طبيّاً، كان دائماً الخنزير مصدراً لأعضاء يستفاد بها خلال العمليات الجراحية الكبيرة، وأهم تلك الأعضاء الصمامات القلبية التي أكدت التجارب دورها المهم في الحلول محل صمام الإنسان التالف.
جديد تقديمات الخنزير، ما كشفه علماء صينيون مؤخراً، عن قيام مجموعة باجراء أول عملية زرع رئة من خنزير إلى إنسان، وقد ظلّ هذا العضو يعمل لأكثر من أسبوع بعد الجراحة، بحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية. ولكن ليتلف، في ما بعد، فتفشل العملية برمتها. وتُعرف هذه العملية باسم زرع الأعضاء بين الأنواع، اي بين كائن حي ونوع آخر (حيواني)، وقد شهد هذا المجال تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث أثبت الأطباء إمكانية زراعة الكلى والقلب والكبد من الخنازير إلى البشر.
وبحسب “اندبندت”، ناشرة الخبر، فقد عدّل العلماء بعض جينات الخنزير قبل أخذ الرئة، لإزالة البروتينات التي قد تُنشّط جهاز المناعة البشري بعد عملية الزرع، وهكذا زرع العلماء الصينيون الرئة اليسرى من الخنزير في جسد المتلقي البشري بعدما تم التأكد من وفاته دماغياً من خلال أربع تقييمات سريرية.
وبحسب بيان صحفي صادر عن هذا الإنجاز العلمي، فإن العلماء حقنوا المتلقي بأدوية لقمع الجهاز المناعي، وقيّموا كيفية عمل الرئة واستجابة الجهاز المناعي البشري لها. ولم يرفض الجهاز المناعي الرئة المزروعة بشكل فوري، وظلت تعمل لمدة تسعة أيام. كذلك أشارت الدراسة الى أن «الرئة المزروعة حافظت على حيويتها ووظائفها على مدار 216 ساعة من فترة المراقبة، من دون ظهور أي علامات رفض حاد أو عدوى”.
ومع ذلك، لاحظ الباحثون علامات تلف في الرئة بعد 24 ساعة من الزرع، وعلامات رفض بوساطة الأجسام المضادة في اليومين الثالث والسادس، ما أدى إلى إنهاء تجربتهم في اليوم التاسع.
وأشاروا إلى أن «الرفض بوساطة الأجسام المضادة ساهم في تلف زراعة الرئة في اليومين الثالث والسادس بعد الجراحة، مع تعافي جزئي بحلول اليوم التاسع”.