النقيب الياس حنا يُقدم الدرع التكريمية لوزير الإقتصاد أمين سلام
الحفل السنوي لنقابة وسطاء التأمين Libs، كان متميّزاً هذا العام، ليس في اللمسات التحضيرية التي اشتغل عليها أعضاء مجلس الإدارة برئاسة الياس حنا، وكانت لمسات، كما العادة في الحفلات السابقة، مُبهرة للنظر، منظّمة لإراحة الحضور، منوّعة تجنّباً للملل، وإنما كان هذا التميّز لمصادفة وقوع هذا الحفل مع مرور ثلاثين سنة على ولادة هذا المكوّن التأميني الذي ساهم مساهمة فعّالة في استمرار قطاع التأمين في لبنان بفضل الإحترافية التي يتمتّع بها الوسطاء المسجّلون في النقابة، ترويجهم الصادق للبرامج التأمينية ولبوالصها مع شرح أمين لبنودها، وأخيراً وليس آخراً، وقد يكون ما نقوله هو الأهم: إغناء عائدات الشركات المتعامل معها بما يصل الى النصف تقريباً أو أقلّ. من هنا لم تكُن مستغربة إشادة الرؤساء التنفيذيين لـ 15 شركة تأمين لبنانية (وللبعض منها انتشار في الخارج مثل ليبانو-سويس) في فيلم مصوّر عُرض على شاشَتَيْن كبيرتَيْن وسط قاعة فسيحة ضمن مركز AVA للمعارض والحفلات الكبيرة ومنها الأعراس حيث أقيم هذا الحفل. وقد تمّ عرض هذا الفيلم بحضور وزير الإقتصاد والتجارة أمين سلام بصفته الرقابية على القطاع، ورئيس جمعية شركات الضمان أسعد ميرزا (ACAL) وممثّل عن المؤسسة الوطنية للضمان الإلزامي، اذ أن رئيسها عبدو الخوري لم يُشارك بسبب وعكة صحية ألمّت به، إضافة الى رئيسة رابطة الإكتواريين في لبنان ريتا السخن، رئيس بلدية بيروت عبدالله درويش ورئيس المؤسسة الوطنية للإسكان روني لحود ومعظم نقباء المهن الحرة.
وقبل أن يعتلي المنبر كلّ من الوزير أمين سلام والنقيب الياس حنا لقول كلمتيْهما بهذه المناسبة، عرض الزميل ماجد بو هدير مقدّم هذا الحفل (مع السيدة باميلا)، لمحة مختصرة عن نقابة الوسطاء وما حقّقته خلال ثلاثين عاماً، وقد كنّا مجلة وموقع “تأمين ومصارف” قد نشرنا في تحقيق سابق، أبرز تلك الإنجازات خلال تولّي ستة نقباء تعاقبوا على الرئاسة هم السادة: نبيل يونس، ايلي زيادة، سليم يارد، عصام حتي، الياس حنا وسيريل عازار، علماً أن هناك نقيبَيْن كان لهما دور مهمّ في التأسيس هما: ايلي أبي عاد وشقيقه أنطوان، وليس في الإنجازات اذ لم يمضِ كلّ منهما أكثر من سنة واحدة على رأس النقابة.
ولأن المجال لا يتّسع للتوقّف عند انجازات كلّ نقيب من النقباء الستة، نكتفي بالإشارة الى أن شؤون النقابة كانت تُنجز في البداية في مكتب سليم يارد ، أمين السر آنذاك، قبل أن يُنتخب نقيباً في ما بعد، وبمساعدة موظّفة من فريق عمله، الى أن تمّ شراء مركز لـ Libs في سن الفيل في العام 2001 وتأثيثه وتوظيف من يلزم في الإدارة. وكانت هذه الخطوة الأولى في سلسلة خطوات أساسية ومهمة توالت على الشكل التالي: انتساب النقابة الى اتحاد وسطاء التأمين في البلدان الأوروبية Bipar ، فإلى الإتحاد العام العربي للتأمين Gaif، فاتحاد وسطاء التأمين في دول حوض البحر الأبيض المتوسط FNBA، إضافة الى المشاركة بالـ MIA، الإتحاد الذي أسسه في قبرص رئيس ACAL الأسبق المرحوم ابراهام ماتوسيان الذي كانت له أيادٍ بيض في نهضة قطاع التأمين اللبناني ككلّ. ولكنّ هذا “الإتحاد المتوسطي” لم يعش طويلاً بسبب الرحيل المبكر للمؤسس. وبفضل العلاقة المتينة التي نشأت مع الـ Gaif وأمينها العام السابق عبد الخالق رؤوف خليل، فقد تمّ تأسيس رابطة لإتحاد الوسطاء العرب ترأسها النقيب ايلي زيادة في انتخابات جرت في دمشق، لكن الظروف السياسية والأمنية بسبب ما عُرف بــ “الربيع العربي”، حدّ من نشاط هذه الرابطة التي شُلت حركتها سنة بعد سنة والتي تجري حالياً مساعٍ لإعادة إحيائها بهمّة الأمين العام الحالي للـ Gaif شكيب ابو زيد، وقد قطعت هذه المساعي شوطاً كبيراً، فهل تكون الرئاسة للنقيب الياس حنا؟
نعود الى حفل Libs الأخير لننقل بإيجاز مضمون كلمَتَيْ النقيب الياس حنا والوزير سلام. ففي الكلمة التي ألقاها الأول، رحّب بأفراد عائلة قطاع التأمين في لبنان المشاركين، لينتقل الى أهمية هذا الملتقى الذي يتوّج مسيرة 30 سنة على تأسيس قطاع واجه تحديات كبيرة، لكنّ بثبات خطى النقابة، قال حنا، “استطعنا الصمود والتميّز بوجود شركاء المهنة، وعلى رأسهم جمعية شركات الضمان. واليوم، وبوجود الوزير أمين سلام على رأس وزارة الإقتصاد، بدأنا نشعر بدعم اضافي لنقابتنا شاكرين جهوده، آملين منه تعزيز دور النقابة وبالتنسيق الكامل مع ACAL عبر تفعيل المجلس الوطني للضمان”. مضى قائلاً: “لن نقبل بأن ينهار هذا القطاع في عهدك، معالي الوزير، أو أن تُتخذ قرارات خارج الإطار القانوني للقطاع لأننا سنكون أشدّاء ضد أيّ إجراء يُتخذ ويُخالف الإطار القانوني. وبالمناسبة، نأمل بالدعوة الى لقاء جامع هذا القطاع، لوضع خطة رقابة لمصلحة المؤمّنين مع ضرورة إقرار إلزامية إنتساب الوسيط الى النقابة لتأمين التوازن والحرفية. وهنا أتوجّه بالشكر العميق الى جمعية شركات الضمان التي تواجه معنا الصعوبات. كما لا بدّ من شكر السيد عبدو خوري الذي لم يُشاركنا الحفل بسبب وعكة صحية، شكرنا لرئيسة رابطة الإكتواريين ريتا السخن المتعاونَيْن معنا دائماً”.
ثم اعتلا المنبر الوزير أمين سلام الذي طلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت، وفاء لأمير دولة الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي تحتفل بهذه المناسبة، وقد كان سموّه محباً للبنان ومهتماً بشجونه وشؤونه، كما كل الأسرة الحاكمة في الكويت”.
بعد ذلك، توجّه بالشكر الى نقيب الوسطاء النقيب الياس حنا مثمّناً الدور الذي يلعبه التأمين. وهنا توسّع في الحديث عن دور القطاع الخاص في لبنان رغم كل ما يحصل في البلد، مشيداً بالتعاون بين ACAL و Libs ووزارة الإقتصاد واللجنة الرقابية التابعة لها، والتنسيق القائم بينها وبين كل هذه المكونات التأمينية قائلاً: ” ان قطاع التأمين يُشبه الوسادة التي يستند اليها رأس اللبناني عندما يخلد للراحة أو النوم مردداً: “أنا مرتاح لأنني مؤمن استشفائياً. وفي الواقع فإن هناك حوالي 60 ألف بوليصة تأمين تُغطي عائلات، في ظلّ عجز وزارة الصحة ومؤسسة الضمان الإجتماعي على القيام بمهمتيهما، علماً أن التأمين لا يقتصر على الإستشفاء وحده بل يطاول شؤوناً عدة كالحريق وتغطية المنازل والسفر والشحن وما الى ذلك. وهو بات اليوم الأقوى بين القطاعات، بما في ذلك القطاع المصرفي، وكلّ ذلك بفضل الحكمة والنشاط وبُعد النظر التي تتمتع بها شركات التأمين والوساطة، ولهذا انا مصرّ على دعم هذا القطاع خوفاً من أن يُصيبه ما أصاب المصارف، مع مسعىً نقوم به حالياً لإقرار إلزامية التأمين في القطاع الصناعي”. أضاف: “لن أسمح لهذا القطاع أن يتقهقر، وأنا على رأس هذه الوزارة، بل سأكون المؤازر له كي يستمر في النمو في ظلّ قوانين بالية عمرها خمسون سنة وباتت بحاجة الى اعادة تطوير وتصويب”. تابع: “في بداية 2024 سأُعلن برنامجاً كاملاً متكاملاً يخصّ الوسطاء في مجال الزامية دخولهم الى النقابة لكي يُمارسوا المهنة. وبالنسبة للمجلس الوطني للضمان، فقد اتفقت مع رئيس الحكومة إعادة عرض المرسوم مجدداً على مجلس الوزراء بعد إجراء تعديلات بسيطة بالأسماء”.
بعدها، تمّ تكريم الوسطاء الذين أمضوا 25 سنة في المهنة وهم السادة: فادي عنداري، غسان أبي كرم، جومانا غنّام، روبير هارت. كذلك تمّ تكريم المدراء التنفيذيين للشركات الـ 15 التي دعمت هذا الحفل وهي بحسب الترتيب الأبجدي: ADIR، ALIG، المشرق، التأمين العربية، أكسا الشرق الأوسط، Bankers، CLA، كمبرلند، فيدليتي، Lia Assurex، Libano Suisse، مدغلف، Security، SNA، وUFA.
ثم دُعي أعضاء مجلس إدارة Libs لإلتقاط صورة تذكارية مع الوزير سلام، ففاجأ هؤلاء نقيبهم بتقديمهم له درعاً تكريمية له تقديراً لجهوده، هو الذي أمضى 33 عاماً في هذه المهنة، أي أنه سبق تأسيس Libs بثلاث سنوات. وكان النقيب حنا قد منح، قبل الجميع، الوزير سلام درعاً تكريمية تكريماً أيضاً لما يبذله من جهود في سبيل قطاع التأمين ككّل، وقطاع الوساطة على وجه التحديد. ثم التفّ ممثلو الشركات المشاركة وأعضاء مجلس الإدارة حول الوزير والنقيب حنا ورئيس ACAL وتمّ قطع قالب الحلوى الكبير، لتبدأ السهرة الترفيهية حتى ساعة متقدّمة من الليل.