محمد الشريف
من جديد بنك الكويت الدولي KIB، اعتماده التحوّل الرقمي الذي جعله يتميّز عن المؤسسات المصرفي الأخرى في دولة الكويت وفي دول عربية أخرى.
محمد الشريف مدير عام إدارة الابتكار الرقمي وذكاء المعلومات في هذا البنك عن هذه الإستراتيجية التي تهدف الى زيادة الكفاءة والاستمرار في التطوير لتلبية احتياجات الزبائن المتنامية في ظلّ الثورة الهائلة التي يشهدها هذا القطاع في مجال التقدم الرقمي. وتقوم هذه الاستراتيجية، كما ذكر، على عوامل أساسية مختلفة، وهي: تقديم منصات رقمية شاملة ومتطوّرة لكل القطاعات، توفير تجربة استثنائية للعملاء، القدرة على تحليل البيانات والمعلومات بشكل دقيق وتوظيفها في تقديم خدمات ذات جودة أعلى، العمل على ترسيخ اتفاقيات التعاون مع الشركات الناشئة والمؤسسات الكبيرة في مجالات الصيرفة الرقمية، ايجاد منظومة عمل وهيكل تنظيمي يتميز بالكفاءات وطرق العمل الحديثة التي تهدف إلى تسريع الإنجاز، الحرص بشكل مستمر على أمن المعلومات ومنح الأولوية لكل الإجراءات الاحتياطية الخاصة بهذا القطاع، أخيراً وليس آخراً، خلق بيئة عمل إيجابية تسهم في تشجيع الابتكار الدائم وتكافؤ فرص المشاركين فيه.
ولكن هل تؤثر تلك التغييرات والابتكارات في أعداد الموظفين مستقبلا؟ عن هذا السؤال أجاب: “لا يمكن الجزم على الإطلاق حالياً بما إذا كانت التقنيات الرقمية تؤدي بشكل مباشر إلى تقليص عدد الموظفين في المؤسسات، إذ يمكن أن يقلّ الطلب على الوظائف التقليدية بالتزامن مع التقدّم في التكنولوجيا المالية. لكن قد يتم توظيف هذا الأثر بشكل إيجابي عبر الاستفادة من الموظفين في مواقع عمل مختلفة لزيادة حجم المبيعات، مثلا، أو غير ذلك. كما ان التقدمّ الذي تشهده التقنيات التكنولوجية والرقمية من شأنها ايجاد فرص عمل جديدة تتطلب مهارات خاصة ومتنوعة، والبنك لا يألو جهدا في هذا المجال من حيث الالتزام بتدريب وتطوير الكفاءات وتمكينها من أداء أدوار جديدة تحت مظلة رؤيته الإستراتيجية الرقمية”.
وما هي الفوائد التي تعود الى زبائن البنك؟ عن هذا السؤال أجاب:
-بالنسبة لمبادرات التحول الرقمي، فإن مزايا عديدة يحصل عليها العملاء. وعلى سبيل المثال يمكنهم إنجاز أكثر من عملية مصرفية على مدار الساعة ومن دون الحاجة إلى زيارة فرع البنك وبتكلفة بسيطة إذ إنها توفر التكنولوجيا إمكانية تطبيق وتنفيذ العمليات برسوم منخفضة أو من دون تكلفة أحيانا كثيرة. وبالنسبة لـ KIB للبنك تبرز أهم مزايا التحوّل الرقمي في تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف، إلى جانب زيادة مستوى الشفافية والوصول إلى تجربة عملاء أفضل، ما يؤدي إلى رفع مستوى رضاهم وكسب ثقتهم وولائهم للعلامة التجارية.
ماذا عن الجاهزية والإمكانات التقنية التي يمتلكها البنك في رحلته لإنجاز التحوّل الرقمي الشامل؟ أجاب محمد شريف:
– تمكّنا خلال فترة وجيزة من تطبيق الإستراتيجية بانشائنا المصنع الرقمي والعمل على توفير كل الأدوات التقنية المتنوعة، كما فتحنا المجال بشكل أكبر للعملاء للمشاركة في تقييم وتجربة ما تمّ وما سيتمّ إطلاقه من منتجات رقمية، وبهذا يمكنني التأكيد أن KIB على أتم الاستعداد والجاهزية ويتمتع بقدرات تقنية متقدمة، ساعدته على الانطلاق في رحلة التحول الرقمي ولاتزال تسهم في استمراره بتطبيقها.
وعن أبرز البرامج الرقمية التي أطلقها البنك وكان لها أثر واضح لدى العملاء، قال: بفضل الدعم الكبير والمستمر من الإدارة التنفيذية وتضافر جهود كل قطاعات البنك، وكذلك مساهمة عملائه، أطلقنا خلال فترة زمنية قصيرة في الربع الثالث من العام الفائت 3 منصات رقمية، إضافة إلى برنامج الابتكار الرقمي الخاص بنا تحت مسمى «الذكاء البشري»، كما أسسنا شراكة إستراتيجية مع شركة فيزا، لنصبح أول بنك كويتي ينظم برنامج Visa Ready لتمكين التكامل مع الشركات المالية التكنولوجية.
وفي بعض التفاصيل حول هذه الخطوات، جددنا تطبيق KIB موبايل المصمم للعملاء الأفراد، وقدمناه بحلة جديدة وعصرية من أجل إثراء تجربة العملاء عبر إضافة العديد من المزايا والخدمات إليه، على غرار التحويل والمدفوعات وإدارة البطاقات، وإمكانية فتح الحسابات والودائع وإدارة التمويلات، ثم أضفنا إليه أواخر العام ذاته خدمة تحديث البيانات البنكية وإدارة المصروفات وفق الميزانية التي يحددها العميل، وغيرها الكثير مما يلائم أسلوب حياة عملائنا ويحقق طموحاتهم وتطلعاتهم.
وفي صعيد مقابل، أطلقنا منصة KIB الرقمية للشركات مدعومة بطيف واسع من الخدمات، وفي مقدمتها إمكانية تحديد أدوار المستخدمين، وضع سياسات الاستخدام وتفعيل حدوده. كما تم تصميم هذه المنصة المبتكرة لتوفر تجربة مصرفية استثنائية من حيث واجهة المستخدم وأسلوب عرض المعلومات واستخراج التقارير المالية بشكل رسوم بيانيـــة تتناسب وجميــــع شرائح المستخدمين من عملائنـــــا الشركــــات.
وفي مطلع العام الحالي أطلقنا تطبيق KIB للشركات على الهواتف النقالة للشركات، بحيث تتوافر عبره كل الخدمات والمزايا الموجودة في المنصة الرقمية ومن أبرزها خدمات الموافقة على استكمال وتنفيذ المعاملات من الجهاز الذكي للأشخاص الذين تفوضهم شركاتهم بذلك.
أما المنصة الثالثة، فكانت KIB Aqari العقارية الرقمية التي تتوفر على الأجهزة الذكية والمتصفح الإلكتروني، وتعتبر هذه المنصة خدمة عقارية مبتكرة ومتطورة يتم إطلاقها لأول مرة في الكويت، وهي توفر خدمتين أساسيتين إلى جانب مجموعة متعددة من المزايا، وهما: خدمة طلب التقييم العقاري رقميا التي تمكن العميل من استكمال العملية عبر المنصة من دون زيارة فرع البنك، بما في ذلك دفع رسوم الطلب وتعبئة نموذج المعلومات وإنجاز مهمة التقييم العقاري من قبل فريق البنك وإصدار التقييم رقميا على شكل رمز QR يمكن للعميل تقديمه للجهات التي تطلب منه التقييم العقاري. أما الخدمة الأساسية الثانية فهي خدمة التحصيل المجاني للإيجارات لأصحاب العقارات، حيث يقوم العميل بتعريف العقار ومستأجريه وتحديد القيمة الإيجارية الشهرية، وبمجرد تفعيل خدمة التحصيل التلقائي تتم عملية تحصيل الإيجارات وإيداعها مباشرة في حسابه المصرفي من دون أي رسوم بالمقابل. وتوفر هذه المنصة المتطورة والفريدة من نوعها كل التقارير اللازمة لمتابعة عملية تحصيل الإيجارات والمدفوعات الخاصة بالعقار، ما يضمن للعميل الحصول على كل المعلومات المتعلقة بعقاراته في وجهة واحدة.
الى ذلك، أشار محمد الشريف أنه منذ مطلع العام 2023 عمل البنك على تحديد معالم خطته الإستراتيجية المتكاملة والشاملة للتحوّل الرقمي مع أحد كبار المستشارين العالميين، وكانت هذه الخطة قائمة على محورين أساسيين، يتمثل الأول بتعزيز القدرات الرقمية للبنك وضمان السرعة والمرونة في إطلاق المنتجات الرقمية المتنوعة التي تناسب متطلبات العملاء، بينما يركز الثاني على تعزيز وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وجعلها أكثر سرعة وكفاءة وأمانا، وذلك بهدف تسريع مهمة توفير المنتجات المصرفية المختلفة ومواكبة مفهوم التغييرات الرقمية لدى العملاء. وفي إطار الدور الحيوي في التغيير والتطور، تواصل ادارة البنك العمل على تعزيز إستراتيجيته الشاملة للتحول الرقمي، وبهذا الصدد، قال:”بشكل دائم وفي كل المجالات، كما أننا ملتزمون بطرح المزيد من الخدمات والمنتجات الرقمية التي تغطي أوسع شريحة ممكنة من العملاء، أفرادا وشركات، وكذلك أصحاب العقارات.
وخلال العام الحالي 2024 سيتم طرح ما يزيد على 5 خدمة متميزة نأمل أن تحقق تطلعات العملاء وتعزز ثقتهم وتنال رضاهم».
وأشار إلى أن البنك مازال يمضي قدما نحو مستقبل أكثر تميزا عبر استكشاف المزيد من الحلول والارتقاء ببرامجه المتخصصة والتوسع في أهدافها لتشمل مشاركة العملاء من مختلف الشرائح والقطاعات، كما سيستمر البنك في ترسيخ وتجديد شراكاته الإستراتيجية مع الجهات والمؤسسات المختلفة بهدف تقديم خدمات حقيقية وأفكار لامعة تثري تجربة عملائه باستمرار.
عن جديد البنك المنتظر قال محمد شريف: «لا ندخر فرصة في دراسة كل احتياجات السوق واتجاهاته فيما يتعلق بالمنتجات الرقمية والمزايا المتوافرة. وبناء على ذلك شهدنا، مؤخرا، إطلاقا ناجحا ومميزا لمنصة فريدة من نوعها في السوق المحلي، وهي KIB PayTally التي تعتبر أول تطبيق بنكي للتسوق في الكويت يقوم بتقديم عروض تمويل حصرية لدى أكثر من 100 شركة حيث يوفر تمويلا مرنا، يتراوح بين 300 دينار و25 ألف دينار، ويدفع على مدى 3 أشهر إلى 60 شهرا”. ويتميز هذا التطبيق الجديد بأنه أول مركز تسوق رقمي مقدم من بنك في الكويت يتيح لمستخدميه فرصة التسوق وطلب التمويل ومتابعته بسهولة، كما إنه مصمم لتحقيق إنجاز نوعي في طريقة وصول العملاء إلى خدمات التمويل والتمتع بتجربة تسوق شاملة من دون الحاجة إلى تصفح وزيارة مواقع إلكترونية وفروع متعددة، ما يوفر وقتهم وجهدهم ويضمن تمتعهم بتجربة استثنائية. ومن مزايا التطبيق أيضا أنه بمنزلة منصة سهلة الاستخدام ومدعومة بتقنيات وخدمات فريدة ومصممة خصيصا للارتقاء بمفهوم التسوق الرقمي من خلال العروض الحصرية التي لا تتوفر في أي وجهة تسوق أخرى، وتمكين العملاء من مقارنة المنتجات وفقا لفئاتها المختلفة ما يضمن الموثوقية والدقة في الاختيار قبل الشراء، ومن أبرز حلول التمويل المبتكرة والمرنة التي تتوفر عبر التطبيق، تمويل السيارات، التمويل الطبي، تمويل العلاج في الخارج، التمويل التعليمي، تمويل الأثاث والإلكترونيات والقيمز (الألعاب الرقمية)، وغيرها الكثير.
من جهة ثانية، وفي إطار إستراتيجيته الشاملة والهادفة إلى ابتكار منتجات رقمية مستدامة، سيُصار الى إطلاق منتج رقمي جديد ومبتكر يتمثل في بطاقة فيزا متعددة العملات مسبقة الدفع، لتكون قيمة مضافة في تجربة العملاء وتضمن تمتعهم بتجربة دفع وتسوق آمنة ومريحة خلال السفر وعند إنجاز معاملاتهم الدولية، سواء كانت عمليات التسوق عبر الإنترنت، أو معاملات الطلاب الدراسين في الخارج، وغير ذلك من الاحتياجات الحيوية التي تناسب أسلوب حياتهم العصري.