طريق للمشاة
أسبوع الأمم المتحدة العالمي الثامن للسلامة على الطرق يبدأ في 12 أيار الحالي، بالتركيز على حملة دولية طلبتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة بالسير وركوب الدراجات.
وتتيح هذه الحملة، وفق بيان صادر عن الأمم المتحدة، فرصة للدعوة إلى اتخاذ إجراءات وطنية ومحلية لجعل السير وركوب الدراجات أكثر أمانًا من خلال تدخلات مسندة بالبيّنات ترتكز على نهجٍ شاملٍ لنظامٍ مأمون. ويمكن تنفيذ الإجراءات الرامية إلى تعزيز السلامة من جانب مجموعة من الأطراف المعنية، منها الحكومات والمنظمات الدولية والشركات والمدارس والمجتمعات المحلية والمجتمع.
معروف أن السير على الأقدام وركوب الدراجات الهوائية يؤثران بشكل مأمون تأثيرًا مباشرًا على السلامة على الطرق، ويسهمان في جعل الناس والمجتمعات أوفرَ صحة، ويساعدان على ضمان تحقيق الإنصاف والاستدامة في المدن. فالسير وركوب الدراجات وغير ذلك من أشكال النشاط البدني تُسهم كلّها في الوقاية من الأمراض غير السارية. ويساعد النشاط البدني المنتظم على الوقاية من زيادة الوزن والسمنة، وموازنة مستويات الهرمونات، وتقوية الجهاز المناعي، وتقوية الهضم، وتقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والقولون وبطانة الرحم، وتقليل فرص الإصابة بالسكتات الدماغية والسكري وارتفاع ضغط الدم. كما أن للمشي وركوب الدراجات آثاراً إيجابية على الصحة والعافية بشكل عام من خلال تعزيز الصحة النفسية وصحة الدماغ والحد من أعراض الاكتئاب والقلق. وتشجع هذه الأنشطة أيضاً على النمو الصحي ونمو العضلات وتحسين النمو الحركي والإدراكي لدى الأطفال والمراهقين. كما أن السير وركوب الدراجات الهوائية بشكل مأمون يعززان نُظُم النقل في المناطق الحضرية، ويساعد ذلك على منع الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق والحد من تلوث الهواء والضوضاء.

وفي تقرير عالمي عن حالة السلامة على الطرق لعام 2023، أن 11% من الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في جميع أنحاء العالم تحدث في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الذي سَجَّلَ ثاني أعلى معدل للوفيات الناجمة عن حوادث الطرق من بين جميع أقاليم المنظمة. ويشكل المشاة وراكبو الدراجات الهوائية أكثر من 30% من الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في الإقليم، وهي ثاني أعلى نسبة من وفيات المشاة بين الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق على مستوى العالم. الى ذلك، بحث التقرير التدخلات التي تُنفِّذها بلدان الإقليم لتحسين سلامة المشاة وراكبي الدراجات، من وجود معابر آمنة (11 بلدًا) إلى التأمين على الدراجات الهوائية (دولتان). كذلك جرى التأكيد، في التقرير، على أهمية تعزيز السير وركوب الدراجات الهوائية بشكلٍ آمنٍ في قرارات متتالية للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويحثُّ كلٌّ من القرار (A/74/L.86) لعام 2020 والقرار (A/RES/78/290) لعام 2024 الدول الأعضاء على اعتماد نهج النظام المأمون الذي يُعزِّز القوانين والبنية الأساسية والتخطيط لحماية المشاة وراكبي الدراجات الهوائية، ويشجِّع على السير وركوب الدراجات ووسائل النقل العام بوصفها جزءًا لا يتجزأ من المزيج الأمثل للتنقل بالمركبات وبدونها، وهو ما يقلل من الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث الطرق والأمراض غير السارية ذات الصلة، لا سيّما في المناطق الحضرية.
وتقترح الخطة العالمية لعَقد العمل من أجل السلامة على الطرق 2021-2030 وإطار العمل الاستراتيجي لتعزيز نُظُم السلامة على الطرق في إقليم شرق المتوسط تدابير مُسندة بالبيّنات وعالية المردود للتنفيذ على المستوى القُطري لضمان مأمونية المشي وركوب الدراجات للجميع، وإدماجها بشكلٍ كامل في مبادرات التنمية ذات الصلة.
ويأتي أسبوع الأمم المتحدة العالمي الثامن للسلامة على الطرق في وقت مهم من العقد الجاري للعمل من أجل السلامة على الطرق. وجاء ذلك عقب إقرار الدول الأعضاء لإعلان مراكش لعام 2025 خلال المؤتمر الوزاري العالمي الرابع بشأن السلامة على الطرق، الذي عزز التزام البلدان بجعل السير وركوب الدراجات آمنين للجميع.
ومن الضروري أن نغتنم فرصة هذا الأسبوع العالمي للاستفادة من الزخم الحالي. وينبغي توسيع نطاق الجهود والإجراءات الجماعية لتنفيذ تدخلات شاملة تراعي رياضة المشي والمشاة، بحيث تتحسن السلامة على الطرق على جميع المستويات، وتساعد على تحقيق غايات عقد العمل وأهداف التنمية المستدامة، وخفض الوفيات والإصابات الخطيرة الناجمة عن التصادمات المرورية بنسبة 50% بحلول عام 2030.