة 6% في التسهيلات المالية المقدمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة”.
كذلك أشار إلى أن “البنك المركزي أطلق في العام 2015 برنامج التعليم المالي في المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومؤسسة إنجاز”، وشمل إدراج منهاج الثقافة المالية ضمن الصفوف من السابع إلى الثاني عشر، وتدريب المعلمين على أساليب التدريس الحديثة، بالإضافة إلى تقديم مواضيع متطورة كالادخار، والاستثمار، والاستهلاك الرشيد، والخدمات الرقمية، وريادة الأعمال، والتجارة الإلكترونية.
اختتم شركس كلمته بالتأكيد على “أن تعزيز الثقافة المالية والشمول المالي يمثلان جزءاً أساسياً من رؤية البنك المركزي لبناء مجتمع مالي واعٍ قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة”.
اعتلى المنبر بعده رئيس مجلس إدارة جمعية البنوك في الأردن، باسم خليل السالم، الذي أعرب عن سعادته بإطلاق منصة ترويج الوعي المالي، واصفاً إياها بأنها “مبادرة رائدة تهدف إلى تعزيز المعرفة المالية بين مختلف شرائح المجتمع”، مؤكداً أنها “تأتي ضمن رؤية الجمعية لبناء مجتمع مالي واعٍ ومتوازن قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية المعاصرة، وبالتالي دعم فئات المجتمع وصولا الى جودة حياة افضل في الجانب المالي. ذلك إن العلاقة الوثيقة بين الثقافة المالية والشمول المالي تسهم بشكل مباشر في تمكين الأفراد والشركات الصغيرة من الانخراط في النظام المالي الرسمي، كما أن زيادة الوعي المالي تساعد على تقليص الاقتصاد غير الرسمي، وتعزّز الشفافية، وتفتح آفاقاً أوسع للتنمية الشاملة”. كذلك أشاد بالدور البارز للبنك المركزي الأردني في تعزيز الشمول المالي في الأردن، مشيراً إلى الإنجازات التي حقّقتها الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي، ومنها رفع معدلاته من 31.1% إلى 50%. كما أثنى على “إطلاق البنك المركزي لاستراتيجيته الجديدة للشمول المالي للأعوام 2023-2028، والتي تهدف إلى تحسين الوصول إلى الخدمات المالية وزيادة استخدامها بشكل أكثر شمولاً”. أضاف: “لا يمكننا إغفال الجهود المشتركة بين البنك المركزي والبنوك في الأردن في نشر الثقافة المالية، ومن أبرزها مشروع الثقافة المالية للمدارس وحملات التوعية المتنوعة، كما حقّق البنك المركزي إنجازاً عالمياً بحصوله على المرتبة الأولى في جائزة إعلان مايا، التي يمنحها تحالف الشمول المالي، تقديراً لدوره الريادي في تعزيز الشمول المالي”.
بعد ذلك، كانت كلمة لمدير عام جمعية البنوك في الأردن، الدكتور ماهر المحروق الذي قال ان “إطلاق منصة ترويج الوعي المالي يشكّل استجابة شاملة ومتكاملة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الأفراد وقطاعات الأعمال المختلفة في الأردن”.
وحول محاور المنصة وأهدافها المستقبلية، أوضح ماهر المحروق أن “المنصة تتضمن أربعة أجزاء رئيسة: أولها معلومات تفصيلية عن القطاع المصرفية، اذ تقدّم شرحاً مبسّطاً وشاملاً عن الخدمات المصرفية والبنوك، ثانيها، الثقافة المالية التي تهدف إلى تقديم مفاهيم وأدوات تثقيفية تساعد الأفراد على تحسين قدراتهم المالية. اما الثالث، فهو ريادة الأعمال، حيث تقدّم محتوى يدعم الرياديين ويساعدهم على استدامة مشروعاتهم، واخيراً التكنولوجيا المالية، حيث تسلّط الضوء على التطورات التقنية وكيفية الاستفادة منها في تحسين الخدمات المالية”. ختم أخيراً بالتأكيد أن “المنصة وكافة المحتويات عليها مجانية وتهدف إلى تحقيق شمول مالي حقيقي من خلال استهداف كافة فئات المجتمع، بما في ذلك الشباب، الموظفين، سيدات الأعمال، والمتقاعدين”، مشيراً إلى أن “هذا الجهد يأتي ضمن رؤية وطنية لتعزيز التنمية المستدامة والعدالة الاقتصادية”.