باحة اللوفر
أما و قد حصلت السرقة وفََقََدَ متحف “اللوفر” بعضا من مقتنياته الثمينة، فما هي هذه السرقات وما قيمتها وماذا سيفعل السارقون بالكنوز، وبخاصة أن بيعها أمرٌ مستبعد، بل لا يُمكن أن يحصل، لأن أفراد العصابة الذين تعاونوا على السرقة، سوف يُكتشف أمرهم سريعاً ؟
بالنسبة لخبير سابق في جرائم الآثار الثمينة بمكتب التحقيقات الفيدرالي،فإن اللصوص،على الارجح،سيسيّلون المسروقات و يفككونها لاستحالةبيعها.و بالنسبة لخبير آخر هو تيم كاربنتر، فانهم ركّزوا على “الكنوز ذات القيمة الثقافية و التاريخية الهائلة”،أي انهم كانوا يعرفون ماذا يريدون و ادركوا قيمة هذه القطع و اهميتها الثقافية.الأخطر،و دائما حسب كاربنتر، ان السرقة تمّت نهارا،فيما كان المتحف مفتوحا.لذا، علّقت المدعية العامة في باريس، لور بيكو، قائلة: “لأنه من شبه المستحيل بيع الحلي المسروقة كما هي، فقد يكون اللصوص عملوا «لصالح جهة معينة»، أو أرادوا سرقة أحجار كريمة «للقيام بعمليات غسل أموال”. وجاء كلام المدعية ليعطي هذه السرقة حجماً أكبر بكثير من الحجم الذي أخذته بعد ساعات من الإعلان عما حصل، اذ أن دوافع السرقة التي أشارت اليها، تتخطّى قيمة المقتنيات المسروقة من متحف اللوفر الذي يُعتبر أكبر متحف في العالم، و الذي يستقبل سنوياً نحو تسعة ملايين زائر، ويضم 35 ألف عمل فني على مساحة 73 ألف متر مربع ،و لذلك لقيت هذه العملية اهتماما واسعا و اثارت جدلا واسعا في فرنسا و العالم و اعادت فتح النقاش حول امن المتاحف التي تواجه”ضعفا كبيرا”،كما قال وزير الداخلية لورين نونيز،مضيفا “ان عملية السرقة استمرت 7 دقائق،و ان منفذيها لصوص متمرّسون قد يكونون اجانب و ربما عُرف عنهم ارتكابهم وقائع مشابهة”.
يُشار هنا الى أن سرقة اللوفر في وضح النهار، دفعت وزارة الثقافة الإيطالية، الى تطوير أنظمة تعتمد على الذكاء الإصطناعي قادرة على رصد أي سلوك مشبوه حول قطع أثرية ثمينة. وبهذا الصدد، قالت الوزارة أن «أمن التراث الثقافي أصبح أولوية قصوى»، كذلك اقدمت مديرية المتاحف الإيطالية التابعة للوزارة على تطوير مشروعَيْن تجريبيَيْن رئيسيَيْن يركّزان على التراث الأثري بتحويل مالي من صناديق أوروبية بقيمة اجمالية تزيد على 70 مليون يورو، وذلك لتحسين أدوات الوقاية والمراقبة عن طريق استخدام الذكاء الإصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة والأمن السيبراني.
والآن ما هي حصيلة السطو التي تعرّض لها متحف اللوفر؟ وفق ما أُعلن ونُشر:فعددها ثماني قطع ثمينة من المجوهرات النادرة تعود للقرن التاسع عشر، علماً أن المسروقات كانت معروضة في قاعة “أبولو” وهي قاعة تقع في الطابق الأول من جناح المتحف المطلّ على نهر السين، وتحتضن مجوهرات التاج الفرنسي منذ القرن السابع عشر. وإذا كان تاج الإمبراطورة أوجيني قد أفلت من أيدي أفراد العصابة أثناء فرارهم من المكان، فإنهم نجحوا في انتزاع تيجان أخرى، وأطقم من الحلي ذات القيمتين التاريخية والمادية، بينها تاج ثانٍ مرصع باللؤلؤ، وعقدة بديعة للخصر يعودان للإمبراطورة أوجيني أيضاً، ودبوس للصدر يحمل ألماسات كبيرة الحجم، وتاج وطقم من أحجار السفير يعودان للملكتين ماري إميلي، وهورتانس، وقلادة مع قرط من الزمرد تعود للملكة ماري لويز.


و في تحقيق سابق ذكرنا أن المتاحف الحكومية لا يتمّ تغطيتها من قبل شركات تأمين تؤمّن فقط على القطع المنقولة الى متاحف أو مراكز للعرض. فماذا عن هذه التغطيات عربياً؟ اتحاد شركات التأمين المصرية، وقبل أربع سنوات، أصدر نشرة بهذا الخصوص، في ما يلي أبرز ما جاء فيها تحت عنوان “التأمين على القطع الأثرية والأعمال الفنية النادرة .تقول النشرة :
تعتبر آثار مصر هي الأشهر على مستوى العالم، وهي الأقدم على وجه الأرض،كما ان مصر تحتوي علي العديد من المناطق الاثرية المتخمة بالكنوز، فإلى جانب ما تفرّدت به من آثار فرعونية بهرت العالم كله؛ حظيت بقدر كبير من الآثار اليونانية و الرومانية والبيزنطية والقبطية والإسلامية، والتي يتمّ اكتشاف العديد منها كل يوم، ما دعا إلى ضرورة انشاء متاحف متعددة لعرض هذه الآثار. ويلعب التأمين دوراً هاماً فى الحفاظ على تلك المتاحف الأثرية ضد المخاطر التي يمكن أن تتعرّض لها كالسرقة أوالحريق أو ما شابه ذلك، كما يقوم التأمين أيضاً بالحفاظ على القطع الأثرية التي قد تتعرض لمخاطر عديدة خاصة أثناء نقلها ليتم عرضها فى معارض أو محافل دولية بالخارج. وقد قام الاتحاد الدولى للتأمين البحرى IUMI فى مؤتمر سابق بعرض محاضرة عن تأمين الأعمال الفنية والقطع الأثرية أثناء نقلها ليتم عرضها خارج مكان تواجدها الدائم .. حيث أوضحت المحاضرة دور التأمين فى الحفاظ على تلك الأعمال الفنية وذلك كما يلي:
-تندرج تغطية الأعمال الفنية تحت تغطيات البحري/بضائع وذلك لأن الخطر الذى يتعرض له الأثر أو العمل الفنى يكون متعلقاً أكثر بمراحل النقل المختلفة (بري – جوي – بحري) لهذا الأثر .
-عند تقدير القيمة التأمينية للأثر أو العمل الفني يتعين أن تؤخذ في الإعتبار عوامل كثيرة منها
يالحقبة التاريخية التى يمثلها هذا الأثر أو العمل الفني .
– المادة المصنوع منها الأثر أو العمل الفني .
– الحالة المادية للأثر أو العمل الفني .
– الشخصية أو الحدث الذى يمثله الأثر أو العمل الفنى.
- يتم تحديد القيم التأمينية للقطع الأثرية والأعمال الفنية على أساس الـ Agreed Value.
- يتم عادة تغطية الأعمال الفنية أو الآثار From Nail To Nail، بمعنى أن التغطية التأمينية تصبح سارية المفعول من

يُشار هنا الى أن الاتحاد قام من خلال لجانه الفنية بدراسة كيفية التأمين على المتاحف والقطع الأثرية الموجودة بها وكذلك التأمين على اللوحات الفنية والمخطوطات النادرة، وانتهى الاتحاد إلى إعداد مشروع وثيقة شاملة للتأمين على المتاحف والمعروضات الأثرية داخل المتحف أو أثناء نقلها ليتم عرضها فى المعارض أو المحافل الدولية بالخارج.