إعصار ميلتون
إعصارا Helene و Milton الأخيران اللذان ضربا الولايات المتحدة ودول أوروبية، أديا إلى دمار واسع النطاق، وأوديا بحياة المئات من الناس وتسبّبا في أضرار جسيمة في الممتلكات. لقد أدى إعصار هيلين الذي ضرب منطقة Big Bend في فلوريدا كعاصفة من “الفئة 4” في 26 سبتمبر 2024، إلى فيضانات كارثية في جميع أنحاء فلوريدا وكارولينا الشمالية والجنوبية وجورجيا وأوهايو. كذلك، لقد تعرّضت أجزاء من الولايات المتحدة للأضرار مرة أخرى بسبب هذا الإعصار Milton في 9 أكتوبر 2024. ونتيجة لذلك، فمن المتوقع أن تشهد شركات التأمين الأميركية ارتفاعًا في المطالبات في العام 2024 عبر خطوط التأمينات العامة، ما قد يؤثر بشكل كبير في ربحيتها، وفقًا لشركة GlobalData، وهي مؤسسة رائدة في مجال البيانات والتحليلات.
ووفقًا لمكتب بيانات التأمين في هذه الشركة، فإن ما مجموعه 112,926 مطالبة تأمين قدّمت حتى الآن خاصة إعصار Helene اعتبارًا من 9 أكتوبر 2024، مع خسائر مؤمّنة تقدر بمبلغ 1.1 مليار دولار. ومن بين هذه المطالبات: 52.070 تتعلق بسيارات الركاب الخاصة، تليها مباشرة 50.672 مطالبة تتعلق بالعقارات السكنية. كذلك تشمل الأضرار الإضافية المبلّغ عنها، المركبات التجارية وخسائر الممتلكات.
Manogna Vangari، محلل التأمين في GlobalData، قال في هذا الصدد: “تحوّل إعصار ميلتون الى عاصفة هائلة وصلت الى اليابسة إلى جنوب خليج Tampa، بالقرب من Siesta Key ، ما أدى إلى حدوث أعاصير متعددة، خاصة عبر جنوب فلوريدا. ويمثل إعصار ميلتون، كما يقول الخبراء، خطرًا كبيرًا على منطقة فلوريدا ذات الكثافة السكانية العالية، ما قد يؤدي إلى تكاليف أعلى من تلك المرتبطة بإعصار هيلين. ووفقا لإحاطة البيت الأبيض، تقدّر الأضرار الناجمة عن إعصار ميلتون بأكثر من 50 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تشكّل مطالبات التأمين على الممتلكات ما نسبته 12.9% من إجمالي مطالبات التأمينات العامة في 2024 وهي بقيمة 227.5 مليار دولار. ومع ذلك، مع هذه الأحداث، قد تزيد المطالبات الفعلية في العام الحالي بمجرد تحقيق التأثير الكامل لكلا الإعصارين. ونتيجة لذلك، فمن المتوقع أن تتأثر الربحية الإجمالية لصناعة التأمينات العامة في الولايات المتحدة بشكل كبير، بحيث قد يتجاوز متوسط النسبة المجمّعة 100% في 2024.
ووفقًا لقاعدة بيانات التأمين العالمية التابعة لشركة GlobalData، فالمتوقع أن تنمو صناعة التأمينات العامة في الولايات المتحدة بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.1% خلال الفترة 2024-2028، من 2.4 تريليون دولار في عام 2024 إلى 3.1 تريليون دولار في عام 2028، من حيث إجمالي الأقساط المكتتبة (GWP).
يُذكر أن لشركات التأمين في الولايات المتحدة، لا تغطي أضرار الفياضانات على المنازل الواقعة في المناطق عالية المخاطر، ولهذا يجب إدخال بند إضافي في الوثيقة، وفقًا لما تحدده الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، خاصة إذا كان الرهن العقاري مدعومًا من الحكومة.
وبحسب معهد معلومات التأمين، يمتلك ما يقرب من 6٪ من أصحاب المنازل في الولايات المتحدة تأمينًا ضد الفيضانات. وفي العديد من المقاطعات في جورجيا، كارولينا الشمالية الجنوبية التي غمرتها المياه مؤخراً بسبب تأثيرات إعصار هيلين، فإن أقل من 1% من الأسر لديها تأمين ضد الفيضانات. ولهذا يتمّ توفير ما يقرب من ثلثي الخسائر من البرنامج الوطني للتأمين ضد الفيضانات (NFIP) الذي تديره الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، في حين يتم تأمين الباقي من خلال شركات التأمين الخاصة.
لقد سلّط إعصارا هيلين وميلتون الضوء على أوجه القصور الكبيرة في إطار التأمين ضد الفيضانات في الولايات المتحدة، وما يترتب على ذلك من تداعيات. ومع تزايد وتيرة تغيّر المناخ وشدة الفيضانات، أصبحت الحاجة إلى إدارة شاملة لمخاطر الكوارث الطبيعية أمرا بالغ الأهمية بشكل متزايد.
يخلص Vangari إلى القول أن “الموجة الأخيرة من الكوارث الطبيعية قد تؤدي إلى مطالبات أعلى من المتوقع لشركات التأمين وإعادة التأمين الأميركية في عامي 2024 و2025. ومن المتوقع أن يؤدي تصاعد وقوع مثل هذه الأحداث المهمة إلى زيادة الحاجة إلى تغطية شاملة لمخاطر الفيضانات، وهو ما سيدعم نمو التأمين العام على مدى السنوات الخمس المقبلة”.